الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    نقيب معلمي الإسماعيلية يناقش مع البحيري الملفات التي تهم المدرسين    جانسن مصر تشارك في النسخة الثالثة من المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    البنك الأهلي يطلق حملة ترويجية لاستقبال الحوالات الخارجية على بطاقة ميزة    انطلاق فعاليات الملتقى السنوي لمدراء الالتزام في المصارف العربية بشرم الشيخ    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    أبو الغيط يدين مجزرة قرية ود النورة بولاية الجزيرة السودانية    يلا كورة يكشف.. خطة الزمالك للصفقات.. أزمة القيد.. وموقف بنشرقي    "أزمة قلبية وسقوط مشجع".. 5 لقطات مثيرة من نهائي أمم أوروبا يورو 2020 (صور)    الأرصاد: ذروة الموجة الحارة اليوم وغدا.. وانخفاض مؤقت منتصف الأسبوع القادم    اتتشال جثة طفل غريق بكوم امبو بأسوان    زميل سفاح التجمع يكشف أسرارا عن رحلة عودته من أمريكا حتى شقة القاهرة الجديدة    أحدث ظهور ل نسرين طافش من المالديف أثناء تناولها "الآيس كريم".. والجمهور يعلق (صور وفيديو)    بالصور.. تجهيزات جميلة عوض قبل حفل زفافها الليلة    أشرف زكي محذرًا الشباب: نقابة المهن التمثيلية لا تعترف ب ورش التمثيل    فصائل فلسطينية: استهدفنا مبنى يتحصن به عدد من جنود الاحتلال وأوقعناهم قتلى وجرحى    أبرزها عدم مس الشعر والبشرة| تعرف على آداب المضحي.. الإفتاء تكشف أمورا مهمة    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    حج 2024 | أدعية يستقبل بها المؤمن شهر الحج    رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر العلمي السنوي لأمراض الباطنة.. صور    لاعب الإسماعيلي: هناك مفاوضات من سالزبورج للتعاقد معي وأحلم بالاحتراف    غرامة تصل إلى 10 ملايين جنيه في قانون الملكية الفكرية.. تعرف عليها    عطل مفاجئ يتسبب في انقطاع مياه الشرب عن بعض مراكز بالفيوم    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    "أوهمت ضحاياها باستثمار أموالهم".. حبس المتهمة بالنصب والاحتيال في القاهرة    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    سوسن بدر تكشف أحداث مسلسل «أم الدنيا» الحلقة 1 و 2    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 الجزائر وفقا للحسابات الفلكية؟    حركة تغييرات محدودة لرؤساء المدن بالقليوبية    جيش الاحتلال ينفي إعلان الحوثيين شن هجوم على ميناء حيفا الإسرائيلي    هل يحرم على المضحي الأخذ من شعره وأظافره؟.. الإفتاء تجيب    وزير الخارجية يلتقى منسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    للراغبين في الشراء.. تراجع أسعار المولدات الكهربائية في مصر 2024    تكبيرات عيد الأضحى 2024.. وطقوس ليلة العيد    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    الأقوى والأكثر جاذبية.. 3 أبراج تستطيع الاستحواذ على اهتمام الآخرين    التحقيق مع عاطل هتك عرض طفل في الهرم    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    حسام البدري: تعرضت للظلم في المنتخب.. ولاعبو الأهلي في حاجة إلى التأهيل    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    رئيس الوفد فى ذكرى دخول العائلة المقدسة: مصر مهبط الديانات    مقابل وديعة دولاية.. مبادرة لتسهيل دخول الطلاب المصريين بالخارج الجامعات المصرية    عضو بالبرلمان.. من هو وزير الزراعة في تشكيل الحكومة الجديد؟    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    زغلول صيام يكتب: عندما نصنع من «الحبة قبة» في لقاء مصر وبوركينا فاسو!    فيلم ولاد رزق 3 ينافس في موسم عيد الأضحي ب «الضربة القاضية»    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا للثانوية العامة الجزء الثاني    بوريل يستدعي وزير خارجية إسرائيل بعد طلب دول أوروبية فرض عقوبات    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. أولى صفقات الزمالك وحسام حسن ينفي خلافه مع نجم الأهلي وكونتي مدربًا ل نابولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
وطن يتطلع إلي مكانة يستحقها أم فوضي تحرق الأخضر قبل اليابس؟‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 01 - 2012

‏‏ اقرأوا معي هذه الرسالة‏:‏ الكاتب الكبير الأستاذ‏/‏ إبراهيم حجازي تحية طيبة وبعد,
ينتابني شعور باللوعة والرعب عندما يشير المختصون إلي تدهور الوضع الاقتصادي في مصر وزيادة العجز في الموازنة يوما بعد يوم.. وترتعد فرائصي وينقبض قلبي حين أقرأ أن البنك الدولي يضع شروطا تعجيزية.. وأن الأخوة العرب يقفون مواقف مخزية! لا عربية ولا إسلامية حين يضنون علي بلدهم مصر في محنتها في الوقت الذي يبعثرون بسخاء في شراء فانلة ناد في أوروبا أو يتبرعون لحديقة حيوان في إنجلترا, كما كتب أستاذنا إبراهيم حجازي مشيرا إلي أن إمكانات الأخوة العرب تسمح بإقراض مصر بسهولة لولا القرار الذي لا يملكونه.. فهذه توجيهات أمريكية صهيونية أوروبية!! يا حسرة علي العباد.. إنهم يضربون عرض الحائط بتوجيهات رب العالمين( إنما المؤمنون أخوة)( الحجرات)10: وتوجيهات نبينا الكريم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي... وأزداد كمدا وحرقة حين تهددنا أمريكا كل يوم بقطع المعونة الأمريكية في هذا الوقت الحرج.
وعندما تصل التهديدات الأجنبية وشح الأشقاء العرب إلي الذروة وأري توالي غلق الأبواب أتجه بكلياتي إلي الباب الذي لا يغلق أبدا.. وأشعر ببداية الفرج وأتفاءل.. وأعرف أن الله سيلهمنا المخرج.. والمخرج أن يرانا الله وقد اعتمدنا علي أنفسنا وتوكلنا عليه سبحانه.. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن رب العزة( أوحي الله إلي داود: وعزتي وجلالي ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات والأرض بمن فيهن إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا, وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه وأرسخت الهوية من تحت قدميه, وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني, ومستجيب له قبل أن يدعوني, وغافر له قبل أن يستغفرني) وعلي هذا فمن يعتمد علي غير الله يكيله الله إلي الناس ويرفع يده عنه.
تذكرت هذا الحديث وأنا أقرأ دعوة أ.إبراهيم حجازي لاكتتاب شعبي في شركة مساهمة هي أول شركة مساهمة يملكها الشعب فمصر غنية بشعبها ونحن نقترب من ال90 مليون نسمة وهذه نعمة وليست نقمة.. وعندنا40 مليون نسمة في سن الشباب لو طرحنا أسهم هذه الشركة علي الشعب المصري, والسهم ثمنه عشرة جنيهات فبإذن الله ستنشرح صدور المصريين بجميع مستوياتهم في الداخل والخارج بل سيرحب بإذن الله الأخوة العرب المتأذون من مواقف حكوماتهم المخجلة.. وستتدفق الأموال بما لا يخطر علي بال.. ليتني كنت شابة فتية لحملت هذه المبادرة الرائعة علي أكتافي وجبت بها كل مدن مصر وقراها ونجوعها أشجع المصريين علي سرعة المشاركة.. ليقيني بأن الله يمد يده لمن يعتمد علي نفسه.. مع أهمية الحرص علي العمل الدءوب المتقن الذي دعانا إليه رب العزة في360 موضعا في القرآن الكريم.. ولقد بدأت بشائر الاعتماد علي الذات حين تم توفير فرص عمل للشباب بمواقع غير حكومية, وأعادت حكومة الجنزوري فتح بعض المصانع المتوقفة ومدت يد العون للمشروعات المتعثرة كما فعل وزير الصناعة المهندس محمود عيسي, وها هي وزيرة الشئون الاجتماعية د.نجوي خليل تبذل الجهود لاستعادة أموال التأمينات وبدأت بالعمل علي مضاعفة دخول أصحاب المعاشات المتدنية.. يبقي أن تتحرك الجمعيات الخيرية والنسائية والدينية وبعض الشخصيات الإعلامية الجادة أمثال أحمد المسلماني وبعض مشاهير الصحفيين ونبدأ العمل الجاد والمتقن لجمع التبرعات السخية لحفظ ماء الوجه واستنزال الرحمات ولكم هزتني كلمات الكاتب الإعلامي سيد علي حين قال: البلد الذي طرد الروس في عز حاجته إليهم قادر علي طرد جيش المعونة الأمريكية وصبيانه أيضا أما انتظار المساعدات الخارجية المشروطة بتنازلات مجهفة ومهينة تمس سيادة مصر القومية فيجب أن نسدل عليها الستار نهائيا ويكفينا قول الله تعالي منبها:( يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)( الحج).73:
كاريمان حمزة
شكرا للأستاذة الفاضلة كاريمان حمزة.. الكاتبة الصحفية والإعلامية الإذاعية والتليفزيونية المهمومة بهموم الوطن من سنين طويلة عن قناعة بأن خروج مصر في أي وقت من أزماتها مرهون بإرادة أبنائها ولا أحد غيرهم.. وأنا أوافقها الرأي الذي حملته رسالتها وأضيف إلي سطورها بعض الحقائق من خلال هذه النقاط:
1 الفوضي علم له قواعد وأصول ونظريات.. وحالة الفوضي التي نعيشها حاليا ليست حدثا طارئا يأخذ وقته ويذهب إلي حال سبيله أو أن هذه الفوضي ردود فعل عفوية خلقتها ظروف طبيعية وقعت خلال السنة الماضية إنما...
هذه الفوضي نتاج مشروع ديمقراطية ضخم بدأ العمل به سنة2005 عندما بدأت هيئات ومنظمات أوروبية وأمريكية في اختيار شباب مصري من الجنسين والمؤكد أن الاختيار تم علي أسس واشتراطات معينة من يجتازها يدخل مرحلة تدريبات نظرية وعملية في أمور كثيرة تندرج جميعها تحت عنوان كبير اسمه الديمقراطية...
هذه التدريبات بعضها كان يجري هنا بمعرفة وإشراف وتمويل منظمات موجودة هنا والغريب أنها أو أغلبها وجوده غير قانوني.. والتدريبات المتقدمة تجري في بعض دول أوروبا الشرقية والراقي من هذه التدريبات في أمريكا.
2 أول مسمار تم وضعه في نعش النظام السابق كان في2005 مع ظهور بعض الحركات السياسية المناهضة للنظام والتي تقارب ظهورها مع نجاح المنظمات الموجودة بصورة غير قانونية علي أرض الوطن في تدريب الشباب تحت مسمي الديمقراطية..
النظام ضحك علي نفسه عندما اعتبر التغيير الذي حدث.. المظاهرات وتدريب الشباب.. يعكس ديمقراطية النظام ودليلا أمام الغرب لا يرقي إليه شك في الحرية الموجودة. النظام اقتنع بوجهة النظر القائلة إن الجديد الذي يحدث في الشارع المصري من حركات مناهضة تتظاهر وتعترض وتتصدر أي مشهد هو أفضل دعاية للنظام في الخارج...
وهذا رصد خاطئ وتوصيف غبي.. لأن المنظمات الموجودة في مصر بصورة غير شرعية والمنظمات الخارجية المشاركة في حملة التدريب.. هذه المنظمات تعمل بمنهج ولديها خطة وعندها هدف.. وخلاصة خطتها ومنهجها وهدفها تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد علي الأرض وأول خطوة في هذا التطبيق دخول مصر في حالة الفوضي الشاملة أو الفوضي الخلاقة التي تحدثت عنها وزيرة خارجية أمريكا السابقة كونداليزا رايس...
وللأمانة بعض هذه الحركات المناهضة للنظام.. لا علاقة لها بمنظمات ولا تتلقي تعليمات إنما هي مخنوقة من فساد وظلم وبطش وغباء نظام.
3 الأمن لم يسقط وحده أو يخرج بخاطره.. إنما سقوط الأمن وإخراجه من منظومة المجتمع هدف استراتيجي لابد من تنفيذه كأول خطوة علي طريق الفوضي الشاملة...
هذا المخطط بدأ تنفيذه بقوة في سنة2010 باصطياد كل خطأ تقع فيه الشرطة وتحويله إلي قضية رأي عام وبذلك تحولت الأخطاء الفردية داخل جهاز كبير إلي خطايا عامة تلطخ الجهاز بأكمله...
أي جهاز شرطة في العالم تحدث فيه أخطاء من أفراد به وتحدث تجاوزات لأفراد فيه وكل دول العالم تضع الأمر في حجمه ومن أخطأ يحاكم والفاسد يبتر لكن ولا دولة في العالم أسقطت جهاز أمنها كله نتيجة أخطاء فردية لأفراد فيه...
في العالم حسم فوري للأخطاء الفردية وهذا لم يحدث عندنا.. استعلاء أو غرور أم غباء أم جزء من الخطة.. خطة الفوضي.. الله أعلم.. المهم أنهم قدموا رقبة الأمن لمن يتربصون بالأمن لأجل القضاء عليه.. وسقوط الأمن إعلان لدولة الفوضي...
بالفعل نجحت حملة كراهية الشرطة وباتت الكراهية شعبية وأصبح بقاء الأمن مشكوكا فيه وسقط الأمن لأن الكراهية للشرطة تتضاعف يوما بعد يوم وتكريس كراهية الشعب للشرطة يتم في إطار خطة ومنهج وتنفيذ بدقة وسقط الأمن فعلا قبل أن تأتي سنة2011...
وقد يسأل البعض سقط كيف وهو موجود في25 يناير وما تلاها.. وأقول أنا: نعم كان الأمن موجودا.. لكنه معنويا انتهت صلاحيته والصلاحية تأتي من الشعب لا النظام والشعب كراهيته من كل شيء حوله.. هذه الكراهية ذهبت للشرطة وتركزت علي الشرطة والأمر لم يحدث مصادفة إنما رسخته الحملة الرهيبة الدقيقة المنظمة لأجل إسقاط الأمن.. وهذا نجاح مبهر لأجندة إسقاط الأمن وتلك كانت أول خطوة فعلية تتم عمليا علي الأرض تمهد للفوضي.. لأن دولة بلا أمن تساوي فوضي...
4 الفوضي التي كانت مطلبا من أجله أسقطوا الأمن عندنا.. هي نفس الفوضي التي وضعتها أمريكا من ست أو سبع سنوات هدفا للمنطقة كلها وغاية لابد من تحقيقها والهدف مع الغاية أمريكا هي التي أعلنت عنها وليس نحن ومن نسي يرجع إلي تصريحات كوندليزا رايس السابقة واللاحقة لإعلان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلي تقسيم المنطقة لدويلات صغيرة تقام علي أساس طائفي أو عرفي.. يريدونها دويلات طائفية دينية أو دويلات عرقية.. وهذا الشرط الطائفي أو العرقي أكبر ضمان للصراع بين هذه الدويلات والصراع يموت فيه بشر وهذا يرضيهم ويضعف هذه الدويلات وذاك مطلبهم ويستنزف قدراتهم وهو خير لهم ويجعل مصانع السلاح الأمريكية لا تتوقف والاقتصاد الأمريكي تتحكم فيه صناعة السلاح وهذا غاية المراد...
في اعتقادي أن تعبير الفوضي الخلاقة الذي أعلنته الوزيرة الأمريكية السابقة لم يكن خاطئا ولا عفويا باعتبار أن الفوضي طريق هلاك ودمار...
الوزيرة لم تخطئ عندما قالت إن الفوضي خلاقة واعتقادي أنها قصدت أن الفوضي علم له قواعد وبنود لها تفاصيل.. وكل فعل محسوب بدقة رد فعله وإلا انقلب السحر علي الساحر وتحولت الفوضي إلي نار تحرق من أشعلها.. وهذه النقطة وضحت تماما في حملة تكريس كراهية الشعب للشرطة.. كل فعل محسوب وكل خطوة مدروسة وفعل علي فعل وتهييج علي تهييج وكراهية فوق كراهية.. كلها محسوبة ومدروسة وحققت في النهاية الهدف...
5 ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. صدق الله العظيم.
مصر سقط جهاز أمنها في بداية2011 وعلي مدي ستة أشهر من السقوط.. توالت بصورة عنيفة الفتن والأمن غائب وما إن يتم إخماد فتنة في مكان حتي تطل علينا أخري في مكان آخر.. ما إن نلملم مشاعر الغضب الطائفي المتأججة.. حتي نفاجأ بنيران مشتعلة بين الطائفة الواحدة مرة وبين أبناء المهنة الواحدة مرة.. نيران في كل مكان في غياب الأمن.. والمصيبة أن الإعلام هو من ينفخ فيها لأجل ألا تنطفئ.. أرادوا دمارا يحدث لم يحدث لأن مشيئة الله فيها الحماية...
علي مدي سنة توقفت أغلب الوحدات الإنتاجية.. البعض أغلق مصانعه خوفا من الدمار وبعض المصانع تدمرت فعلا والبعض الثالث توقف إنتاجه نتيجة الإضرابات الفئوية وفي كل الأحوال.. الإنتاج توقف.. وتوقف الإنتاج مطرقة تهدم الجدار الذي يعزل الفوضي عنا...
علي مدي سنة توقفت تقريبا حركة السياحة ونحن نتكلم عن ملايين توقف مصدر دخلهم.. نتكلم عن مهن كثيرة تعمل علي السياحة وملايين آخرين انوقف حالهم.. ووقف الحال وانقطاع الدخل مطرقة تهدم من جهة أخري في نفس الجدار الذي يعزلنا عن الفوضي...
علي مدار السنة الاحتياطي النقدي يتآكل بصورة رهيبة.. واحتياطي النقد الأجنبي هو الذي يؤمن استيراد نصف احتياجاتنا الغذائية ويؤمن أنواعا من الوقود ويؤمن الدواء.. باختصار هذا الاحتياطي إن نفذ نفقد قدرتنا علي توفير الأكل للشعب وهذا كاف لنسف ما تبقي في الجدار الذي يعزلنا عن الفوضي...
في كل الأحوال وحتي هذه اللحظات سقط مكرهم.. صحيح أن الفوضي تحيط بنا من كل جانب الآن.. إلا أنها بفضل الله ووعي أغلب الشعب بقيت هذه الفوضي في إطار المحلية.. بقطع طريق احتجاجا أو سرقة واختطاف أو التلذذ بدهس القانون مثلما يحدث في سير المرور.. بقيت الفوضي في هذا الإطار ولم تتحول إلي الفوضي التي يريدونها.. وهم يريدونها فتنة بين أبناء الوطن جميعهم.. بين مسلمين ومسلمين وبين مسيحيين ومسلمين وبين فقراء وأغنياء.. ويريدونها فتنة سياسية بين الأحزاب والجماعات.. ويريدونها فتنة شعبية بتصنيف الشعب إلي ثوار وآخرين رجعيين أو فلول...
يريدونها نارا تحرق وطنا لا قدر الله...
6 الشائعات أصبحت أخطر أسلحة الفتنة التي يريدونها!.
شائعة تم إطلاقها وقبل أن ينهض من مجلسه من أطلقها كانت قد وصلت مصر كلها وظهر تأثيرها في أزمة هائلة اسمها البنزين.. والرهان أن واحدة من هذه الأزمات يمكن أن تحرق بلدا بأكمله...
شائعة بأن الوقود أسعاره سوف تزيد وهذا خلق تزاحما كبيرا علي محطات الوقود وهذه أزمة لكن الأزمة الأكبر من بدأوا يخزنون السولار والبنزين في مستودعات خاصة لأجل الربح المحتمل وفي المحطات التي كانت تعللت بعدم وجود وقود لأجل فارق السعر الذي ستكسبه...
ظهرت الأزمة وبدأ الغضب الشعبي يظهر.. لكن الأمر تحت السيطرة لأن95 في المائة من احتياجاتنا في البنزين محلية والضغط علي المحطات الذي حركته الشائعة هو من خلق زحاما سيختفي فورا.. لكنه لم يختف!. شائعة غادرة أخري قلبت مصر!.
إمدادات الوقود للمحطات سوف تتوقف.. وهذا معناه أنها مسألة وقت وتصبح هذه المحطات خاوية...
من كان يضع في سيارته20 أو30 لترا.. أصبح يملأ الخزان.. وكلما نقص ولو لترين يقف في طابور طويل لاستيعاضهم...
هذا المفهوم خلق أزمة مستحكمة بحق معها أصبحت مصر كلها في حالة غليان وبات الأمر متوقفا علي أي حدث مدبر أو غير مدبر وتنفجر مصر لا قدر الله والأمر كله بدأ بشائعة لا وجود لها.
7 كل يوم ينفتح في جدار الوطن بوابة فتنة تضاف إلي ما هو مفتوح من سنة!.
الخلافات والصراعات السياسية.. فتنة. الإصرار علي الاحتجاجات الفئوية.. أصبحت فتنة لأن حلها مستحيل والإنتاج متوقف.. وعودة الإنتاج مستحيل في ظل العمل المتوقف بسبب الاحتجاجات.
قطع الطرق ووقف حال الناس.. فتنة. تحويل اختلافات الرأي إلي خلافات شخصية وكراهية وتخوين بين المصريين.. فتنة. التهييج الذي قام به الإعلام ومازال.. فتنة.
من رحمة ربنا علينا أن كل هذه الفتنة لم تحقق أهدافها وأن تضافر الجهود الشعبية والرسمية والسياسية وضعها تحت السيطرة.. صحيح أنها لم تخمد لكنها كامنة في انتظار ما يحررها ويطلقها.. وأي شائعة يمكن أن تحدث أزمة.. واختفاء سلعة تموينية قد يكون أزمة.. ونسأل الله العون في تخطي كل ما يعترضنا من أزمات لأن أي تعثر لا قدر الله في هذا الوقت الذي يشهد أكبر حالة تربص وترصد بين المصريين.. يمكن أن يجعلنا نأكل بعضنا بعضا...
8 علي مفترق طرق تقف مصر الآن...
علي أرض الواقع أولي ثمار الثورة نضجت وحان قطافها.. ومجلس الشعب الذي تم انتخابه في أول عملية انتخابية حقيقية هو الثمرة التي لم نتذوقها من سنين طويلة...
ننهض ونتوحد ونتكاتف وننسي الخلاف ونقف وراء الشرعية التي منحها الشعب لهذا المجلس لأجل استكمال منظومة العملية الديمقراطية وننجز الدستور وننتخب الرئيس لتبدأ مصر في النهوض واستعادة مكانتها الحقيقية التي تستحقها...
أم نقف مكاننا وننشغل في خلافاتنا ونستسلم لمن ينادون بإسقاط الدولة ويقولون إن الدولة لا تسقط إلا بسقوط الجيش وتصبح مصر بلا أمن وبدون جيش في ظل عداءات وصراعات رهيبة بين أبنائها وتدخلات هائلة خارجية لأجل تعميق العداء والخلاف والكراهية...
في تقديري أن الشعب الذي التف حول شبابه لإسقاط النظام.. هو نفسه من اختار الاستقرار بإقباله الهائل علي الانتخابات لاختيار أول برلمان للثورة..
الشعب اختار الاستقرار لأجل أن تعود الحياة إلي الشارع في المصانع وفي المعمار وفي السياحة وفي التجارة...
الشعب اختار الاستقرار لأجل وطن يتطلع إلي مكانته التي يستحقها...
وحق الوطن علي أبنائه في هذا الوقت العصيب.. أن يتفقوا لا أن يختلفوا ويتحدوا لا أن يتفرقوا ويحبوا لا أن يكرهوا...
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.