تعاقب على رئاسة المركز القومى للترجمة كثيرون كان آخرهم الدكتور أنور مغيث,وهو ذو تاريخ ثقافى حافل خاصة فى مجال الترجمة. فهو أستاذ مادة الفلسفة الحديثة ومدير معهد إعداد المعلمين بجامعة حلوان وأستاذ مادة الفكر العربى المعاصر بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة برشلونة المفتوحة, و له العديد من الترجمات. منها: كيف يدمر الأثرياء الكوكب, والخروج من الرأسمالية تأليف هيرثى كيمث, وكيف نصنع المستقبل لروجيه جارودى , ونقد الحداثة تأليف آلان تورين, ومسيحيون ومسلمون أخوة أمام الله لفان كريستيان, كما شارك فى ترجمة كتاب السان سيمونيون فى مصروفى حوارنا معه أكد أن المركز عندنا يهتم بالتنوع فى جميع مجالات المعرفة, وهو ما يميزه عن بقية مراكز الترجمة فى البلاد العربية, وفيما يلى نص الحوار : كيف يمكن الاستفادة من خبراتك فى عملك الآن كمدير للمركز ؟. أنا عملى الأصلي استاذ في الجامعة في تخصص الفلسفة الحديثة والمعاصرة، كما أنني مترجم، ترجمت الكثير من الكتب عن الفرنسية في مجال العلوم الانسانية، ومدير منذ عشر سنوات لمعهد اعداد المعلمين باللغة الفرنسية بجامعة حلوان، بالإضافة إلى اهتمامي بالشأن الثقافي العام في مؤتمرات ومقالات بالصحف. وهذا يعنى أن لدى خبرات عديدة فى الترجمة والإدارة والثقافة أرجو أن تفيدني. ما خطة وأنشطة المركز فى الفترة المقبلة .. وكيف يتم تطويره وتحديثه؟ . هناك أولا كتب كثيرة ترجمت ولم تنشر حتى الآن، وقد اتفقنا مع مطابع الاهرام لزيادة عدد الكتب التي تطبع، وكذلك مع توزيع الأهرام, وذلك لوضع حل لمشكلة منافذ البيع، كما أن المركز يتجه ايضا إلى النشر المشترك مع دور النشر الأخرى. ونبذل جهودا للتنسيق مع المنظمات العربية الأخرى المهتمة بالترجمة. ما مدى استفادة المركز من المترجمين الشبان, وهل لديكم رؤية لتطوير وتدريب هؤلاء ؟. هناك ندرة في المترجمين فعلا، وبالفعل يقوم المركز بإتاحة دورات تدريبية وورش عمل للمترجمين الشباب. وسوف نسعى لتطوير هذه الدورات ومدها بحيث تشمل العديد من اللغات الأجنبية. هناك انطباع لدى البعض بأن المركز كان يغلب اعتبار الكم على الكيف. ما رأيك؟. المركز يهتم بالتنوع في جميع مجالات المعرفة. وهذا ما يميزه عن مراكز الترجمة الأخرى في البلاد العربية، ولهذا فقد حصل على جائزة خادم الحرمين بفضل تراكم جهود المديرين السابقين. والحرص على هذا التنوع يجعل الكم مهما، ولكن نسعى بكل جهدنا ألا يكون على حساب الكيف. من هم الكتاب الأجانب الذين قرأت لهم, وهل قرأت أعمالهم بالعربية .. ومن وجهة نظرك من هم المترجمون الأفضل ؟ الكتاب المترجم كان من العناصر الأساسية التى ساهمت في تكوينى الثقافي وذلك منذ روايات أرسين لوبين في الستينيات, ثم الأدب العالمى بعد ذلك. وبدراسة الفلسفة تعاملت مع كتاب أجانب من أفلاطون إلى سارتر. ثم أثناء الدراسة في فرنسا قرأت أعمالا مهمة من موليير إلى كامي بالفرنسية كما قرأت للكثير من الكتاب العالميين بالفرنسية أيضا , مثل كونديرا التشيكي، وبيتر هانكه النمساوي وميشيما الياباني وطاغور الهندي وغيرهم. وأتمنى أن يساعد المركز في إتاحة هذا التنوع أمام القارئ العربي.