مثلت قطر ولا تزال معضلة سياسية كبيرة لمنطقة الخليج العربية بل لمنطقة الشرق الأوسط, ويري مراقبون أنه لن يحدث تغيركبيرفي سياسة قطر الخارجية, في عهد حاكمها الجديد, الأمير تميم بن حمد آل ثاني, ففي عهد الثنائي' حمد' تخلت قطر عن سياستها المتمثلة في الحياد والحفاظ علي علاقات جيدة مع الجميع, وتحولت إلي سياسة استعداء للجميع وتأجيج نيران الانتفاضات العربية ودعم جماعات الاسلام السياسي خاصة الاخوان, أما في الوقت الحالي ونتيجة تغير الكثير من أوراق اللعبة في المنطقة تتبني حاليا الدوحة سياسة المهادنة مع الجميع,وقد لعبت الكويت والسعودية دورا أساسيا في الضغط علي قطرلتغيير سياستها الخارجية خاصة من خلال القمة الثلاثية التي عقدت بالرياض مؤخرا وكشفت جولة الأمير تميم الخليجية عن اتجاه قطر إلي' مهادنة' دول المنطقة بدلا من استعدائها فيما يتعلق ببعض القضايا الخليجية ومنها التنسيق الأمني المشترك وحركة النقل والمواصلات وتدفقات التجارة والاستثمار والمواطنين بين هذه الدول دون أن تمتد هذه' المهادنة' إلي قضايا إقليمية أخري ومنها العلاقات مع إيران والصراع في سوريا والوضع في مصر التي لا تزال بعيدة عن صيغة التفاهم والتهدئة التي تتبعها الدوحة مع بعض القضايا الخليجية,وكشفت تطورات المرحلة الماضية عن فجوة في المواقف والتوجهات بين قطر من ناحية وباقي دول الخليج من ناحية أخري التي هددت بطرد قطر من عضوية مجلس التعاون الخليجي, كما ينظر للدورالقطري في اطار مجلس التعاون الخليجي باعتباره معوقا لأي تقدم حقيقي في اتجاه الاندماج النقدي والاقتصادي والأمني للمنطقة وهذا ما أكدته فعاليات قمة المجلس الأخيرة التي رفض خلالها الاقتراح السعودي بتبني صيغة الاتحاد الخليجي لمواجهة التحديات الإقليمية الخطيرة والمتزايدة علي دول المجلس, وليست لقطر مصلحة في إغضاب طهران, كما أن القواعد العسكرية الأميركية في قطرتوفر لها مظلة الحماية اللازمة التي تستغني بها عن مظلة الدفاع المشترك مع دول مجلس التعاون,ونظرا للاضطراب المزمن في المنطقة ومواصلة البرنامج النووي الإيراني, سيكون من المرجح أن تستمر قطر في التمسك بخيار المظلة العسكرية الأميركية واستمرارالشراكة الاستراتيجية المبرمة بين الدوحة والعواصم الغربية,ويرفض جيران الدوحة دعمها لجماعة الاخوان في عدد من البلدان العربية وموقفها العدائي من ثورة30 يونيو في مصر وتمارس حاليا ضغوط كبيرة علي الدوحة خاصة من قبل الرياضوالكويت وأبوظبي لتغيير موقفها والاستجابة للمطالب المصرية بوقف دعم الاخوان وتسليم الهاربين اليها من قيادات الجماعات الاسلامية والاخوان في اطار الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب وتغيير سياسة قناة الجزيرة العدائية تجاه القاهرة بوقف حملات التحريض والهجوم غير المبررة, ومازالت الاتصالات جارية بين جميع الأطراف وربما يحدث اختراق كبير في هذه القضايا قريبا.