حمى إيبولا النزفية: هو مرض فيروسى يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلا وقد ظهر فى القرى النائية الواقعة فى وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، ينتقل من الحيوانات البرية للإنسان، وتعتبر خفافيش الفاكهة المضيف الطبيعى للفيروس. كيفية انتقاله : تنتقل العدوى إيبولا إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى. وقد وُثِّقت فى إفريقيا حالات إصابة بالعدوى عن طريق التعامل مع قردة الشمبانزى والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وظباء الغابة وحيوانات النيص التى يُعثر عليها نافقة أو مريضة فى الغابات المطيرة. وتنتشر لاحقا حمى إيبولا بين المجتمع من خلال سريان عدواها من إنسان إلى آخر بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى. وكثيرا ما يُصاب العاملون فى مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العلاج للمرضى المصابين بها، وقد يتعرض مثلا العاملون فى مجال الرعاية الصحية الذين لا يرتدون قفازات أو أقنعة أو نظارات واقية لملامسة دم المرضى المصابين بعدوى المرض ويكونون عرضة لخطر الإصابة بعدواه. أعراضه : يصاب الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام فى العضلات والصداع والتهاب الحلق، والقيء والإسهال وظهور طفح جلدى واختلال فى وظائف الكلى والكبد، والإصابة فى بعض الحالات بنزيف. وتظهر النتائج المختبرية انخفاضا فى عدد الكرات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا فى معدلات إفراز الكبد للإنزيمات. وينقل المصابون بالمرض عدواه إلى الآخرين طالما أن دماءهم وإفرازاتهم حاوية على الفيروس. وتتراوح فترة حضانة المرض (الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه) بين يومين و21 يوما. تشخيصه : لا يمكن تشخيص حالات الإصابة بعدوى تشخيصا نهائيا إلا فى المختبر، وذلك بإجراء عدد من الاختبارات المختلفة منها اختبارات الكشف عن المستضدات وعزل الفيروس عن طريق زرع الخلايا، وتنطوى الاختبارات التى تجرى للعينات المأخوذة من المرضى على مخاطر بيولوجية جسيمة وينبغى أن يقصر إجراؤها على تأمين ظروف قصوى للعزل البيولوجى. العلاج واللقاحات : تستدعى الحالات المرضية الشديدة توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى الذين يصابون من جرائها فى كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل وبالحقن الوريدى أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوى على الكهارل. ولا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى إيبولا النزفية ويجرى اختبار العديد من اللقاحات ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أى واحد منها.
الوقاية :
لا يوجد لقاح متاح لتطعيم الحيوانات ضد فيروس إيبولا ريستون، ومن المتوقع أن تؤدى عمليات التنظيف الروتينية وتطهير حظائر الخنازير أو القردة (بمطهرات من قبيل هيبوكلوريت الصوديوم أو غيره من المطهرات) دورا فعالا فى تعطيل نشاط الفيروس. وإذا اشتُبِه فى اندلاع فاشية ينبغى أن يُفرض حجر صحى على المكان فورا، ويمكن الحد من انتشار المرض بفرض قيود أو حظر على نقل الحيوانات من الحظائر المصابة بعدوى المرض إلى مناطق أخرى.
سلالات الفيروس :
هناك خمس سلالات من فيروس إيبولا ، هي: بونديبوجيو وساحل العاج وريستون والسودان وزائير، وترتبط أنواع الفيروس بونديبوجيو والسودان وزائير بفاشيات كبيرة لحمى إيبولا النزفية فى إفريقيا، فيما لا يرتبط نوعا الفيروس ساحل العاج وريستون بفاشيات معينة من الحمى. وإيبولا النزفية مرض حموى يودى بحياة نسب تصل إلى90% من مجمل المصابين به ، رغم أن فرص تحوره الجينى أبطأ 100 مرة من فيروس الأنفلونزا. وطبقا لتصريحات منظمة الصحة العالمية فإن السبب فى زيادة معدلات انتشار الفيروس عام 2014 والتى بلغت 1323 حالة منها 729 حالة وفاة هو سوء الخدمات الطبية والترصد فى الدول التى ظهر بها المرض وتأخر ابلاغ الأسر عن الاصابات بالإضافة لانتشار المعتقدات البالية فى إفريقيا، ولا توجد حتى الآن إحصائيات دقيقة حول نسب تزايد المرض. وطبقا لأحدث خرائط أصدرتها منظمة الصحة العالمية فى 10 أبريل الماضى فإن هناك 9 معامل مرجعية معتمدة للتأكد من الحالات المشتبه فيها خمسة منها فى افريقيا واثنان فى الولاياتالمتحدة وكندا واثنان فى أوروبا. ومن الملاحظ أن إقليم شرق المتوسط والذى يشمل مصر وشمال إفريقيا لايوجد به أى معمل من هذه المعامل المرجعية للتأكد من حالات الاشتباه ولكن يتم التنسيق مع هذه المعامل للجوء إليها فى حال ظهور أى حالات.