لم يعد نشر العنف الملتحف بالدين مقصورا علي المساجد كما كان في الماضي, بل إن وسائل الاتصال الحديثة أدت إلي انتشار العنف من خلال( الانترنت), ليصبح التجنيد الإلكتروني أيسر السبل لتدمير المجتمعات.. لذلك لجأت مجموعة من الدعاة المهمومين بشأن الأمة إلي مشروع جديد يحمل عنوانا دالا علي معناه هو بصائر, ويهدف للتحاور مع الغلاة والمتطرفين الذين يمارسون نشاطهم ويقومون بتجنيد الشباب من خلال شبكة التواصل الاجتماعي ال فيس بك, وتسعي مبادرة بصائر للتفاعل الحقيقي مع تطور ظاهرة الغلو والتطرف وخاصة أن أكثر من80% من الغلاة المتورطين في أعمال عنف تم إقناعهم عن طريق الإنترنت. فكرة المشروع انطلقت من الكويت لكنه يمارس عمله في القاهرة من خلال اتفاقية تعاون مع مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا في مقر المجلس العالمي للدعوة والاغاثة, ويتكون المشروع من عدد من اللجان هي: اللجنة الالكترونية واللجنة التأصيلية ولجنة التدريب واللجنة الإدارية, ويقوم عليه عدد من المتطوعين الذين لديهم خبرة سابقة بميدان الغلو والعنف المنسوب إلي العمل الإسلامي. ويقول الدكتور عثمان عبد الرحيم المشرف علي المشروع, إن التحاور مع الغلاة والمتحمسين علي الانترنت بأسلوب علمي معمق, والطرح المنهجي البعيد عن الانتقاص والتعيير والحكم المسبق علي القناعات والرؤي هو شعار مبادرة بصائر,التي تنطلق من استيعاب الطرف الآخر وبناء فكره الإسلامي تجاه قضايا أمته المعاصرة بمنهج وسطي من خلال التحاور الالكتروني والتواصل من اجل سبل الخروج من محنة المسلمين عن طريق استنفاد حماسته في وسائل وأساليب وبرامج علمية ودعوية بعيدا عن العنف والاعتداء علي الآخرين. وتهدف المبادرةكما يقول عبد الرحيم- إلي نشر الوسطية والاعتدال مفهوما وضوابط وأحكاما في الوقائع والمستجدات من خلال الوسائط الإلكترونية و إيجاد البدائل السلمية والعلمية التي تستوعب طاقات المتحمسين من شباب الأمة,وصياغة برامج تدريبية علمية وعملية لتعريف الدعاة بوسائل التعارف والتواصل مع المتحمسين لردهم إلي رشدهم ووسطية إسلامهم. ويقول إن التحاور مع الآخر من موقع المحايد الباحث عن الحقيقة والمتفهم لحماسته المستوعب لأطروحاته وليس الحاكم مسبقا علي رأيه و المسفه لاجتهاداته من أهم أسس المبادرة,أما استخدام المصطلحات الحيادية فهو عنوان المبادرة, فنتحدث عن أن الشبهات هي( إشكاليات فكرية) والتطرف( غلو) والإرهاب( اعتداء وعنف) والتكفير( إجراء الأحكام الشرعية) والإرهابيون( المخطئون المتحمسون). ويتحاور المتطوعون في مبادرة بصائر من خلال شمولية الفكر والمقصود به فكر الأمة الشامل الذي عرفت به المنهجية الإسلامية منذ قرون, والمزاوجة بين الخطاب النصي والمقاصدي و الحديث الصحيح مع الرأي الصريح وتتعانق فيه المذهبية الفقهية مع الدليل الراجح من خلال موازنة منهجية دقيقة دون الميل إلي احد المدارس أو إقصائها. وينقسم العمل في المبادرة التي يعد من أبرز مستشاريها الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت, والدكتور بدر الماص الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي الأعلي للدعوة والإغاثة, ومروان الفاعوري رئيس المنتدي العالمي للوسطية الي مجالين: الأول هو التحاور مع الغلاة والمتحمسين من خلال شبكة المعلومات الدولية( الانترنت) من خلال محاورين علي أكثر من400 موقع للجهاديين والغلاة ومجموعات علي شبكة فيس بك من خلال موقع تفاعلي لمبادرة بصائر يشمل الإجابة علي إشكاليات الواقع الإسلامي المعاصر. والمجال الثاني هو مجال الدورات العالمية للدعاة والخطباء, وقد شملت هذه البرامج والدورات كلا من غاناروسيا كوسوفا ألبانياأوكرانيا الشيشان سرا توف موسكوبنماأمريكا الشمالية.. وتبدأ في مصر.