بعد المقاطعة.. بورصة الدواجن تعلن تحديثا جديدا لأسعار الفراخ البيضاء    وزير الخارجية السعودي يستقبل رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية    عبدالمنعم سعيد: أتوقع دخول حزب الله ساحة الحرب ضد إسرائيل في الأيام المقبلة    منتخب غينيا آخر المتأهلين إلى أولمبياد باريس 2024    حبس المتهم بقتل وتقطيع جسد سيدة في السلام    وصول مصطفى شعبان ومنة شلبي ونيللي كريم لعزاء والدة كريم عبد العزيز    قائد القوات الجوية يلتقي نظيره السعودي    رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات يستعرض الحساب الختامي للموازنة    أكرم القصاص عن تأخر مفاوضات التهدئة فى غزة: كل طرف يبحث عن أكبر المكاسب    بسبب رائحة غريبة.. طائرة ركاب تعود إلى فرانكفورت بعد إقلاعها    الرئيس السيسي يحذر من العواقب الإنسانية للعمليات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية    محلل سياسى فلسطينى: إسرائيل استغلت حرب غزة لتحقيق أهداف استراتيجية لها    مصطفى بكري: الرئيس السيسي أعاد لأهل سيناء حقهم    "بعد اقترابه من حسم اللقب".. كم عدد ألقاب الهلال في الدوري السعودي؟    الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية يستقبل وفد جامعة الدفاع الوطني الباكستانية    «بعد إلقاء ماء مغلي عليها».. التعليم تحقق في واقعة «تشوه» طالبة الجيزة.. خاص    حجازي: تصحيح امتحانات النقل داخل المدارس والتشديد على دقة رصد الدرجات    ننشر مذكرة دفاع حسين الشحات في اتهامه بالتعدي على محمد الشيبي (خاص)    البيوجاز قادم| إنشاء أول وحدة طاقة تجريبية تعمل بنبات «الأروندو دوناكس»    سر تواجد سيرين عبد النور في مصر    الأمم المتحدة: 80 ألف شخص نزحوا من رفح الفلسطينية منذ بدء العملية الإسرائيلية    أسماء جلال تنضم لفيلم "فيها إيه يعني"    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 6.. الجن روح تطارد بينو وكراكيري وتخطف زيزو (تفاصيل)    الأزهر للفتوى يوضح فضل شهر ذي القعدة    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: الزوجة مطالبة برعاية البيت والولد والمال والعرض    رئيس الوزراء يتابع جهود إقامة مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام في مصر    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    القباج تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    بنك التعمير والإسكان يحصد 5 جوائز عالمية في مجال قروض الشركات والتمويلات المشتركة    لمواليد برج العقرب والسرطان والحوت.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج المائية    تفاصيل مشروع تطوير عواصم المحافظات برأس البر.. وحدات سكنية كاملة التشطيب    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    "الخارجية" تستضيف جلسة مباحثات موسعة مع وزير الهجرة واللجوء اليوناني    مصطفى غريب يتسبب في إغلاق ميدان الإسماعيلية بسبب فيلم المستريحة    متحور كورونا الجديد «FLiRT» يرفع شعار «الجميع في خطر».. وهذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    محافظ أسوان: تقديم أوجه الدعم لإنجاح فعاليات مشروع القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    بعد قرار سحبه من أسواقها| بيان مهم للحكومة المغربية بشأن لقاح أسترازينيكا    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه في مستهل أخر جلسات الأسبوع    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.مختار عطا الله مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة :
انتهاك حقوق الإنسان في بلادنا لا علاقة له بالاسلام
نشر في عقيدتي يوم 04 - 12 - 2012

أكد الدكتور مختار عطا الله مدير مركز الدراسات والبحوث الإسلامية أننا في حاجة الي تفعيل خلق ¢ التماس الأعذار ¢ بدلا من حالة التربص والتصيد التي تسود مجتمعنا حاليا ..وأشار الي أنپالغلاة في الدين أساءوا للإسلام وأعطوا أعداءه فرصة ذهبية للطعن فيه ونسبة التطرف إليه والمخرج الوحيد من ذلك العودة الي ¢ شجرة الإسلام ¢ المتكامل بدلا من تجزئته حسب الأهواء.. وطالب بإحياء القيم الإسلامية الجديرة بالإحياء الحضاري بعد من حالة التخلف التي تعيش فيها أمتنا حاليا .. ودعا الي تجديد الخطاب الديني ليكون أكثر عقلانية وحكمة ومنطقية ويقدم نموذجا مشرفا للإسلام وقيمه الحضارية.
* تدعون إلي انتشار شيوع خلق ¢التماس الأعذار¢ حتي ينتشر التسامح للخروج من الأزمات الحالية في المجتمع؟
* * بالتأكيد لانه في ظل حالة التربص والتصيد السائدة حاليا سيؤدي الي انقسام حاد ومستمر يدفع ثمنه الجميع وليس هناك كاسب وخاسر من هذا الوضع المشحون ولهذا لابد شيوع خلق ¢التماس الأعذار¢ الذي يخرجنا من حالة الاستنفار الدائمة التي تسيطر علي البعض تجاه الأفراد الذين يعيشون معه المجتمع الإسلامي وما ينتج عن ذلك من التعسف في الأحكام ويستبدل هذا بحالة من المسامحة وتقديم حسن الظن واعتبار أن الأصل في الناس هو صحة الدين والحكم بخلافه لدليل.
* تؤكدون أن الأمة كلها وخاصة الدعاة فيها في حاجة ماسة إلي تجديد الفكر والخطاب الديني سواء فيما بين المسلمين وبعضهم أو بينهم وبين غيرهم ؟
* * التجديد سنة الله في خلقه ولهذا يدعو إليه الإسلام بشرط أن يكون منضبطا بالضوابط الشرعية حتي لا يخرج علينا كل زاعق وناعق يقول :¢أنا مجدد أو مجتهد ¢أو يتطاول علي فقهاء الأمة وكبار علماء مذاهبها بقوله :¢ هم رجال ونحن رجال ¢ . ولهذا فإن التجديد المنضبط للخطاب الديني يساعد علي معالجة الخلل في منظومة التفاهم سواء بين المسلمين وغيرهم أو بينهم وبين بعضهم.
أري أنه من أهم متطلبات التجديد التحديد الدقيق والحصري لما هو معلوم من الدين بالضرورة لأنه كم من المشكلات حدثت بسبب هذه الإشكالية ولن يكون هذا إلا بوضع الضوابط العامة الحاكمة لدخول التكليف المعين فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ومن هذه الضوابط أن تكون تلك التكليفات قد نطقت بها الآيات الصريحة وتواترت بها الأحاديث الصحيحة وأجمعت عليها الأمة جيلا بعد جيل وبهذا يمكن أن نغلق علي الغلاة إدخال ما يحلو لهم فيه ومواجهة استهزاء المنافقين وسخريتهم من بعض هذه المعلومات ودرء غلو الغلاة في اتهام العباد بالتقصير في حق الله وبعدهم عما أراده منهم وتعبدهم به.
ومواجهة أحكام الغلاة علي المجتمع الإسلامي باعتباره مجتمعا ملائكيا معصوما من الخطأ تتحقق فيه جميع مطلوبات المثال كما نزل وفتح باب الرجاء وترسيخ ثقافة التوبة عند المسلمين.
آلية الحوار
* طالبتم بالاعتماد علي آلية ثلاثية للحوار الناجحپمع الآخرپسواء كان مسلما أو غير مسلم فماذا تقصدون بتلك الثلاثية؟
* * يقصد بها الآلية التي تعتمد علي ثلاث خطوات لإقامة حوار مع الآخر سواء كان الآخر المذهبي أو الآخر الحضاري وهذه الخطوات هي ¢الاعتراف والتعرف والتعارف¢. ويعد الاعتراف هو نقطة البدء حيث ينظر كل طرف من المختلفين إلي الآخر علي أنه ذو هوية علمية تؤهله للدخول في الحوار وأنه يملك من المقومات ما يجعله فاعلا في إقامة المشترك العلمي أو الحضاري أو الديني بين الطرفين وبدون هذا الاعتراف ينغلق تماما باب الحوار حيث يسيطر الإلغاء والاحتقار والاستبعاد الفكري الاجتماعي والإقصاء الحضاري. أما التعرف فهو حرص كل طرف من المتحاورين علي أن يتعرف علي فكر الآخر ومواقفه وآرائه علي أن يتحلي كل طرف بروح الموضوعية والإنصاف. أما التعارف فهو الخطوة الثالثة والتي تمثل الغاية من الحوار أي التعايش والتعارف والتفاهم والتبادل العلمي والمعرفي والقيمي. وهذا ما جمعه القرآن في قوله تعالي¢ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا¢پ..
* لكم العديد من الكتابات في قضية ¢ الغلو في الدين ¢ وانها تسيء للإسلام فما هو الغلوپپمن وجهة نظركم ؟ ومتي نقول ان هذا المسلم الملتزم انتقل من ¢التدين¢ المحمود شرعا الي ¢ الغلو ¢ المنهي عنه شرعا ؟ وهل هذا الغلو أنواع أم انه نوع واحد ؟
* * اتفق الفقهاء والمفكرون الاسلاميون في مختلف العصور أن الغلو: هو مجاوزة الحد بالتشدد والتصلب في أمور الدين وهذا ما يجعلهم يقدمون خدمة لأعداء الإسلام علي طبق من ذهب وأعطاهم الفرصة للطعن فيه.پ
والغلو نوعان: أولهما: غلو اعتقادي نظري يتعلق بكليات الشريعة الإسلامية في جانبها الاعتقادي الذي يكون منتجا للعمل بالجوارح مثل الغلو في الأئمة والغلو في البراءة من المجتمع العاصي. وثانيهما: غلو عملي وهو ما كان عمليا مجردا وليس نتاج عقيدة فاسدة مثل قيام الليل كله وتحريم الطيباتپوكل ما يبتعد عن لسمات المميزة للوسطية في الافعال والاقوال.
شجرة الإسلام
* من المصطلحات التي تحرصون علي تأكيدها باستمرار مقولة ¢ شجرة الاسلام ¢ لتوضح شمولية وكمال الاسلام فلماذا هذا التشبيه ؟ وما أهميته في حياة المسلمين ؟
* * أقوم بتشبيه الإسلام بالشجرة نظراپپلما تحمله الشجرة الكاملة من معني البناء المحكم المتماسك فلا تكون الشجرة كذلك إلا إذا أُحكم بناؤها علي جذور ضاربة في أعماق الأرض ثم جذع يمتد في الهواء ثم وفروع تتفرع عنه ثم وثمار تتعلق بفروعها وأغصانها.
واذا أردنا أن نتعرف علي أجزاء ¢شجرة الإسلامپ¢ فجذورها: الإيمان بالله وصفاته حيث لا قيام لدين بغير هذه العقيدة. أما الجذع فهو الإيمان بالنبوة وما يتصل بها من مسائل لأن الإيمان بالنبوة مؤسس علي الإيمان بوجود إله رحيم لطيف يرسل رسله للناس ليخرجوهم من الظلمات إلي النور أما الفروع فهي ما يؤخذ عن النبوة من السمعيات والعبادات والمعاملات واخيرا الثمار الناتجة عن هذا كله فهي السعادتان في الدنيا والآخرة.
سوء المعاملات
* قلتم إن الفرع الثالث من شجرة الاسلام هو ¢ المعاملات¢ والتي تعد مشكلة المشاكل في حياة المسلمين حاليا حيث تتناقض أقوالهم مع أفعالهم أو أنهم اختزلوا الدين في بعض العبادات المظهرية ؟.
* * المقصود بالمعاملات الأحكام الكلية الواردة في الشرع والتي تنظم حركة الإنسان في الحياة وتضبط علاقاته بما حوله من عناصر الوجود فمثلا في باب علاقة الإنسان بغيره يقرر الشرع مجموعة من القيم التي تحكمها فيما يعرف بحقوق الإنسان وتستهدف هذه القيم التكريم المطلق للإنسان لقوله تعالي¢ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ¢ الإسراء70.
ومن عظمة الاسلام أن تكريم الانسان بوجه عام بشكل يفوق ما يدعو اليه دعاة حقوق الإنسان بالمفهوم الوضعي وهذه المعاملات من أسس دينه وايمانه أن النفس الإنسانية التي هي ما به يتكسب أفعاله إن هي إلا مظهر من مظاهر الروح التي هي ما به يكون حيًّا وباعتبار الروح نفخة من روح الله تعالي تكون الروح الإنسانية كائنًا مقدسًا فقال الله تعالي¢ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ¢ ومن ثم جعل الإسلام قتل نفس واحدة بمنزلة قتل البشر جميعا فقال تعالي¢ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسي أَوْ فَسَادي فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً¢
أمر الإسلام أتباعه بأن تتوافق أقوالهم مع أفعالهم حتي يكونوا صادقين يتمتعون بالقوة والعزة مثلما كان أجدادهم من الصحابة التابعين في عصور الإسلام الزاهرة في حين ذم من تتناقض أقوالهم مع أفعالهم مثلما هو وضع كثير منا الآن فقال تعالي ¢ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ¢ الآيتان 2-3 سورة الصف.
قيم النهوض الحضاري
* حتي تنتهض الأمة من كبوتها الحالية وتنهض وتستعيد مجدها الحضاري الضائع بعد قرون عديدة من الازدهار فما هي أهم القيم التي تحتاج إليها الأمة حاليا؟پپ
* * القيم السامية موجودة ولكننا في حاجة إلي تفعيلها في حياتنا تأتي في صدارة هذه القيم الأخوة في الله وتكافؤ الدم حيث قال تعالي¢ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةى¢ آية 10 سورة الحجرات وقوله تعالي "الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضي¢آية 71 سورة التوبة. تليها قيمة التعاون علي البر والتقوي تنفيذا لقوله تعالي¢ وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي¢ آية 2 سورة المائدة.پوكذلك قيمة الإيثار بمفهومه الشامل تنفيذا لقوله تعالي¢ وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةى¢ آية 9 سورة الحشر .
ولن تكتمل منظومة النهوض قيم الرحمة والرفق والإحسان والوفاء والالتزام بالحقوق وصلة الأرحام وإتقان العمل وغيرها كثير من القيم المرتبطة بضوابط المعاملات الإسلامية والأحكام الفقهية المتعلقة بالمعاملات المالية والتجارية والسياسية والعسكرية وغيرها حيث وضع الشرع من الأحكام الشرعية الحلال والحرام والمباح والمندوب ما يضبط حياة المسلم ونشاطه وينهض به من خلال إصلاح الدنيا بالدين لان في هذه الأحكام ما يضمن النمو والتفوق والازدهار هذه هي الثمرة للتطبيق المتكامل للإسلام.
الإسلام المتسامح
* الآثار العملية المترتبة علي توضيح المفهوم المتسامح والمتكامل للإسلام في مواجهة دعاة الغلو أو من يتهمون الإسلام بأنه بدين التطرف والغلو ؟
* * هذا يفيد بلاشك في مواجهة ثقافة اختزال الإسلام في جزء منه حيث أن كثيرا مما وقعت فيه طوائف الأمة من غلو كان سببه اعتبار جزء من الإسلام هو الإسلام كله والتغافل عن بقيته فمن ذلك غلو ¢جماعات العنف¢ في العدوان فقد نتج هذا عن اختزالهم الإسلام في الجهاد. ومنه غلو ¢الصوفية¢ في العزلة وترك العمل وإعمار الكون فقد نتج عن اختزالهم الإسلام في الزهد. ومنه غلو ¢العلمانيين¢ في محاربة تطبيق الشريعة فقد نتج عن اختزالهم الإسلامَ في العلم وهكذا.
حقوق الإنسان
* تقولون إن الإسلام سبق القوانين الوضعية في اقرار حقوق الانسان فما أهم تلك الحقوق ولماذا نجد هذه الحقوق منتهكة بين مسلمي اليوم علي عكس ما يأمرهم به دينهم؟
* * انتهاك حقوق الإنسان المقررة في الشريعة في بلاد المسلمين ليس عيبا في الاسلام بل انه يحسب علي المسلمين الذين ابتعدوا عن تطبيق تعاليم دينهم فيما يتعلق بحقوق الانسان وأهمها حقه في الحرية والكرامة وحرمة الدم والمال والعرض والتفكير والتعبير ولا يمكن فصل هذه الحقوق عن حقه في المأكل والمشرب والملبس وكذلك حقه في الأمن والأمان والرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية والتعليم والمعرفة وفق المنظور الإسلامي الذي جعل الحفاظ علي هذه الحقوق واجبا دينيا علي جميع من في المجتمع من حكام ومحكومين مما يخلق مجتمعًا إسلاميًّا متماسكًا.
الأصول والفروع
* فما هو الحل لهذه الإشكالية؟
* * الحل يكمن في مواجهة الخلط بين ما هو من أصول الدين وما هو من فروعه لأن هذا الخلط سبب في كثير مما غالي فيه الغلاة الذين لم يفرقوا بين أصول الدين وهي المسائل الاعتقادية المبنية علي دلالة قطعية وفق نص شرعي ثابت ثبوتا قطعيا وبين فروع الدين التي هي مؤسسة علي أدلة ظنية الثبوت وظنية الدلالة. فمثلا أدي الغلو في المنع من الخلاف في مسائل الفروع والتسوية بينها وبين مسائل الأصول التضييق علي الناس واسعا ويعسر عليهم ما أراد الشرع الحكيم تيسيره.
* هل معني هذا أن الغلو أدي إلي انتشار فكر التكفير وغيره من الأفكار البعيدة عن وسطية الإسلام وسماحته؟
* * الغلو رأس كثير من المفاسد مثل التكفير والتفسيق والتبديع لمجرد الاختلاف في مسألة من مسائل الفروع مع اعتبار المقصر في أداء فروع الدين خارجا عنه لتوهم ثبوت خطر له يكافئ خطر الخطأ في الأصول ولهذا لابد من تفادي الوقوع في هذا الغلو في بعض الفروع وتحويلها إلي أصول.
دين العقل
* ما هو دور العقل في مواجهة هذا الغلو باعتبار أن الإسلام دين عقلاني؟
* * الوسطية هي الحل في مواجهة الغلو مع التأكيد علي أن للعقل الإنساني دورا مركزيا مصدريا لمعرفة بعض مسائل الدين بالإضافة لدورها في الفهم الصحيح لبعض هذه المسائل التي مصدرها الوحي كما ان العقل يهدي الي دين الفطرة ويقصد به ذلك الإحساس الدفين المتمكن من كل واحد منا في أعماقه الذي يدعوه إلي التطلع إلي قوة غيبية مهيبة يشعر بوجودها من داخله لكي تعطيه إذا احتاج وتنقذه إذا اشتد به أمر وتستره إذا خاف أن يفتضح وتنصره إذا بغي عليه فإذا سألته عنها قال هي ¢الإله العظيم الواحد¢.
* لكن بعض الجهلاء أدعياء العلم حصروا الدين في لحية طويلة وثياب قصيرة وإهمال للجوهر واهتمام بالمظهر فماذا تقول لأمثال هؤلاء؟
* * أنصح هؤلاء بالبعد عن التعسف في تكفير المسلم وتفسيقه لأنه من المؤسف أن الغلاة الذين لا يفرقون بين ما يعذر فيه المسلم بالجهل وما ليس كذلك يتعسفون في إصدار الأحكام بالتكفير حينا والتفسيق حينا آخر بمجرد ثبوت عدم علمه بشيء من فضل المعلوم أو ترفه فتعم بذلك البلوي. وقد يصل إلي الحكم بذلك علي الأمة كلها وفي ذلك يقول ابن تيميه ¢ والذي نختاره ألا نكفر أحدا من أهل القبلة¢. وهذا يقتضي الامتناع عن تكفير أهل السنة خاصة وأهل القبلة عامة ومن العجيب ان درء غلو البعض دفعهم إلي تحريم الطيبات كمن يحرم ركوب السيارات واستخدام الأجهزة الحديثة ظنا منه أن النصوص لم تأت بشيء منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.