أصبح من الصعب على الإنسان فى هذا الزمن أن يكسب صديقا .. إن سوق العلاقات الإنسانية مليئة بالعملات المزيفة فى كل يوم قد تصادف علاقة فى حياتك وتتصور أنها حب او صداقة .. ثم تكتشف بعد ذلك ان العملة التى تصورتها ذهبا من أردأ انواع الصفيح .. وان الصديق الذى صنعت منه اسطورة مزيف وكاذب وان الحبيب الذى اسكنته قلبك لا يعرف معنى الحب ولا يعترف بشىء اسمه الوفاء .. وفى سوق العلاقات الإنسانية هناك اشياء اصلية واخرى فاسدة ولهذا حاول ان تفرز الأشياء وان تحافظ فقط على كل ما هو حقيقى .. ولهذا تراجعت مشاعر الصداقة وأصبح من المستحيل ان يدخل قلبك صديق جديد .. ان العلاقات الأن لا تتجاوز لقاءات سريعة لا يبقى بعدها غير احاديث النميمة اما المودة والتواصل والمواقف والإخوة الحقيقية فهذه لن تجدها فى اسواق هذه الأيام .. ولهذا حاول ان تحمى اشخاصا تحبهم من امراض هذا الزمن واجعل لهم مكانا بعيدا فى قلبك عن شوائب هذه الأيام وامراض اسواق العلاقات الإنسانية المشوهة.. ولكى تحمى هؤلاء وتحتفظ بهم كن حريصا على حماية ذكرياتك من كل هذه الشوائب الإنسانية الرخيصة .. فى زمن ما ولحظة ما سوف تكتشف ان الذكريات من اغلى الأشياء التى تملكها فى حياتك ان المال يأتى ويذهب .. والعمر اقصر مما نتصور ولكن الذكريات هى الزاد الذى يعيننا على استكمال رحلة الحياة .. والذكريات هى اشخاص أحبونا وأحببناهم وأصبحوا شيئا ثمينا فى حياتنا .. ولأنك لا تستطيع الآن ان تكسب صديقا او حبيبا من اسواق العملات الرديئة حاول ان تحمى ذكرياتك لأن اكثر الناس إفلاسا انسان بلا ذكريات وحين تجف منابع المشاعر ويقتحم الخريف أبوابنا نبحث فى زحمة البشر عن وجوه اسعدتنا.. وقلوب تركت فى اعماقنا لحظة انس وبهجة .. لا تفرط فى ذكرياتك لأنها آخر ما يبقى لك فى صخب هذا الزمان المجنون إذا كنت حريصا على رصيدك فى البنك او رصيد المحمول ارجوك لا تنس رصيد الذكريات. لمزيد من مقالات فاروق جويدة