تواصلت ازمة أمناء الشرطة ، والتى انطلقت اولى شرارتها قبل يومين بمطار القاهرة عندما بدأوا إضرابا عن العمل احتجاجا على قرار النيابة العامة بضبط وإحضار زميلهم عبد الحميد درويش. فقد واصل أمناء الشرطة بالمطار أمس اعتصامهم لليوم السادس على التوالى، كما شهدت عدة محافظات من بينها أسيوط، والاسكندرية، وبنى سويف، والقليوبية، والشرقية، وسوهاج، والمنيا، والبحيرة، والمنوفية، وكفر الشيخ، والبحر الأحمر، قيام أمناء وأفراد الشرطة بمديريات الأمن والأقسام والمراكز والوحدات بإعلان اضرابهم عن العمل واعلانهم اعتصاما مفتوحا، واشتدت حدة الاعتراضات فى بعض المحافظات حيث قام الأفراد والأمناء فيها بإغلاق مقار أعمالهم بالجنازير، وندد الأمناء بما يتعرضون له من إهانات وسوء معاملة الضباط لهم، ورفع المحتجون عدة مطالب جاء فى مقدمتها الإفراج عن زميلهم المحبوس، وإقالة مدير أمن المطار، كما طالبوا بإقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. فلليوم السادس على التوالى واصل أمناء شرطة مطار القاهرة الدولى، وقفاتهم الاحتجاجية، وانضم إليهم بعض أعضاء ائتلاف أمناء الشرطة، مطالبين بالإفراج الفورى عن زميلهم وإعادته للعمل، وهو ما رفضته القيادات الأمنية بمطار القاهرة تماما، مؤكدين أن ذلك يعد استخداما لسياسة "لى الذراع"، خاصة انه تم تقديم فيديوهات وصور تدين أمين الشرطة، سبب بالأزمة، وهو يحرض زملاءه على الإضراب وتعطيل الحركة والنزول إلى مهبط الطائرات أسوة بما تم العام الماضى فى بعض المطارات الداخلية، لإرغام الوزارة على التراجع عن نقل زميل لهم لتحرشه بسائحة بريطانية منذ ايام، والتى أعقبها قرارا بنقله إلى أحد الأماكن البعيدة عن التعامل مع الركاب. و فى ساعة مبكرة من صباح أمس، تجمع نحو 200 من الأمناء عند مدخل صالة السفر رقم واحد، وامتنعوا عن العمل، فى محاولة لتعطيل العمل، وهو الأمر الذى تداركته شرطة الميناء فقامت بإلغاء راحات الضباط، واستدعائهم للعمل، والاستعانة بأمن شركة الميناء ومصر للطيران، كما تمت الاستعانة ب12 سيارة من الأمن المركزى والعمليات الخاصة لتأمين المبانى. ولم يؤثر الاعتصام فى الحركة الجوية، كما أكد وزير الطيران الطيار حسام كمال، والذى أعطى تعليمات لرجال أمن شركة الميناء ومصر للطيران بمعاونة رجال الشرطة على جميع المداخل الخاصة بالركاب وتأمين المبانى. وفى بنى سويف، وعلاوة على إعلانهم الإضراب عن العمل، قام الأفراد والأمناء بإغلاق قسم شرطة مدينة بنى سويف ومركزها، وكذلك إدارة الجوازات، كما قاموا بمنع الضباط من الدخول لأداء أعمالهم، وكذلك منعوا المواطنين من الدخول، كما منعوا خروج مهمات العرض على النيابة العامة. كما قاموا بسحب السلاح الميرى من الملازم أول محمد عبدالله من مباحث السجن المركزي، والذى قام –على حد قولهم- باطلاق عيار نارى فى الهواء بقصد تفريقهم، فقاموا بسحب السلاح منه وتسليمه لنائب المأمور. وطالبوا بالإفراج الفورى عن زميلهم وحسن معاملة الضباط لهم وهددوا بالتصعيد فى حال إستمرار الوضع كما هو عليه. وفى أسيوط أعلن الأمناء وأفراد عن تضامنهم مع زميلهم من خلال الدخول فى اعتصام مفتوح وإضراب جزئى عن العمل، فتظاهر العشرات من أمناء وأفراد الشرطة بمديرية الأمن وقوات الأمن وقسم ثانى أسيوط ومركز شرطة أسيوط والترحيلات والمركبات، وذلك احتجاجا على سوء معاملة الضباط، و قيام ضباط مباحث مطار القاهرة وقوات الأمن المركزى بإلقاء القبض على زميلهم. وردد المحتجون العديد من الهتافات، من بينها "زمن العادلى عدا وفات.. اهدوا اهدوا يا قيادات"، "اه يا وزارة كدب وغش.. حبيب العادلى غير وش"، "احنا اللى شايلينها.. وهما اللى واكلينها"، " ولا بنخاف ولا بنطاطي.. احنا كرهنا الصوت الواطي"، "يا درويش يا درويش.. حقك راجع مش هيضيع". وأكد أيمن مصطفي، سكرتير عام نادى أفراد الأمن بأسيوط، أن الاعتصام مفتوح ولن يتم فضه إلا بعد إخلاء سبيل الأمين عبد الحميد درويش من سراى النيابة، ومحاسبة المتسبب فى مثوله أمام القضاء بعد تلفيق التهم له, وأضاف أن الإضراب الجزئى لن يضر المواطنين حيث أن الإدارات الخدمية لم تتوقف عن العمل، مؤكدا أن المواطن ليس له علاقة بتلك الأزمة. وفى سوهاج قام الأمناء والأفراد بإغلاق الباب الرئيسى لمديرية الأمن بالسلاسل والجنازير، ومنعوا الموظفين من الوصول لمكاتبهم. وفى الشرقية قام الأمناء بمختلف المراكز بالتجمع أمام مقر مديرية الأمن معلنين دخولهم فى اعتصام مفتوح إضرابا عن العمل. وقال عبدالحميد عطوان عضو نادى أفراد الشرطة بالشرقية إنهم قاموا بإغلاق مركز شرطة فاقوس، وإنهم مستمرون فى الاعتصام لحين الاستجابة لمطالبهم بالإفراج عن زميلهم عبد الحميد درويش. كما استنكر نادى أفراد الشرطة بالقليوبية القبض على أمين الشرطة عبد الحميد درويش، وقال الأمين أيمن ترك أن ما حدث يدل على أن عقارب الساعة تعود للوراء بعودة النظام القديم فى التعامل مع الأفراد، وهو الأمر الذى لن يسمح به أفراد وأمناء الشرطة مرة أخرى، مؤكدا أن استخدام الأمن المركزى قنابل الغاز ضد أمناء الشرطة بالمطار، والاعتداء عليهم لا يمكن أن يمر مرور الكرام لأن ما حدث جريمة فى حق الأفراد، حيث تسعى قيادات فى الوزارة لكسر شوكتهم وإسكات أصواتهم التى تطالب بالحقوق المشروعة. وهدد امناء الشرطة بأنهم سينظمون وقفة احتجاجية يوم السبت المقبل، وسيتخذون إجراءات تصعيدية إذا لم يتم الافراج عن زميلهم، والتحقيق فى الاعتداءات التى تمت على زملائهم باستخدام الغاز المسيل للدموع. وفى السياق نفسه، نظم العشرات من أفراد وأمناء الشرطة بالمنيا وقفة احتجاجية أمام قسم شرطة المنيا ومديرية الأمن، احتجاجاً على قرار النيابة العامة بحبس أحد زملائهم بالمديرية، الذى كان مكلفاً بحراسة أحد الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان، وقيام المتهم بالهرب، حيث قام المتظاهرون بغلق قسم شرطة المنيا بالجنازير والسلاسل. ووصف المحتجون قرار النيابة العامة بحبس زميلهم ب«القرار الظالم»، مؤكدين أن فردا واحدا فقط من الشرطة لا يكفى لحماية سجين سياسى ينتمى لجماعة إرهابية، بالإضافة لعدم توافر حماية أمنية متكاملة بالمستشفى مطالبين بالافراج الفورى عن زميلهم السجين. وفى الوقت الذى أعلنت فيه عدة قيادات أمنية أن الإضراب لم ينجح، نفى ائتلاف أمناء وأفراد الشرطة ذلك، موضحين أن معظم محافظات الصعيد والعديد من المحافظات الأخرى قد تم تنفيذ الإضراب بها، وأوضح الأمين أحمد مصطفي، منسق ائتلاف أمناء الشرطة وعضو النادى العام للأمناء والأفراد، أنهم فوجئوا بالأسلوب الذى تعاملت به قيادات الأمن بالمطار مع زميلهم عضو النادي، وكذلك لزملائهم الذين حاولوا التعبير عن رأيهم رافضين التنكيل بهم لمجرد الاختلاف مع الضباط، مستنكرا إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على زملائهم بالمطار أثناء وقفتهم، وأوضح أنهم لن يفضوا الإضراب إلا بعد الاستجابة لمطالبهم، التى تتمثل فى الإفراج عن زميلهم المقبوض عليه، وإقالة مدير أمن المطار الذى أدار الأزمة بتلك الطريقة المهينة. وشدد على أنه يجب على اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إيضاح موقفه مما وقع من إهانات على الأمناء والأفراد، وما إذا كان موافقا على أسلوب إدارة الأزمة، مؤكدا أنه إذا كان العنف وإطلاق قنابل الغاز هو الأسلوب الجديد الذى سوف تتبعه الوزارة مع أمنائها وأفرادها فسيكون لهم أيضا أسلوب أخر فى التعامل، مشيرا إلى أنهم يريدون معاقبة المخطئ منهم دون امتهان لكرامتهم. وأشار إلى أن اللواء أحمد حلمى مساعد الوزير لقطاع الأمن قد عقد اجتماعا مع عدد من ممثلى أمناء الشرطة وأعضاء النادى العام، وعدهم خلاله بحل الأزمة، إلا أن الإضراب مستمر حتى تتحقق المطالب، مؤكدا اتخاذ العديد من الإجراءات التصعيدية إذا ما تم تجاهل مطالبهم، وأنهم سيبدأون فى تنفيذ تلك الإجراءات من اليوم. القيادات ترفض الاعتصام وأكدت مصادر أمنية ل«الأهرام» بأنه لن يتم الرضوخ لسياسة «لى الذراع»، التى يتبعها بعض الأمناء، وتحريض البعض لهم للإضرار بالمطار، خاصة أن الموضوع سبب الأزمة تحقق فيه النيابة العامة التى أصدرت قرار بحبس أمين الشرطة لمدة 15 يوما، ووجهت إليه عدة اتهامات من بينها التحريض على إيقاف الحركة والنزول الى مهبط الطائرات، وأضاف بأن الحركة لم تشهد أى تأخيرات سواء فى السفر أو الوصول، لقيام الضباط بعمل الأمناء طوال فترة الأزمة. وأشار إلى انه لن يتم التدخل لفض الوقفة الاحتجاجية، طالما التزم المحتجون بالسلمية، وابتعدوا عن مسار الركاب، أما فى حالة وقوع اى تجاوز أو محاولة الإضرار بالمطار فسيتم التدخل الفورى من جانب القوات الخاصة. وأكد ضباط الشرطة على رفضهم موقف الأمناء، ومحاولتهم "لى ذراع" القيادات الأمنية بالوقفات الاحتجاجية، رغم تأكدهم من الخطأ الفادح الذى ارتكبه زميلهم بالتحرش بسائحة أجنبية. ومن جانبهم عبر العديد من الركاب المسافرين عن استيائهم، من مشهد تجمع أمناء الشرطة أمام صالات السفر، وقيامهم بالاعتصام رغم أن دورهم حفظ الأمن، وطالبوا بإنهاء تلك الوقفات التى تضر بسمعة البلاد، كما طالبوا وزير الداخلية باتخاذ موقف حاسم، لإنهاء تلك المهزلة التى تسئ لسمعة مصر.