بدأت خريطة التحالفات السياسية فى مصر تتشكل من جديد بوصول الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى, لرئاسة مصر, باكتساحه زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى, فى الانتخابات التى أجريت نهاية الشهر الماضى, قبل السباق البرلمانى المنتظر خلال الأيام القليلة المقبلة. ويأتى تشكيل الخريطة من جديد وفق نصيحة الرئيس عبد الفتاح السيسى, للأحزاب فى ضرورة الاندماج لتكوين ظهير فكري قوي يسانده أثناء رئاسته لمصر, وهو ما ظهر جليا فى ما يقوم به عمرو موسى, رئيس لجنة الخمسين, ومراد موافى, رئيس جهاز المخابرات العامة الأٍسبق, من تكوين تحالف انتخابى يضم العديد من القوى السياسية والأحزاب المدنية, فى إطار السعى الحقيقى نحو النجاح فى الوصول لبرلمان قوى قادر على تشكيل حكومة قوية تساعد المشير السيسى فى حكم مصر.
التحالف الديمقراطى لثورة 25 يناير
من حيث المبدأ.. تتشكل الخريطة السياسية الفاعلة بالمشهد المصرى منذ ثورة 25 يناير من تنظيم الإخوان الإرهابى, وحزب الحرية والعدالة, وأيضا قوى السلفيين, وحزبهم السياسى النور, بالإضافة إلى عدد من الأحزاب الإسلامية المؤيدة لهم والتى تسير فى ركبهم, فيما كان الطرف الآخر القوى المدنية برئاسة حزب الوفد والتجمع والمؤتمر, والكرامة والتيار الشعبى, والمحافظين.
وعقب ثورة 25 يناير.. اتجهت القوى السياسية الإسلامية منها والمدنية, نحو عمل تحالف انتخابى وسياسيى سُمى فى حينها "بالتحالف الديمقراطى", شاركت فيها مختلف القوى السياسية, لخوض البرلمان فى حينها تحت غطاء واحدة, ولكن سعى تنظيم الإخوان للسيطرة على التحالف, والتحكم فى القائمة الانتخابية بوضع أعضائها فى رؤس القوائم , أدى لفشل التحالف وانسحاب عدد من القوى المدنية منه, فيما تبقى التحالف بالقوى الإسلامية المؤيدة للإخوان, وأيضا حزب الكرامة التابع لحمدين صباحى, المرشح الرئاسى الخاسر.
وخاض حزب النور السلفى, وصيف البرلمان الماضى, السباق منفرداً, وأيضا الأحزاب المدنية على رأسها حزب الوفد, بشكل منفرد, هو ما انتهى بأغلبية التيار الإسلامى على البرلمان من تنظيم الإخوان, وأيضا حزب النور, وأعقبه حزب الوفد مع عدد من المستقلين من الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى.
برلمان 30 يونيو
بمطابقة الوضع السياسى لبرلمان 25 يناير, على وضعية برلمان 30 يونيو, نرى الوضع قريب, حيث تسعى القوى المؤيدة للنظام الحالى لتحقيق تحالف انتخابى, يكون قادرا على تحقيق أغلبية برلمانية, لتشكيل حكومة قوية تساند الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حكم مصر.
تحالف مراد موافى وعمرو موسى
وظهر ذلك جلياً فى التحالف الذى يقوده عمرو موسى, رئيس لجنة الخمسين, واللواء مراد موافى, رئيس جهاز المخابرات الأسبق, مع القوى المدنية والتيارات الثورية والشبابية, حيث يضم الأحزاب المدنية الكبرى فى مصر, بالإضافة إلى الأحزاب الصغيرة الأخرى التى أعلنت ترحيبها بالتحالف، فضلا عن حركة تمرد جبهة محمود بدر التى تعتزم تأسيس حزب وأعلنت انضمامها رسميا لهذا المعسكر الانتخابي، وأيضا جبهة مصر بلدي بزعامة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق، والنائب السابق مصطفى بكري.
وقال السفير محمد العرابى, وزير الخارجية الأٍسبق, أن تحالف عمرو موسى واللواء مراد موافى, يسير بخطى ثابته نحو تحقيق هدفه من لم القوى السياسية نحو تحقيق أهداف الثورة من التوحد والوقوف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى, والسعى نحو الوصول إلى برلمان قوى يشارك الرئيس فى حكم مصر.
وقال العرابى فى تصريحات ل"بوابة الوفد": "بدأ التحالف فى تلقى موافقات كثير من جانب الأحزاب والشخصيات العامة والسياسية للمشاركة الفعالة فى التحالف, مؤكداً أن البيان الذى أصدره عمرو موسى أول أمس الاثنين, وضع الخطوط العريضة لمن يشارك, ورفض مشاركة أى أحزاب تسببت فى إفساد الحياة السياسية فى وقت سابق, بالإَضافة إلى الوحدة والتكاتف خلف الرئيس لاستكمال بناء مؤسسات الدولة".
ولفت العرابى إلى أن التحالف يرحب بانضمام جميع القوى السياسية لإنجاح خارطة الطريق, والانتهاء من الاستحقاق الانتخابى الثالث على وجه السرعة للبدء فى تحقيق متطلبات الشعب وثورته التى خرج من أجلها فى 25 يناير و30 يونيو.
وأكد العرابى على أن التحالف يرحب بانضمام الجميع بما فيهم القوى الثورية والشبابية, مؤكداً أن الأهداف التى يتجمع من أجلها التحالف, ما هى إلا أهداف نبيلة من أجل مستقبل أفضل للبلاد.
تحالف صباحي
وفى الناحية الأخرى تسعى القوى التى أيدت المرشح الرئاسى حمدين صباحى, نحو تشكيل تحالف انتخابى بقيادته, إلا أن موسى وجه لهم الدعوة للتحالف معه, وخوض السباق البرلمانى تحت لواءه, وهو ما لم يتحقق حتى الآن, خاصة أن هناك جلسة ستحسم هذا الأمر يوم الخميس المقبل, فيما أكد محمد سامى, رئيس حزب الكرامة, فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن القوى التى أيدت صباحى, من حزب الكرامة والدستور, والتحالف الشعبى الاشتراكى, والتيار الشعبى, وحزب العدل, تتجه نحو تشكيل تحالف انتخابى للسباق البرلمانى.
وأكد سامى أن التحالفات من حيث المبدأ رؤية جيدة للوصول لبرلمان قوى قادر على مواجهة فلول النظام السابق والأٍسبق, مؤكداً على أنه يتفهم نية التحالف الذى يسعى لتكوينه عمرو موسى من الوصول لبرلمان قوى يمنع تسلل عنصر الإخوان له , وأيضا قادر على مساعدة الرئيس وليس معارضته, قائلا: "أتفهم نية عمرو موسى الإيجابية نحو برلمان قوى".
تحالف تيار الاستقلال والجبالي
فى السياق ذاته يقوم تيار الاستقلال و جبهة دعم الرئيس, بقيادة المستشار أحمد الفضالى بتدشين تحالف انتخابي أيضا يضم أحزابه, فيما تحدثت المستشارة تهاني الجبالي, عن كونها تقود تحالفا لخوض انتخابات البرلمان والمنافسة علي رئاسة النواب وأشارت الجبالى فى تصريحات لها بأنها بطريقها للإعلان عن قيادتها لتحالف قوي مشكل من مختلف القوي الثورية والشباب ليقود الانتخابات البرلمانية القادمة وللحصول علي الأغلبية البرلمانية أو تشكيل ائتلاف قوي ليكون ظهيرا لرئيس السيسي ويستطيع أن يشكل الحكومة.
وأكدت أنه تم التنسيق مع بعض الجهات السيادية لبحث الأمر وأنها مكلفة بإعداد أربع قوائم تقود أحدهم حتي الفوز برئاسة البرلمان كما أنها ستنسق للخوض مع تحالفها للمنافسة علي معظم المقاعد الفردية للبرلمان القادم والقوائم. الإسلاميون يغردون منفردين
وبشأن القوى الإسلامية لم يعلن تنظيم الإخوان وحلفائه موقفهم من الانتخابات, ولكن حزب النور السلفى, مازال على موقفه من دعم ثورة 30 يونيو, حيث أكد جلال مرة, الآمين العام لحزب النور: إن الحزب لم يتلق أى دعوات من عمرو موسى, رئيس لجنة الخمسين, للانضمام لأى تحالفات انتخابية لخوض السباق البرلمانى.
جاء ذلك فى تصريحات ل"بوابة الوفد", مؤكداً أن موقفهم من التحالفات الانتخابية, مازال قيد الدراسة, ولم يتم البت فيه من حيث المبدأ, مشيراً إلى أنهم لم يتلقوا أى دعوات بشأن الانضمام لتحالف عمرو موسى.
ولفت إلى أن التحالف من حيث المبدأ إذا كان بهدف نبيل وهو الوصول إلى برلمان قوى تكون نتائجه إيجابية ودعمه فرض من أجل مستقبل أفضل للبلاد.