فجر إعلان حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبى بالترشح للرئاسة حالة من الارتباك والانقسام داخل حملة تمرد فى القاهرة والمحافظات، وأيضا داخل جبهة الانقاذ التى يعتبر صباحى عضوا رئيسيا بها فقد انقسمت تمرد بين اتجاهين الأول يقوده محمود بدر مؤسس الحركة وايمان المهدى لدعم المشير السيسى والثانى يتزعمه حسن شاهين ومحمد عبد العزيز وخالد القاضى ومى وهبة لدعم صباحي. وعلى أثر هذا واجهت الحركة عددا كبيرا من الاستقالات بين اعضائها فى المحافظات، حيث أكد المستقيلون عدم قدرة الحركة فى المرحلة الحالية على التوحد خلف مرشح واحد، الذى كان من شأنه أن يعزز من ثقتها وقدرتها فى العمل على الأرض، خلال المرحلة القادمة، وأيضاً لرغبة البعض فى السيطرة على حركة ملك للشعب المصرى بهدف تحقيق المزيد من المكاسب، وقالت إيمان المهدي عضوة المكتب التنفيذى لحركة تمرد إن الاختلاف فى وجهات النظر يجب احترامه ولكن النفاق والتآمر لا يجب الصمت عليهما وأبدت دهشتها من عدم اعلان بعض قيادات الحملة رأيهم بصراحة أمام الاجتماع الذى تم بين القيادات يوم الجمعة الماضى الذى ضم محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وحسن شاهين وخالد القاضي و 17 محافظة والمحافظات الكبرى من الاسكندرية والاقصر واسوان والذى تم التصويت فيه على دعم المشير السيسى للانتخابات الرئاسية وذلك بتشكيل فريق رئاسى له محسوب على ثورتى 25 يناير و 30 يونيو والبعد تماما عن شبكة الفساد التى تحاول الارتماء فى احضان النظام والرجوع إلى ما قبل الثورة ووضع برنامج انتخابى يعبر عن مطالب ثورتى 25 يناير و30 يونيو من عيش وحرية وكرامة انسانية وعدالة اجتماعية. واضافت المهدى: بعد ان اتفقنا على دعم المشير عبد الفتاح السيسى ونشرنا بيانا على صفحة الحركة فوجئنا بحسن شاهين ومحمد عبد العزيز وخالد القاضى ومى وهبة يتآمرون علينا بهدف تشتيت التيار المدنى والحركة واعلان دعمهم لصباحى يوم أول أمس واختراق صفحة الحركة والغاء البيان الذى اتفقنا عليه ونشر بيان اخر يدعم حمدين صباحي. وأضافت أن حسن شاهين كان يهاجم قبل ذلك التيار الشعبى واليوم يدعم حمدين ومحمد عبد العزيز قال قبل ذلك فى تصريحات سابقة انه فى انتظار ان السيسى يخلع البدلة العسكرية ويعلن ترشحه حتى ندعمه.واكدت ان المشكلة هنا ليست فيمن ندعمه لكن المشكلة هو مبدأ واحترام الكيان الذى نمثله. واتهمت إيمان المهدى المرشح حمدين صباحى بمحاولة تفتيت حركة تمرد وتشتيت اراء التيار المدنى وتسبب فى استقالات عديدة بالمحافظات من اعضاء الحركة وذلك للوصول إلى هدفه. وأكدت المهدى دعم الحركة الكامل لمطالب الشارع المصري، وتأييد المشير عبدالفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، والتبرؤ ممن لم يلتزموا ببيانات الحركة الصادرة فى 23 يوليو 2013، وكذلك البيان الصادر عن اجتماع أول أمس 7 فبراير 2014 ، وهم محمد عبدالعزيز، وحسن شاهين، وخالد القاضي، وأن تصريحاتهم من اليوم لا تُعبر إلا عن أنفسهم فقط، وأن حركة تمرد ومؤسسها محمود بدر وجميع مكاتب صعيد مصر جزء لا يتجزأ من الحملة الرسمية للمشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية. وسوف نعقد جمعية عمومية اليوم لتجميد عضوية كل من محمد عبد العزيز وحسن شاهين ومى وهبة وخالد القاضي. وفى المقابل قال خالد القاضى عضو المكتب السياسى لحركه تمرد وأحد الداعمين لحمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية ان المشكلة مجرد وجهات نظر لكننا نفتقد ثقافة الاختلاف. واضاف ان الاجتماع كان يتضمن بعض المكاتب التنفيذية من المنوفية والشرقية والفيوم والقليوبية وقنا وليس كل المكاتب التنفيذية على مستوى محافظات الجمهورية وكان بهدف اننا نتعرف على بعض ونحل بعض المشاحنات ببن بعض الاعضاء، وحاول محمود بدر فى الاجتماع تسييد فكرة الدعم المطلق للمشير عبدالفتاح السيسي ولكن لم يتم اتفاق من الاعضاء على هذه الفكرة واتفقنا على الرجوع لكل المكاتب التنفيذية على مستوى الجمهورية وإجراء استطلاع رأى على الموضوع. واضاف القاضى اننا دعمنا صباحى لاننا وجدنا اننا نختلف مع بعضنا على المشير عبد الفتاح السيسى ولا نعرف عنه اى برامج انتخابية ونرفض ان ندعم احدا دعما مطلقا كما يريد محمود بدر لذلك اتفقنا على دعم صباحى لانه له برنامج انتخابى معروف من ثورة 25 يناير و30 يونيو وهو اصلح واحد كمرشح للثورة. واضاف أنه من الطبيعى جدا ان يكون داخل حركة تمرد، وجهات نظر متعددة، وهذا هو جوهر العملية الديمقراطية. فقد وقعنا بيانا لدعم صباحى وكان الموقعون من مؤسسى ومسئولى اللجان والمكاتب التنفيذية لحركة تمرد فى مختلف المحافظات، وأعلنوا وجهة نظرهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بدعمهم للمناضل حمدين صباحي. واضاف ان حركة تمرد كانت وما زالت، حركة شعبية قام بها أبناء هذا الشعب العظيم، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، وفى القلب منهم شباب ثورته اصحاب الحلم فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطني، ولذلك فان حركة تمرد ليست ملكا لأحد أو مجموعة، بل هى ملك كل من عمل على جمع استماراتها، وهم الشعب المصرى بمختلف انتماءاته. وطالبنا كل من يتفق معنا فى الرأى فليقم بنشر البيان واضافة توقيعه وهو ما حدث. وعلى جانب اخر رحبت الحملات الداعمة لخوض المشير عبد الفتاح السيسي، انتخابات رئاسة الجمهورية، بإعلان حمدين صباحى ترشحه للانتخابات، مشيرين إلى أنه من الضرورى حدوث منافسة حقيقية، لغلق الباب على كل من يعتبر ترشح السيسى انقلابا. و أشار المستشار رفاعى نصر الله، مؤسس حملة كمل جميلك، إلى أن ترشح حمدين صباحى لمنصب رئيس الجمهورية، أمر متروك للمواطن المصري، موضحا أن الشعب فى غاية الذكاء، وسينتخب من يعبر عن أحلامه وتطلعاته، مشيرا إلى أن ترشح صباحى سيغلق الباب أمام كل من يقول إن ما حدث فى مصر انقلاب. واعتبر اتهامات تمرد ، لحركة كمل جميلك، بأنها ممولة من جمال مبارك، «إهانة» سترد عليها الحملة ببلاغ أمام النائب العام ، لمحاسبته على الاتهامات المزيفة، ومن ناحية اخرى اعلن تكتل القوى الثورية فى بيان له أنه بعد قرار حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبي، خوضه للانتخابات الرئاسية : لا يضر المشير عبد الفتاح السيسى وقال محمد عطية عضو المكتب السياسى للتكتل إن أى شخص ممن أراد أن ينافس على كرسى الرئاسة، فالحسم الشعبى للمشير عبدالفتاح السيسي، ومن أراد فليقدم نفسه للشعب وعلى المرشح لرئاسة الجمهورية أن يكون على قدر مسئولية الترشح، لكن بعيدا عن المراهقة السياسية والمتاجرة بالشعارات الثورية. أما عن موقف القوى السياسية والحزبية من ترشح «صباحي»، فأكد الدكتور وحيد عبدالمجيد المتحدث الرسمى لجبهة الإنقاذ أن الجبهة ترحب بوجود مرشحين أقوياء لكى تجرى انتخابات تنافسية حقيقية وليست انتخابات «شكلية» تتم «بالتزكية»، الأمر الذى يعيدنا إلى نظام «الاستفتاء» الذى يؤدى إلى إضعاف الحياة السياسية والحزبية والسلطة «التنفيذية» أيضا، وهو ما حدث خلال عقود طويلة فى عهدى السادات ومبارك. وقال عبد المجيد فى تصريحات ل «الأهرام» إن جبهة الإنقاذ ستعلن موقفها من المرشحين عند غلق باب الترشح وعقب إعلان كل مرشح برنامجه، وبعد ذلك ستجتمع الجبهة وتختار من يمثلها فى الانتخابات الرئاسية لدعمه والوقوف خلفه. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر داخل الجبهة أن هناك خلافا كبيرا بالجبهة حول حمدين صباحي. وعن موقف حزب «الوفد» أكبر الأحزاب بالجبهة أكد اللواء سفير نور، مساعد رئيس حزب الوفد، أن الحزب سيدعم المرشح القادر على الخروج بمصر من المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه حسام الخولي، السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، أنه من الصعوبة أن يدعم الحزب صباحي، نظرا لاختلاف الأيديولوجية والأفكار، فمن الصعب جدا أن يدعم حزب الوفد برنامجا اشتراكيا. إلا أن الخولى أكد أيضا أن حزب الوفد لم يحسم حتى الآن قراره دعم مرشح معين، مشيرا إلى أن القرار سيكون فى النهاية فى يد الهيئة العليا للحزب. من جانبه، رحب الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب «المصرى الديمقراطي» بترشح صباحي، مشيرا إلى أن ذلك «خطوة جيدة»، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الحزب لم يحسم موقفه من أى مرشح حتى الآن وسيتم عقد اجتماع للحزب، للوقوف على المرشح الذى سيتم دعمه. يأتى ذلك فى الوقت الذى يوجد فيه انقسام كبير داخل التيار الشعبى الذى ينتمى إليه صباحي، حيث يوجد تكتل يدعمه فى الترشح وتكتل آخر يرفض ترشحه ويدعم السيسي، ويقود هذا التكتل المخرج خالد يوسف الذى رفض فكرة ترشح صباحي، وأكد دعمه للمشير السيسى الذى يحظى بشعبية كبيرة. وفى الوقت الذى أعلنت فيه الأمانة المركزية لحزب «التجمع» دعمها المشير عبدالفتاح السيسى مرشحا للرئاسة، صرح الدكتور رفعت السعيد، مستشار الحزب، بأن الكلمة النهائية ستكون بعد اجتماع الأمانة العامة للحزب السبت المقبل للاستقرار على الموقف النهائي، الذى أكد أنه سيكون أقرب لما اتخذته الأمانة المركزية منذ أيام قليلة. وقال السعيد إن من حق صباحى وغيره الترشح، ويكفل القانون والدستور لهم هذا الحق من أجل انتخابات تنافسية حقيقية.