أن يفقد نحو 40 شخصا حياتهم، ويُصاب مثلهم أو يزيد بإصابات بالغة فى حادث شرم الشيخ الأخير جراء رعونة السائقين، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل، والنظر إلى حال الطرق وأخلاق القيادة فى مصر بعين الاعتبار. وإذا كُنا لا ننكر أن هناك اهتماما بحال الطرق، وإن كان محدودا إذا ماقورن بعدد الحوادث وما تخلفه من ضحايا، إلا إنه موجود بالفعل ولا يمكن جحوده. وحلا للمشكلة وبعيدا عن الخطط طويلة الأجل، التى تتطلب ميزانيات ضخمة لشق طرق مطابقة للمواصفات العالمية، وتزويدها بأعمدة الإنارة وأجهزة المراقبة، فإنه من الأجدى استثمار ما هو موجود من طرق، ودعمها بأجهزة الرقابة، ونشر الكمائن التى تكبح جماح السائقين، خاصة على الطرق الدولية. وليس صحيحا أن الزحام هو سبب أزمة المرور فى مصر، فمهما عانينا من زحام، فإننا لانُقارن بالصين والهند واليابان، وغيرها من دول تغلبت علي شدة الزحام بالرقابة والنظام، اللذين يجب أن يسيرا جنبا إلى جانب محاسبة الذات من قبل المواطنين. ومادمنا لم نصل لرفاهية مراقبة النفس وجلد الذات فى حالة الخطأ، فلابد من صرامة المسئولين؛ تلك الصرامة التى تتمثل فى غرس أجهزة مراقبة على كل الطرق دون تحديد مكانها بنزع لافتات التحذير( السرعة مراقبة بالرادار)، التى يحتاط لها السائقون، وبمجرد أن يتجاوزوها يستأنفوا رعونتهم التى تقف بسببها قلوب الركاب، أو يروحوا ضحايا لها. مع ضرورة الإشراف الدورى على أجهزة الرقابة وصيانتها إذا تعرضت لعُطل أو تعطيل بفعل فاعل (لا سمح الله). هذا بالإضافة إلى رصف الطرق ووتزويدها بأعمدة إنارة تُضاء ليلا وتنطفئ نهارا وليس العكس كما يحدث الآن، مساهمة فى حل أزمة الكهرباء. ولا نغفل ضرورة أن تتآزر السلطة والثروة فى إقامة طرق جديدة، بمساهمة رجال الثروة طبعا نظير تسهيلات توفرها لهم السلطة فى مشروعاتهم الاستثمارية. ومن الحلول الحزم فى تسيير سيارات النقل الثقيل ليلا، تفاديا لاختناق الطرق بسببها نهارا، وعدم السماح بانتظار المركبات فى نهر الطرق لتحميل الركاب، مما يُسبب ربكة بالطرق تحتاج إلى طبل وزمر لفكها. وأهم من ذلك كله تغليظ عقوبة الرعونة وكسر الإشارات ، وتحصيلها فورا ، مثلما يحدث فى كل دول العالم ، مع غلق باب (الواسطة والمحسوبية) الذى تتسلل منه رياح خرق القوانين المُنتشرة فى مصر. وأخيرا أقول: الإدارة الحكيمة تعنى استثمار ماهو متاح بالفعل، بدلا من التعلق بأهداب نظرات استشرافية نتطلع إليها دون حراك والمحصلة ( محلك سر)، بمعنى إن لم يكن مُتاحا لنا فى ظل تلك الظروف الاقتصادية الصعبة إقامة طرق مُطابقة للمواصفات، فإنه بإمكاننا تشديد الرقابة على الطرق الكائنة، وتغليظ عقوبة المخالفات وبالتالى نساعد فى وقف نزيف الدم. Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى