بمنطق باب النجار مكسور، يدافع الإعلاميون ليل نهار عن حقوق الآخرين وحقوقهم، ويتصدون لكثير من عسف السلطة ورجال الأعمال مع العمال، بل إن وسائل الإعلام أصبحت هى الملجأ والسند لكل مظلوم فى هذا البلد، ومع هذا فشل الإعلاميون بجدارة فى إنشاء نقابه تحميهم بعد أن أصبح الإعلام صناعة ضخمة يسيطر عليها نفر ممن نطلق عليهم مجازا وتأدبا رجال أعمال، ولم يلفت نظر او إحساس الإعلاميين كيف توحد رجال الأعمال وهبوا للدفاع عن مصالحهم بإنشاء كيانات ضخمه للإعلان لمواجهة وكالة «أبسوس» التى تقيم القنوات والبرامج وتضع لها مراتب ودرجات تساعدها فى عمليات التسويق والإعلان، وذلك دفاعا عن مصالح الملاك وليس عن المهنة أو الصناعة أو حرية الرأي، وان كان مقبولا فى الماضى عدم وجود نقابه للإعلاميين أيام كانت هناك قناتان حكومتان تغلقان شاشتهما قبل منتصف الليل، فقد امتلأ الفضاء بمئات الفضائيات وكلها ملك لأشخاص او لشركات مساهمة اسما وهى عائلية فعلا، وتضم هذه القنوات عشرات الآلاف من المعدين والمقدمين والمخرجين ومساعديهم ومهندسى الديكور والإضاءة والمونتاج والمراسلين والمصورين، ومعظمهم إن لم يكن جميعهم بلا عقود أو تأمينات اجتماعية أو صحية وصحيح هناك بعض القنوات التى تبرم عقودا مع كبار المذيعين ولكنها فقط لدرء الشبهات مع الكبار وربما للتهرب من الضرائب، ومعظم ما يحدث فى سوق الفضائيات تقريبا مخالف وغير شرعى وانتهاك لحقوق المهنة والوطن والدولة، ويعرف معظم الإعلاميين التحالف المشبوه بين الإعلام والإعلان والمهنة والتجارة لدرجة ان هناك قنوات أنشئت للترويج لشركات ومؤسسات أصحابها، وكانت دراسة الجدوى لهؤلاء أن الأقل تكلفة لهم إنشاء قناة بدلا من ميزانية الإعلانات التى يدفعونها سنويا ترويجا لبضاعتهم، بمنطق كوهين ينعى ابنه ويصلح ساعات، وهكذا أصبح الإعلام والإعلاميون فى حالة فوضى يرتع فيها المال الخاص بجهالة وحماقة، ويحدث كل هذا فى غياب تام لأى جهة تحاسب أو تراقب أو تضع المعايير، وقد شاهدنا الحملة الرخيصة من بعضهم على تليفزيون الدولة عندما فكر فى أن يتعاقد مع قناة أكثر تنظيما وقدرة على التعاون والإنتاج وتبادل البرامج، وبدا واضحا أن تلك الحملة لم تكن لوجه المهنة والوطن ولكن خوفا من المنافسة واستمراء لحالة الفوضى، والأمر هكذا بات إنشاء نقابه للإعلاميين فرض عين على الدولة قبل الإعلاميين احتراما لحقوق المشاهد قبل المهنيين، وقد يكون من الملائم أن تضع هذه النقابة ميثاق الشرف بالتعاون مع مجلس الإعلام المقترح بشرط أن يختفى من المشهد هؤلاء الذين نصبوا من أنفسهم خبراء إعلاميين وهم لم يمارسوا الإعلام عمليا أو حتى نظريا فى كلية من كليات الإعلام التى أصبحت تنافس كليات التجارة فى أعدادها، وكان مجلس الشعب المنحل قد وافق من حيث المبدأ على إنشاء تلك النقابة وكان للراحل عادل نور الدين جهد كبير، بحيث تكون النقابة طرفا أصيلا فى الدفاع عن المهنة وحرية التعبير ودرء أى عدوان على حقوق المجتمع والمهنة، وهى الكفيلة بمحاسبة أعضائها وفى مشروع قانون النقابة عقوبات تبدأ بلفت النظر وتنتهى بالمنع من مزاولة المهنة مؤقتا ثم الشطب، ونتيجة للتراخى والتواطؤ من كل الأطراف على دفن هذا المشروع ظهرت عدة نقابات على الفيس بوك لفضح انتهاكات وتغول المهرجين والراقصات وكياناتهم المشبوهة المحسوبة ظلما على الإعلام الشريف، احد أهم أسلحة مصر الناعمة، وفى ظنى إن مصر الجديدة لن تنهض قبل وضع دستور لمدينة الإنتاج الإعلامى وإنشاء نقابة بعد أن أصبحت تلك المدينة هى التى تدير مصر وليس قصر الاتحادية وأصبحت أهم من البرلمان ونوابه وسلطاته بدون أن يجرؤ احد على حسابها، فعاثت فى الارض والفضاء الفساد وذهب كبار المسئولين إليها وهم صاغرين وتركوا ماسبيرو كالمرأة المعلقة لأهم عاشروها بالحسنى ولا هم سرحوها بمعروف. ببساطة لا يوجد فى هذا البلد من يعمل للشهادة من اجله إلا الجيش والشرطة مؤخرا ولو كره المتنطعون. حرق المؤسسات ليست جريمة تستحق السجن إذا نجح حمدين. أخشى أن تكون دول الخليج قد ألغت الكفالة للأشخاص وفرضتها على بعض الدول. هو ليس صحفيا ولا كفئا ولكنه محترف انتخابات، والأولى صفة والثانية أكل عيش. ليس صحيحا أن الفضائيات هى التى صنعت30يونيو بدليل أنها فشلت فى منع 25يناير. إذا استمر قرار الرئاسة اللبنانية بيد الجيران فسيصبح فخامة الفراغ هو الرئيس المقبل. السياسى الناجح هو الذى يخرج الناس من السجون وليس الذى يحرضهم لدخوله. واضح أن مرتبات عملاء الجزيرة فى الدوحة ترتبط بمن يشتم ويغل ويشكك ويحرض أكثر. لمزيد من مقالات سيد علي