لا أحد يعرف حتي الآن سر هذا الحرص الكبير علي التظاهر من كل فئات الشعب, في الوقت الذي يشكو فيه الاقتصاد من المشاكل وعجز الموازنة بالتواكب مع شبه التوقف الذي ساد العديد من القطاعات الانتاجية وأيا كان سبب التظاهر ومبرره كما وضح في العديد من الطلبات التي قدمت بعد صدور قانون التظاهر وهو الحرص علي تنظيم تظاهرات دون التوقف أمام آثارها, سواء علي حركة العمل أو الطرق وتكدس المرور وتعطيل مصالح الناس, فهل تحولنا إلي شعب تظاهرات يسعي للتنديد والاعتراض وبشكل مبالغ فيه دون حساب للآثار العكسية لهذه المظاهرات التي أصبحت تملأ الشوارع وتسعي للتخريب في أحيان كثيرة وتختلط فيها المطالبات بالشتائم والتعريض بالآخرين من حق الناس أن تعبر عن رأيها ولكن ليس بالطريقة التي تمارسها والتي تصل أحيانا لحد الابتزاز من أجل تحقيق مطالب في كثير من الأحيان تكون غير مشروعة, وهل أصبح التهديد بالتصعيد والأضراب هو السمة الغالبة في التظاهرات بمعني إما أن تتم الاستجابة أو انتظار الأسوأ. الإخوان كشفوا عن وجههم القبيح في استغلال التظاهرات لإرباك الدولة واستهداف الأرواح وارهاب الآمنين وتحولت المسيرات من السلمية إلي الدموية.. فهل تشارك الائتلافات والقوي المختلفة في مسلسل إستنزاف المجتمع تحت مسمي حماية حق التظاهر الذي في الغالب أو الأكثر يأخذ الشكل السلمي؟!.. هل لو أجلنا هذه التظاهرات ولو بالاتفاق لمدة عام واحد سيسقط المكسب الذي يتحدث عنه الكثيرون باعتباره انجاز مكتسبا للثورة؟!.. لماذا لا نلتقط أنفاسنا أولا ونجعل العجلة تدور وبعد ذلك نخرج للتظاهرات أعتقد أن هناك منهجية ينفذها أصحاب المصالح لاستمرار الفوضي والتظاهرات مستغلين ضعف يد الدولة وترددها في مواجهة انتهاكات القانون واحترام حقوق الآخرين.. التظاهرات أصبحت الباب الخلفي للفوضي والتسيب والتخريب.. أوقفوها قبل أن تطيح بالباقي من مصر, التي أصبحنا نتسابق من أجل أن تهدم البقية الباقية من استقرارها.. لا تلتفتوا للمتاجرين بحقوق الإنسان الذين لن يهدأوا حتي تسقط الدولة. لمزيد من مقالات عزت عبد المنعم