مع بدء العد التنازلى لاجراء الاستفتاء التاريخى حول انفصال إقليم اسكتلندا عن بريطانيا وإعلان الدولة، أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأى تقدم المعسكر الرافض للانفصال عن لندن. وكشفت الاستطلاعات الثلاثة التى أعلنت نتائجها أمس، تقدم أنصار الوحدة على مؤيدى الانفصال(القوميين) بفارق يتراوح ما بين 2 و 8٪. وشارك فى إجراء هذه الاستطلاعات الثلاثة : حملة”برو يونيون كامبين” المؤيدة للوحدة، وصحيفة “الأوبزرفر”. وفى المقابل، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة”اى سى ام” لصحيفة “صنداى تليجراف”، تأييد 49٪ من مواطنى اسكتلندا للانفصال فى مقابل رفض 42٪، الا أن عدد المشاركين فى هذا الاستطلاع بالكاد يتجاوز ال700 شخص. وأوضحت هذه الاستطلاعات عن أن نحو9٪ من الناخبين لم يحددوا موقفهم بعد. فى غضون ذلك، تزايدت حملات التعبئة فى الشارع الأسكتلندى التى يجريها الفريقان. وشهدت شوارع العاصمة أدنبرة ومدينة جلاسجو مسيرات من كلا المعسكرين شارك فيها الآلاف، وذلك فى محاولة للتأثير على الأصوات المتأرجحة. وتصاعدت حدة الانقسام فى اسكتلندا، حيث اتهم ألكسندر سالموند زعيم الحركة الانفصالية، رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بتجنيد البنوك وشركات الأعمال البريطانية الكبرى العاملة فى اسكتلندا، لتحذير الناخبين من التصويت ب«لا». و أكد قادة انفصاليون أن كاميرون يقود حملة ترهيب وتخويف للناخبين باستخدام رجال الأعمال. وفى المقابل يحذر أنصار الوحدة من أن الانفصال محفوف بالمخاطر المالية و الاقتصادية. واحتدم الجدل حول نقل الترسانة النووية البريطانية، المخزنة بالكامل فى غواصات بقاعدة “فازلان”البحرية غرب اسكتلندا. و يؤكد المعهد الملكى للخدمات المتحدة المعنى بالبحوث العسكرية أن عملية نقل هذه الترسانة من الأسلحة ستتكلف عدة مليارات استرلينى وقد تدوم حتى عام 2028. وفى بروكسل، أكد مراقبون أن القلق بدأ يسيطر على أروقة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل ازاء الانفصال المحتمل لاسكتلندا عن بريطانيا، بناء على الاستفتاء الذى سيجرى يوم الخميس المقبل. وأوضحوا أن بروكسل انتابها التوتر إزاء تفتت أحد أكبر الدول الأعضاء بالاتحاد. وأضافوا أن المخاوف تسود الاتحاد الأوروبى من تفشى النزعة الانفصالية بين أقاليم الدول الأعضاء، وعلى الأخص : إقاليم كتالونيا والباسك فى أسبانيا والفلاندر فى بلجيكا.