أكتب إليك سيدي لثقتي بآرائك الملتزمة التي تتناسب مع مجتمعنا الشرقي, وودت أن أشاركك الرد في قصة الحل الوسط.. أنا سيدة في الثلاثينيات علي قدر من الجمال والثقافة والقبول لدي الجميع والحمد لله. نشأت في أسرة متوسطة, مكونة من أمي وثلاثة اخوة, أنا أصغرهم, توفي والدي وأنا طلفة وقامت أمي رحمها الله بتربيتنا وتعليمنا حتي اكملت معنا رسالتها بزواجنا رحمها الله, وكانت لنا نعم الأم الجادة الصارمة العطوف, ربتنا علي المبادئ والأخلاق والأمانة والصدق.. عملت وأنا في سن صغيرة وأكملت تعليمي الجامعي مع عملي حتي أريحها من المسئولية, وكرمني الله أن أبقي بجوارها حتي توفاها الله. المهم تعرفت علي زوجي الحالي وهو في حالة مرضية إثر تجربة مر بها وتعاطفت معه, خاصة ان لي أخا مر بنفس الظروف, كان قد سبق لزوجي الزواج ولديه طفل وانفصل تماما عن زوجته قبل أن أتعرف عليه بسنتين, وقبلت الزواج منه رغم اعتراض أهلي, بل وافقته علي تقديم بعض التنازلات لصالح ابنه, ورضيت واعتبرت أن مراعاته لله في طليقته وابنه تصرف نبيل يستحق التشجيع مني, وبدأنا حياتنا ويعلم الله بأني راعيت الله في ابنه حتي الآن, وتحملت مشاكل ومهاترات وحماقات لا داعي لذكرها, حتي أحافظ علي حياتي, ولخوفي عليه من الانفعال لأن حالته الصحية لا تحتمل انفعالا, وأكرمني الله بولد, ولا تتخيل ماعانينا حتي أكرمنا الله به, لدرجة اني تعاطيت جرعات كبيرة من الهرمونات أثرت علي القلب, ولكني توكلت علي الله, والحمد لله رزقنا بالولد, وكان يوجد احتمال بأننا لن ننجب بسبب حالته الصحية, وتركت عملي وتفرغت لابني وزوجي وتحاملت علي نفسي وتحملت تعبي حتي ألبي لهم كل احتياجاتهم, والحمد لله تقدمت حالته الصحية بشكل ملحوظ للجميع, ومر علي زواجنا خمس سنوات تخللتها المشاكل العادية, ولكن ولله الحمد حياتنا تتقدم للأفضل.. أطلت عليك, ولكن وددت أن أعطي لك صورة كاملة ليكون حكمك علي هذا الأساس.. من عدة شهور وبالمصادفة البحتة اكتشفت أن زوجي ووالد ابني يخونني, وصدمت وتساءلت: ليه وإزاي وكل هذا الحب والتفاهم والتوافق.. وابننا؟!حاولت أن أعرف وللأسف عرفت انها سيدة تكبره سنا, مطلقة, وللأسف استطعت أن أتوصل لكل تفاصيل العلاقة, وياليتني ماتوصلت, هذا الرجل الذي أحببته بكل كياني وراعيت الله فيه يخونني ويدعي انه ليس سعيدا معي, مع انه دائما يشيد بي وبحبه لي, وأني حققت له كل ما كان يحلم به.. الزوج المحترم يدعي اني مش مريحاه وانه يعيش معي مجبرا, صدمتي كانت أكبر من تحملي, لكني تعاملت معه بحكمة وطلبت منه أن يصارحني لو أنا مقصرة, فقال لي: أنا عمري ما كنت أحلم باللي عايشه معاكي, طيب ليه؟ نزوة شيطان, طيب نبعده عننا ونقرب من ربنا, وكمان حرام تكذب أو تخدع محبش تكون كده, فيعتذر, ويطلب مني أن أسامحه وألا أبعد عنه,لأنه لايستطيع الحياة بدوني, واني الشمعة المضيئة في حياته, ثم يعود مرة أخري إلي أن نفد صبري وتحملي وطلبت الانفصال, مع العلم اني لم أخبر أهلي بأي شيء حتي لا أسقطه من نظرهم, ولكن أخبرت أهله وتدخلوا ولاموا, وطلبوا مني فرصة أخيرة, وها أنا أعيش معه بقلب مجروح, وإحساس بالظلم والقهر, لي ولابني, فيا أيتها السيدة التي عشت وصدقت هذا الرجل وبنيت آمالا أن تتزوجيه راعي الله وعلي الأقل حاولي أن تتأكدي من كلامه, وكيف يصارحك انه سعيد في حياته, وكيف يستجدي عطفك إلا إذا ادعي أنه غير سعيد, راعوا الله فينا يا أزواجنا.. راعو الله في أولادكم الأبرياء, وراعوا الله يا من تقتحمون حياة وتخططون لافسادها دون أن تتأكدوا من صحة هذه الخطوة, يا صاحبة رسالة الحل الوسط أيرضيك لو كنت زوجة ثانية, وتبني حياتك علي ظلم وخداع وكذب؟ لا أخفي عليك ياسيدي الحالة النفسية التي وصلت إليها, ولولا إيماني بالله وابني لكنت انهرت أكثر, يكفي اني أصبحت لا أنام إلا بالمهدئ, وأخاف من كل المحيطين بي وأوشكت أن أفقد ثقتي بكل الناس, وأصبحت لا أصدقه في أي شيء, زوجتي من قرائك, انصحه بأن يعيش معي بما يرضي الله, أو يدعني أنا وابني حتي أستطيع أن أقوم بتربيته, علي نفس الفضائل التي تربينا عليها, والتي بسببها تحملت معه كل شيء حتي خيانته! سيدتي.. ترددت كثيرا في نشر رسالتك, والرد عليك علي بريدك الاليكتروني, لأن تعدد رسائل الخيانة الزوجية أصبح يقلقني لكثرتها, وخشية أن يري القراء فيها شيئا عاديا متكررا, ولكن هل عدم النشر يعني عدم وجودها أو انتشارها, هل يسهم في الحد منها, أو انه يجعل النار مشتعلة تحت الرماد, أدعو أصدقاء بريد الجمعةإلي أن يشاركونا بالرأي والتحليل. نريد أن نعرف لماذا زادت الخيانة الزوجية, رجل وامرأة, هل السبب هو الضعف الديني والأخلاقي؟.. هل هو حالة من الاحساس بالضعف والضياع؟ هل المرأة لم تعد تهتم بزوجها, تغريه, تشاغله, تحاصره وتغار عليه, لا تهتم بمظهرها, في مواجهة جمال مصطنع شائع في الشارع والتليفزيون والعمل؟ وهل الرجل أصبح مقصرا في بيته, مملا, غائبا, مهملا في مظهره, لا يعبر حتي بالكلمات عن مشاعره, يختزن رجولته وفحولته لامرأة عابرة ويبخل بها علي حلاله, شريكة العمر؟ الخيانة لها طرفان, رجل وامرأة, كلاهما علي خطأ, يسير إلي الهاوية في الدنيا والآخرة, وزوجك طرف فاعل في خيانة بلا مبرر, وإن كان لايوجد مبرر للخيانة, فمن لا يحب شريك حياته, عليه أن يواجهه بذلك, يحاول إصلاحه, فإن فشل, أو مال قلبه, فليعلنه ويخيره ما بين حقه في الزواج بأخري أو الطلاق, وكلاهما أهون وأشرف من الخيانة. زوجك الذي قبلت به مطلقا وأبا مريضا, لم يقدر وقوفك بجانبه, ولم يراع تضحيتك بصحتك حتي تأتي له بالولد, فذهب للوحل بقدميه, واستمرأ الخطيئة ثقة بصبرك وتحملك. هل سيجدي معه الكلام, هل يفيق قبل أن يفاجأ برد فعلك, فمثلك يصبر ويمنح الفرصة تلو الأخري, وعند نقطة معينة, سيجد منك وجها آخر, وسيجد نفسه وحيدا منبوذا مطاردا من الله في الأرض والسماء, فهل يلحق بنفسه وينقذ ابنه من التشرد, ويستعيد زوجته المخلصة المحبة والتي لن تعوضها ألف خائنة؟.. أتمني!