أعرب مواطنو عدد من كبرى مدن جنوب شرق أوكرانيا عن توقعاتهم بهجوم وشيك من جانب القوات التابعة للسلطة الجديدة فى كييف ردا على تمسكهم بمطالبهم حول اجراء استفتاء شعبى بشأن فيدرالية اقاليم هذه المنطقة واستيلائهم على عدد من المبانى الإدارية هناك. وكان أرسينى أوفاكوف وزير الداخلية فى الحكومة الأوكرانية قد أمهل الفصائل المسلحة فى هذه المناطق 48 ساعة لتسليم أسلحتها ومغادرة المبانى التى يحتلونها، وإلا سوف يستخدم القوة فى حال عدم الامتثال لتهديده، بينما وعد الرئيس الأوكرانى الانتقالى أولكسندر تورتشينوف أمس الانفصاليين الموالين لروسيا فى مدينتى دونيتسك ولوجانسك شرق البلاد بالعفو إذا »وضعوا الأسلحة وأخلوا المبانى الإدارية« التى يحتلونها. وفى غضون ذلك، واصل سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية اتصالاته مع نظيره الأمريكى جون كيرى من أجل استخدام واشنطن لنفوذها لدى السلطات الأوكرانية لبدء حوار بين الأطراف الأوكرانية المعنية تمهيدا لحوار ثلاثى موسع بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بمشاركة أوكرانية ، للتوصل فى النهاية إلى تسوية سياسية للأزمة. وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد تناول هذه الأزمة فى معرض اجتماعه مع قيادات الحكومة الروسية، مؤكدا أن روسيا تواصل دعمها لأوكرانيا، بينما لم يقدم الغرب إلى هذه السلطة دولارا واحدا. ومن جانبه، قال ديميترى ميدفيديف رئيس الحكومة الروسية إن الديون الأوكرانيالروسيا تزيد على 16 مليار دولار. ومن جانبها ، حذرت وزارة الخارجية الروسية حلف شمال الأطلنطى »الناتو« من استمرار تبنيه للمعايير المزدوجة فى الحكم على ما يجرى هناك من تطورات فى جنوب شرق أوكرانيا بما يشكل خطرا مباشرا على أمن واستقرار المنطقة ، كما اتهمت موسكو الحلف باستغلال الأزمة فى أوكرانيا لتحسين صورته لدى الأعضاء وتبرير وجوده من خلال حشد هذه الدول لمواجهة تهديد خيالي.