قديما قالوا : التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر.. ولذلك لم اصدق عينى عندما جاءنى ابنى الصغير وهو ابن الخامسة من عمره فى مرحلة ال(كى جى ) باحدى المدارس الخاصة التابعة لمنطقة وسط القاهرة التعليمية يسألنى ما معنى الزير ؟ و كانت معلمة فصله قد رسمت له فى كراسته شكلا يشبه الابريق وكتبت تحته كلمة "زير" لتوضح له ان حرف (الزين) هو اول حرف فى الكلمة !! حاولت جاهدا ان اشرح له ما معنى الزير و أنه كان يستخدم قديما قبل عشرات السنين قبل ان يختفى من حياتنا ولم يعد له وجود , و يستبدل بالثلاجات والمبردات متعددة الأشكال والألوان والأحجام.ِ وحاول هو بدوره ان يستوعبنى ولكن بغير اقتناع وهذا حقه .. فهو وليد الفضائيات و الانترنت وعصر النانو, و الفيمتو ثانية و كرتون حرب الكواكب . و فوجئت به يقول : تقصد يا بابا أن (الزين) يعنى زرافة , و زرع , و زهرة. فتعجبت وقلت لماذا تجاهلت المدرسة كل تلك المفردات وفضلت استخدام كلمة لم تعد متداولة بكثرة في حياتنا اليومية. ولأن تطوير مناهج التعليم هي السبيل إلى تقدم الأوطان ورقي الأمم، و أنها تشكل العقل البشري وتصوغه، بعد أن خلقه الله عز وجل وأمره بالتفكر والتفكير والتدبر والتدبير، فما أكثر ما يدعونا الله عز وجل إلى إعمال العقل، وتدريبه على التفكير، واستثماره، قال تعالى:( ويريكم آياته لعلكم تعقلون (73- البقرة)، وقال سبحانه أيضاً : ( وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون ( 80 - المؤمنون) ، وقال أيضاً : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( 43 - العنكبوت) . كما لفت القرآن الكريم إلى ضرورة تأمل الكون والفضاء، ومظاهر قدرته عز وجل، وذلك في قوله عز وجل: ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون( 12- النحل) كان من الأجدر بوزارة التربية و التعليم ان تطور المناهج التعليمية بما يتواكب مع مفردات هذا الجيل الجديد و الدفع به الى أفاق الابداع و ليس العودة به الى عهد "الزير" و "الكوز". لمزيد من مقالات عادل زغلول