قالت:هل يمكن ان استريح على شاطئ ايامك قليلا.. إننى عائدة من رحلة اسفار طويلة والأمواج ارهقتنى والأيام شردتنى ما بين عيون كاذبة ومشاعر لم تعرف الصدق ومازال عندى امل ان اجد قلبا يحتوينى.. قلت:ماذا يفعل جريح لجريح وماذا يفعل قلب متعب لقلب يلتمس الراحة لقد جئت فى الزمن الخطأ بعد ان اصبح الشاطئ خاليا امام عواصف الشتاء وتراكمت على اطلاله تلال من الرمال وسافر من سافر وذهب من ذهب وفى ركن بعيد تطل ذكريات العابرين بعضها يحمل دموعا وبعضها يحمل عهودا وهناك اياد تعانقت وعيون احبت ولكن الرمال اخفت كل هذا وسط عواصف دامية من الرياح.. إن هذا الساكن الوحيد الذى يجلس امامك على اطلال الرمال والذكريات لا يستطيع ان يمنحك ساعة صفاء واحدة إنه مثل الفارس الذى تخلى عنه جواده ووقف وحيدا ينظر حوله ولا يجد شيئا غير هذا المدى البعيد مابين الخوف والوحشة وعواصف الليل الطويل.. قالت:ولكن العمر امامنا..وهناك ربيع قادم وصيف جميل سوف يجمع الأحباب مرة اخرى..ان الحياة لا تنتهى مع لحظة ألم عابرة وإذا كان هناك من ترك جراحا على هذا الشاطئ فهناك ايضا من لملم جراحا وترك خلفه ابتسامة وساعة فرح ولهفة..وإذا كانت الرياح قد حملت معها وجوها كثيرة رحلت فهناك وجوه اخرى تطل من بعيد اكثر جمالا ووفاء وصدقا.. لا تجعل الرمال التى تكدست على الشاطئ تخفى امواجا تروح وتغدو كأنها فى ليلة عرس جميلة.. إن كتاب الحياة ليس صفحة واحدة ولكنه متعدد الصفحات فاترك نفسك وعش حياتك ولا تصاحب الألم فهو صديق خائن ورفيق ليس له امان..لقد جئت اليك متعبة حزينة وخلفى تجرى مواكب من الزمن القبيح رأيت وجوها لا تعرف الرحمة وناسا لا يعرفون الحب..ورغم هذا مازلت احلم ان أرى من يشاركنى حيرتى ويحتوى احزانى واعيش معه لحظة صدق فى زمان كاذب..لا تحزن على عمر احببت فيه ولكن احزن على عمر لم تستطع الحب فيه..اتعس الناس فى الحياة اناس تركوا الحب يهرب من بين ايديهم وعاشوا بعده محنة الفراق..فلا تكن واحدا من هؤلاء البؤساء لمزيد من مقالات فاروق جويدة