برغم المحاولات المستميتة التى تجريها بعض الشخصيات العامة والأحزاب الكبرى للم شمل القوى السياسية فى تحالف انتخابى واحد لخوض الانتخابات البرلمانية، إلا أن هذه المحاولات يلاحقها الفشل بسبب الاتهامات المتبادلة بين الفصائل المختلفة بالسعى لتحقيق المصالح الشخصية والاستعانة بفلول الحزب الوطنى المنحل. وذكر تامر الزيادى مساعد رئيس حزب «المؤتمر» القريب من تحالف موسى أنه من الصعوبة أن تتم تحالفات فى الفترة المقبلة بسبب المصلحة الشخصية التى تبديها الأحزاب والتمسك بأكثر عدد من المقاعد وتغليب المصالح الذاتية على مصلحة الوطن وتسلل المحسوبين على الحزب الوطنى الى هذه التحالفات. وأضاف أن «المؤتمر» مستعد للحوار مع أى طرف أو فصيل قريب منه فى الفكر والأيديولوجية، مؤكدا أن الحزب لن يدخل فى تحالف يقوده حزب الوفد لاختلاف الأيديولوجيا بين الطرفين؟ لكن إذا كان الوفد نفسه عضوا فى التحالف ويقوده حزب .أو شخصية أخرى فمن الممكن أن ننضم لهذا التحالف ويسيطر على المشهد حاليا التحالف الذى يتبناه عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين المؤلف من خمسة أحزاب على رأسها «الوفد»؟ لكن هذا التحالف أيضا معرض بالفشل لتهديدات الوفد بالانسحاب بسبب تسلل عناصر الحزب الوطنى المنحل للتحالف على حد زعم الوفد وذلك فى الوقت الذى يواجه فيه الحزب اتهامات بالتنسيق مع نواب سابقين للحزب الوطنى فى دوائر عديدة بالمحافظات. وقال النائب السابق مصطفى بكرى المتحدث باسم جبهة «مصر بلدي» إن هناك من يزايد على الشخصيات الوطنية التى ناضلت من أجل هذه الدولة ويتهمها بالتعاون مع الحزب الوطني، لكن الذين يلقون هذه الاتهامات والمزايدات هم فى الأصل فلول وكان يلعبون مع كل الأطراف فى الساحة ويحاولون الآن تشويه قوى سياسية وطنية وفى الوقت نفسه، يسعى تحالف الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق لضم عدد من الأحزاب والشخصيات العامة لتدعيم التحالف المؤلف حتى الآن من حزبى «الحركة الوطنية» بزعامة شفيق وجبهة «مصر بلدي» برئاسة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق ومصطفى بكرى وعدد من الشخصيات العامة والقبلية بالصعيد. ومن جانبه، أكد حزب «المصريين الأحرار» أنه سيخوض الانتخابات منفردا لأنه غير مقتنع بالتحالفات الحالية ويتوقع فشلها. وقال المهندس شهاب وجيه المتحدث باسم الحزب إن «المصريين الأحرار» سينسق مع المستقلين ولن يشارك فى تحالفات انتخابية، وذلك برغم حفل الإفطار الذى دعا له المهندس نجيب ساويرس عضو مجلس أمناء المصريين الأحرار وشارك فيه تحالف التيار المدنى الذي يتزعمه المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحي، والمؤلف من أحزاب «التحالف الشعبى الاشتراكي» و «الدستور» و «الكرامة» و «العدل» و «التيار الشعبي». كما أن تحالف صباحى عاجز عن خوض الانتخابات بأحزابه فقط نظرا لقلة الأموال، ما دفع التحالف الى ترك الحرية لأعضائه للتنسيق مع أى قوى أخرى، لكم مع الحفاظ على هوية الحزب وموقفه المعارض دائما. وفى الوقت ذاته ظهر الدكتور نبيل دعبس رئيس حزب «مصر الحديثة» على الساحة ويجرى اتصالات مع عمرو موسى والتقى من قبل باللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات الأسبق، حيث يستعد الحزب بمائة مستقل لخوض الانتخابات فضلا عن سعيه للمنافسة على القوائم من خلال تحالف انتخابى قوي، لكنه ينفى التنسيق مع شقيقه، حيث كان لدى الحزب فى البرلمان السابق سبعة عشر نائبا فى الشعب والشوري. وذكر دعبس أنه وجه دعوة لأحزاب ليبرالية لتأسيس جبهة لهذه الأحزاب التى تؤمن بمدنية الدولة.