معافرة هذا الصباح ضاع مني إبهامي وسبابتي لمست رأسي فاكتشفت ضياع الأذنين، ومن ثقب بمعدتي رأت أمي شرخ الجدار ورائي لكنني، بين كل ما فقدت، كنت ممتنة لأني لم أفقد إصبعي قدميّ الكبيرين القبيحين هكذا أتخيل اتزانًا وربما أسير نحو اتجاه ما موقف من العالم بيني وبين اللوحة المعلقة للجَمال بثرة غضب، بيني وبين الرشاقة عضلة غاضبة شدت على قدمي، وأمام طبيبي النفسي يلوح الغضب إليّ من تحت القلم الذي يرسم به الطبيب أشياء بلا معنى بدلا من تدوين ملحوظات مفهومة عني.. أصمت، لا جدوى، كل الأشياء قيلت، كل الاحتمالات حدثت بالفعل...
بيني وبين الحياة غضب، ومرارة، وكثير من التوقعات الخائبة، وبديهيات لم تعد بديهية للدرجة، روح نهشتها مدينة مسعورة، وأصدقاء ثبتت فعاليتهم ككريمات التخسيس ونقاء سريرتهم كالشاي الصيني...
المعارك تختارني أستسلم لغوايتها من اللحظة الأولى، مراهقة متأخرة وخطيئة الصدام هي كل ما أرتكب.. سفني تحترق يوميًا أصلي ألا تظل رائحة الدخان في أنفي، تترك سوادًا.. أرسم عليه بأصابعي أشباحًا مألوفة، أشكالا لكائنات كانت تنشر الونس، بدلا من الخيبات العاطفية المتتالية.. حين أطلق زفيرًا، يخرج الرمادي المكثف كحلقات دخان السجائر التي يصنعها دي نيرو، معبأ بالسناج .. لست غاضبة أيها الحمقى، أنا فقط أحاول التنفس