ماذا بعد الانتهاء من القضاء علي الإرهاب بسيناء الذي بات وشيكا بحسب المصادر الأمنية؟ كيف يراها أهالي سيناء بعد إغلاق معظم وانتشار رائحة الدم واعتياد المواطنين علي مشاهدة مدرعات الأمن وسماع أصوات الرصاص وتحليق الطائرات ليلا ونهارا فالمشروعات الاستثمارية الكبري. مازالت في حاجة لإصدار قانون موحد لاستخدامات الأراضي في سيناء وللتنمية الشاملة بالتنسيق بين الوزارات المختلفة. وكما يقول المهندس عبدالله قنديل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بسيناء فإن التنمية البشرية لسيناء هي الحل.. هذا هو الهدف الأول الذي لابد أن نسعي لتحقيقه وأوضح أن جميع الاستراتيجيين يتفقون علي أن الكثافة البشرية والتعمير هما الحماية الحقيقية للأرض وأن الفراغ السكاني يشكل دعوة صريحة للعدوان واحتلال الأرض وانتشار الإرهاب, واذا طبقنا هذا المبدأ علي سيناء فسنجد أنه برغم مساحتها الشاسعة(61000 كم2) وبرغم ما بها من ثروات معدنية وسياحية ومائية( جوفية وسطحية) وأراض صالحة للزراعة, فإن عدد سكانها لا يتجاوز نصف المليون نسمة, معظمهم من القبائل, بينما يوجد في الوادي نحو7 ملايين من الشباب العاطلين!!. ومن جانبه أوضح الدكتور حسام رفاعي رئيس نقابة صيادلة سيناء أن هناك خطة بعيدة الهدف وأخري قريبة الهدف والتي تتمثل في الاهتمام بحل جميع قضايا سيناء خاصة القضايا الأمنية التي كثيرا ما عاني منها أبناء المحافظة فعدم تملكهم أراضيهم أدي الي إحداث نوع من الفوضي في التحريات الأمنية السابقة وخاصة الزج بأي اسم دون سند قانوني. ويضيف أنه بالرغم مما تشهده محافظة شمال سيناء من توترات أمنية مختلفة وقيام جميع الأجهزة الأمنية بملاحقة الخارجين علي القانون فإن قطار التنمية بالمحافظة يجب أن يستمر ويري المهندس عاطف مطر مدير عام الشئون الزراعية بشمال سيناء أن الزراعة بشمال سيناء ستشهد عقب القضاء علي الإرهاب مرحلة حقيقية من التنمية وخاصة استصلاح أراض جديدة علي ترعة السلام. وأشار الي أن أزمة القضاء علي الإرهاب حاليا تسببت في خسائر فادحة للمزارعين وخاصة في تسويق منتجاتهم الزراعية وأضاف أن المحافظة بها أكثر من نصف مليون فدان بوسط سيناء صالحة للزراعة وخاصة زراعة القمح ولا تحتاج الي تسوية أو تسميد وكلها صالحة فقد أنتجت سيناء27 الف إردب من القمح من مياه السيول خلال العام السابق. تؤكد ذلك الدكتورة إيمان سراج أستاذة المحاصيل بكلية الزراعة أن سيناء صالحة تماما لزراعة القمح ويجب استخدام التقنيات الزراعية الجديدة لزراعة أصناف جديدة من القمح عالية الجودة وتتأقلم بجميع الظروف المحيطة بالتغيرات المناخية مع الاهتمام بزراعة السلالات الجديدة للقمح, وأضافت أن المحافظة انتجت في أعوام سابقة ما يقرب من15 ألف طن من القمح بواقع3 4 أرادب للفدان وهذه كمية كبيرة مشيرة الي أن منطقة وسط سيناء هي الأمل في أن تصبح سلة الخبز لمصر نظرا لخصوبة التربة. أما في المجال الصناعي فيقول المهندس مصطفي الشريف من أبناء سيناء أن سيناء لم تبح بأسرارها فهي تحوي كنوزا وخيرات لا تعد ولا تحصي من المنجنيز والذهب والفيروز والرخام والجرانيت والرمال البيضاء والفوسفات والنحاس باعتبارها أهم ثروات شمال سيناء ولا يوجد سوي مستثمر واحد. بينما كششفت ورقة بحثية لجمعية مستثمري شمال سيناء أن منطقة الوسط هي أهم مناطق سيناء التي يجب تنميتها لتوافر الأراضي الممهدة للزراعة بها ووجود خامات طبيعية تدخل في صناعات عديدة مثل الرخام أو الأسمنت والأسمدة وأعمال البناء وتكرير الزيوت والخزف والصيني والسيراميك والسيليكون النقي والزجاج وفحم الكوك اللازم لصناعة الحديد والصلب, كل هذه الخامات يجب أن تشجع المستثمرين علي استثمار أموالهم في شمال ووسط سيناء. ومن جانبه يشير المهندس حسن درغام أحد المستثمرين بسيناء الي أن كنوز سيناء مازالت ضائعة حيث إنها لم تستغل حتي الآن علي الوجه الأكمل, كما أنها تواجه العديد من التحديات منها الإرهاب الأسود المنتشر بسيناء فضلا عن وجود5 محميات طبيعية تمنع استغلال الخامات الطبيعية الموجودة بالمناطق الجبلية واستحواذ هيئة التنمية السياحية والزراعية علي مساحات كبيرة من الأراضي داخل كردون المحافظة.