رجال يحبون مصر ، يذوبون عشقا فى ترابها الطاهر ، رغم التجاعيد التى حفرتها السنون على جباههم ،لمعت عيون بعضهم بالدموع وتهجدت أصواتهم بالبكاء حزنا على ما أصاب محبوبتهم المحروسة، رافضين ما آلت إليه الأمور فى شوارعها التى كانت آمنة، وسامح الله د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الاسبق فقد نكأ الجراح وذكرهم بالزمن الجميل. هؤلاء الناس كانوا كوكبة من العلماء والاساتذة الكبار، اجتمعوا فى القاعة الرئيسية بالطابق الثانى للمجمع العلمى المصرى بحضور العالم الجليل د.إبراهيم بدران رئيس المجمع لحضور الندوة الشهرية التى كان ضيفها د. عصام شرف وجاءت بعنوان «المستقبل ورنين الوطن».. استعرض خلالها الماضى والمستقبل وكيفية صناعته ، وطاف بهم فى رحلة ممتعة لمصر الجميلة، مؤكدا أن المستقبل هو صناعة وطنية خالصة ،كما أنه صناعة انسانية ، موضحا أن التعامل مع الزمن مرتبط بمشاعرالمصريين الخاصة . بمجرد انتهاء د. شرف من توضيح نظريته على مدى أكثر من ساعة ونصف ساعة، انتقل د. ابراهيم بدران إلى المنصة ،وهو يتوكأ على عصاه وأبكى الجميع عندما حاول أن يغالب دموعه, ويقاوم تهدج صوته بالبكاء ، حيث تحدث عن مصر الوطن العظيم ،واشاد فى عبارات بليغة بما عرضه د. شرف متمنياً أن يتم نشر وإذاعة هذه المحاضرة القيمة وتوزيعها على مراكز الشباب فى ربوع مصر لكى يتعرف الشباب والكبار على عظمة هذا الوطن.واستطرد يروى قصصا إنسانية عايشها بنفسه أثارت شجون الحاضرين.. ومن بين ما ذكره د. بدران قيامه بزيارة 2500 قرية عندما كان وزيرا للصحة، وأنه كان يوصى تلاميذه بحسن معاملة مرضاهم واحتضانهم ، دون استكبار على المريض أيا كان. وتمنى لقاء الرئيس السيسى لكى يقول له إن هناك 50 الف هيئة تستطيع أن تمده بالدراسات للنهوض بالوطن .وعبر د. بدران عن غضبه وحزنه من انتشار حالات التحرش بالفتيات والسيدات فى الشارع المصري، مؤكدا أنها ظواهر سلبية وشوائب علقت بوجه مصر وهى إلى زوال، لأن المصريين يتميزون بالنخوة والمروءة، وهى صفات أصيلة فيهم. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى