رغم تقارير عن ارتفاع فى حجم التبادل التجارى بين تركيا وإسرائيل فى عهد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وحزبه »العدالة والتنمية«، أدانت الأحزاب السياسية التركية الممثلة فى البرلمان العدوان العسكرى البرى الإسرائيلى على غزة، بينما كان رد فعل الشارع التركى أكثر عنفا. وتوجه عدد من النواب أغلبهم من حزب العدالة والتنمية الحاكم فى ساعة مبكرة من صباح أمس وبعد انتهاء الجلسة البرلمانية إلى مقر السفارة الإسرائيلية بالعاصمة أنقرة احتجاجا وتضامنا مع الشعب الفلسطينى ورددوا هتافات ضد إسرائيل وحكومتها، وقالوا فى شعاراتهم »نحن جميعا فلسطينيون«. وتسببت الأعداد الكبيرة التى تتواجد أمام مقر السفير الإسرائيلى لدى تركيا فى إغلاق الطرق بقلب العاصمة أنقرة ، ومنها شارع أتاتورك الرئيسي، بالاضافة الى أن المتظاهرين تجمعوا بعد صلاة الفجر ووضعوا العلم التركى على سارية أمام بوابة السفارة. كما هاجم المتظاهرون مبنى القنصلية الإسرائيلية فى حى لفنت بوسط اسطنبول ، وألقوا الحجارة على المبنى وحاول بعضهم اقتحام القنصلية مما دفع قوات الشرطة للتدخل مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه ، وشهدت العديد من المدن التركية فى مقدمتها »أزمير« و«دياربكر »و«أدنة« مظاهرات احتجاج تم خلالها ترديد شعارات مناهضة للسياسة الإسرائيلية وأخرى تضامنا مع الشعب الفلسطينى ، مما دفع تل أبيب إلى الاعلان انها ستقلص وفدها الدبلوماسى فى تركيا إلى »الحد الأدنى المطلوب« بعد الاحتجاجات العنيفة المؤيدة للفلسطينيين أمس ، والتى ربطتها بانتقادات علنية قاسية من أنقرة. وذكرت وكالة »رويترز« أن وزارة الخارجية الإسرائيلية اتهمت الشرطة التركية انها فشلت فى توفير الحماية الكافية للسفارة الإسرائيلية وقنصليتها فى اسطنبول فى »خرق صارخ للوائح الدبلوماسية«. وقال متحدث باسم السفارة الاسرائيلية فى تركيا إن قرار الاجلاء يتعلق ايضا بعائلات الدبلوماسيين الاسرائيليين فى تركيا. وأدان وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو بدء إسرائيل عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة مطالبا مجلس الامن الدولى ومنظمة التعاون الإسلامى ومجلس حقوق الانسان الدولى بعقد اجتماع طارئ لمناقشة العملية العسكرية البرية. وقال نائب رئيس الحكومة التركية أمر الله إيشلر إن »إسرائيل تلعب بالنار« بهذا العدوان الذى وصفه ب«الغاشم«. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى اسطنبول رئيس الجمهورية عبد الله جول فى مطار اتاتورك الدولي ، ثم يجتمع مع رئيس الوزراء طيب اردوغان فى قصر دولمة بهتشة لمناقشة العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وتداعياته وآثارة السلبية. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر من وزارة التجارة والصناعة التركية وجود احتمالات قوية بأن يصل الحجم التجارى بين البلدين إلى مستوى قياسى بنهاية العام الحالى 2014 فى حالة استمرار نفس المعدلات التى تحققت فى الثلث الأول من هذا العام وبلغت 949 مليون دولار مقارنة بنحو 791 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وكان التبادل التجارى بين البلدين قد وصل فى نهاية عام 2013 إلى 4،8 مليار دولار ، بزيادة 39% عن عام 2012 ، وجاءت تلك الطفرة نتيجة ازدياد الصادرات الاسرائيلية لتركيا بنسبة 76% مقابل واردات من تركيا بنسبة13%.