توعدت حركة طالبان باكستان أمس الحكومة الباكستانية بشن هجمات انتقامية ضدها وحرق مقراتها، رداً على الغارات الجوية الباكستانية على معاقلها فى منطقة وزيرستان الشمالية والتى أسفرت عن مقتل أكثر من 150 مسلحا. يأتى ذلك فى الوقت الذى رفعت فيه السلطات الباكستانية حالة التأهب القصوى فى العاصمة وعدد من المدن الكبرى والولايات تحسباً لاعتداءات قد ينفذها مقاتلو طالبان. و قال شهيد الله شهيد المتحدث باسم حركة طالبان باكستان فى بيان أمس:«نطلب من جميع المستثمرين الأجانب وشركات الطيران والمنظمات المتعددة الجنسيات مغادرة البلاد فورا حتى لا تتعرض لهجمات هى أيضا». وفى مواجهة هذا التهديد، أعلنت السلطات الباكستانية حالة التأهب القصوى فى عدد من المدن الكبرى من العاصمة إسلام آباد و روالبندى حيث يوجد المقر العام للجيش تحسباً لهجمات قد تشنها طالبان، إطلاق الهجوم العسكرى على الحركة وحلفائها من تنظيم القاعدة فى وزيرستان الشمالية ،المعقل الرئيسى للحركة شمال غرب البلاد. و اتخذت السلطات تدابير أمنية مشددة فى كراتشى كبرى مدن الجنوب وبيشاور الواقعة شمال غرب البلاد ، كما ألغت الشرطة الأجازات المقررة وأرسلت تعزيزات لزيادة عدد الدوريات فى شوارع المدن الرئيسية فى البلاد. ورفعت السلطات مستوى الإنذار الى الحد الأقصى أيضا فى ولاية خيبر بختونخوا بشمال غرب باكستان التى يستهدفها المتمردون بشكل مستمر لأنها محاذية للمناطق القبلية التى تضم عددا من المعاقل الاسلامية. وصرح شهرام خان تركاى وزير الصحة فى بيشاور أنه تم وضع جميع المستشفيات فى حالة تأهب قصوى و استعداد لاستقبال ضحايا محتملين لعمليات القصف وكذلك للهجمات التى يحتمل أن يشنها المتمردون انتقاما. يأتى ذلك فى الوقت الذى استأنف فيه الجيش الباكستانى غاراته الجوية على منطقة وزيرستان الشمالية بعد يوم من إعلانه بدء عملية عسكرية كبيرة لتطهير المنطقة المضطربة الواقعة على الحدود مع أفغانستان ردا على هجوم طالبان على أكبر مطارات باكستان منذ أسبوع. وصرحت مصادر عسكرية أمس بأن الطائرات قصفت أهدافا فى قطاع شوال وقتلت ما لايقل عن 21 متمرداً .