هناك فترات زمنية حبلى بالأحداث المفجعة، وكتر الدق على الرأس يوجع، ولا يمر يوم حتى تأتينا مجزرة فى بلاد العرب المسلمين، تأنف منها البشرية، فلا تصنف على أقل تقدير إلا بجريمة ضد الإنسانية فى مثل هذه الأوقات التعلق بالبديهيات وتكرار عرضها ربما يكون مفيدا حتى لا نصاب بمس من الجنون من وحوش يرتدون عباءة الدين، يحركهم جبابرة يرتدون مسوح الإنسانية! العودة إلى الله بديهية أولية، أى اللجوء إليه ليساعدنا بقدرته حتى نشهد الدين وقد انسد والعدو وقد انهد، فالله سبحانه وتعالى هو الحقيقة الوحيدة فى هذا الوجود كما يرى المعلم الزاهد (غاندي) فالجميع يبحث عنه، ولم تكن هناك مشكلة فى تعدد العقائد للوصول إليه، التى تختلف فى الطرق لكن الهدف واحد، الألاعيب والحيل السياسية جعلت من ذلك سببا للقتال والجرائم الإنسانية، التى أودت بالعديد بالبعد عن الله (عز وجل) لذا فى هذه البلبلة الجنونية يكون تحصيل الحاصل مفيدا، حتى يثبت البديهيات ، بوجود الله الحكم العدل، فيأتينا صوت (ابن عطاء السكندري) ليقول لهم: كيف يتصور أن يحجبه شيء، وهو الذى أظهر كل شيء؟!.. كيف يتصور أن يحجبه شيء، وهو الذى ظهر فى كل شيء؟!.. كيف يتصور أن يحجبه شيء، وهو الذى ظهر لكل شيء؟!.. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء؟!.. كيف يتصور أن يحجبه شيء، وهو أظهر من كل شيء؟!.. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذى ليس معه شيء؟!، كيف يتصور أن يحجبه شيء، وهو أقرب إليك من كل شيء؟!، كيف يتصور أن يحجبه شيء،ولولاه ما كان وجود كل شيء؟!.. يا عجبا كيف يظهر الوجود فى العدم؟! أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم؟!. سبحان الله فآياته فى الآفاق وفى أنفسنا، فكيف نتصور أن يحجبه شيء. وهوالظاهر المتجلى فى كل خلق الله من جميع الموجودات، هذه البديهية يراها العارفون بالله، ويغرق الغافلون فى ظلمة العدم، وأساس السعى إلى النور بديهية أخرى هى الحب، فالله يحب مخلوقاته، ولا تجد تلك المخلوقات سعادة إلا بحب خالقها، فالحب أساس الوجود، فقيمة الحب ليست طوباوية خيالية، ولكنها قيمة وجودية، فيكفى أن يتصور أحدنا حياته بلا حب، وللحب آفاق ومدارك, لا أول ولا آخر لها، لذا يغرق العارفون بالله فى الحب الإلهي، فيرونه أصل عمل كل المخلوقات، وأساس طريقهم إلى الله، وكل فعل حب هو حب فى الله، أصل كل حب، والمستحق الوحيد للعبادة، فالله محبة، وكل معانى الخير مستمدة من حب الله، ولذلك فالحب من المألوف فى الذهن البسيط الصافي، وتحصيل للحاصل بالفعل لكل قلب سليم! من البديهى أن يكون جوهر كل الأديان هو الحب، مادامت تسعى للوصول إلى نور الله، وحرر فيلسوف اللاعنف الماهتما (غاندي) بلاده بهذا السلاح، الذى لا يهزم، فلم يجد فى الحياة، ما يجعله قاتلا، وإن قتله الآخرون، فيقول بما إننى رميت سيفى فكأسى الحب هو كل ما أستطيع أن أهديه لمن يعرض لي، فكان نصره الخالد بالحب، وليس بالكراهية والحقد والغل، فتلك المشاعر السلبية لا تجرح المحقود عليه والمكروه، بقدر ما تدمر الحاقد والكاره، وتلقى به فى ظلمات العدم والفناء، بعيدا عن نور الله الخالد أبدا، فحيث يكون الحب يكون الرب! ليس جديدا أن نقول إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لنحيا فى سبيل الله، بأن نقر معانى الخير والعطاء، ونماء الحياة المستمدة من روح الله، فالناس اليوم تحتاج لمن يرشدها على طريق الحياة، وليست فى حاجة لغربان العدم والفناء الذين يلقون بأتباعهم بجسارة إلى الموت، ويرفلون وأبناؤهم فى نعيم الشيطان! وبعد أن انكشفت خيوط الفوضى الخلاقة، باستطاعة أولياء الله، أن يعيدوا نسج هذه الخيوط ليبينوا للناس الحق من الباطل، فإن الباطل كان زهوقا، وتحصيلا للحاصل فإن قوة الحب المستمدة من نور الله، دائمة وأبدية لاتزهق أبدا من تنشئة خلق الله، على كيفية تحمل مشقة الحياة المرهقة، التى لا تحتمل لولا مدد الله، الذى جعل جمال الدنيا الحقيقى متاحا لجميع عباد الله الصالحين، المتيمين بحب الله من قالوا: والله لو عرف الملوك ما لدينا من لذة، لحاربونا عليها بالسيوف! لا بأس من تحصيل الحاصل من جديد، بأنه لا توجد خطيئة تبعدنا عن الله أكثر من اضطهاد بريء، أو قتله فى سبيل الله، فالله سبحانه وتعالى بريء مما يفعل الداعش والدالم والنصرة والقاعدة والبوكو.. إلى آخر كلاب النار الإرهابيين، عشاق الدم، المهوسين بالجنون، من صنيعة شياطين الفوضي، الذين يعرفون كيف يبدءونها، وأشك فى قدرتهم على إنهائها، دون أن تمسهم نارها ولظاها! لتحصيل ما يمكن من الحاصل، علينا بالاستعانة بأشعار الحب لتنمية مدارك الناس بلذة الحياة الحقيقية، التى أدركها العارفون بالله، وجادوا علينا بأشعار خلاقة فى العشق الإلهي، وكان حموى (رحمه الله)، وكان قطبا صوفيا فى الحامدية الشاذلية، يلحظ تغامز أبنائه عندما يشاركهم الاستماع لسيدة سيدات العرب (أم كلثوم)، ويندمج مع فنها المتقن الصنع، فيقول لهم كل يغنى على ليلاه، ولا لذة تعادل لذة الحب الإلهي.. لدينا تراث من العاشقين من علموا غاندى الحب وفلسفة اللا عنف فهل نحاول تجديد الأخلاق بتحصيل ما هو حاصل بالفعل ونجهل بجهلنا به؟! لمزيد من مقالات وفاء محمود