يعتبر الحب أسمي مشاعر الإنسان التي يحتاجها في كل مكان وزمان.. وفي اعتقادي أن الإنسان الفاقد لمشاعر الحب.. هو إنسان سطحي مغلف بالماديات قليل المعرفة.. جاهل القيم.. ناقص الفكر, والحب أيضا. عبارة عن أحاسيس سامية تعبر عن دقات قلب ينبض بنبضات موسيقية تأخذ بالقلب إلي أفاق السحاب.. وهو أيضا كتلة مشاعر تتحرك تحركا استراتيجيا نحو الآخر دون قيد أو دوافع مادية.. وهكذا أيضا الموسيقي.. فهي تأخذ أيضا بالألباب وتطوف بفكر الإنسان وقلبه وعقله إلي أرجاء الدنيا تمتعه وتسرقه من نفسه, ثم تأخذه بعيدا عن صخب الحياة ومعاركها وهمومها, والخلاصة أن الحب يحاكي مشاعر الإنسان والموسيقي أيضا. أما علاقة الحب والموسيقي بالمؤلف الموسيقي العالمي فريد ريك شوبان1849-1810 فيبدو واضحا من علاقة ذلك الفتي القادم من بولندا إلي باريس منذ طفولته ظهور حماسه وحبه وموهبته في التعلق بالموسيقي خاصة في العزف علي البيانو.. لدرجة أنه قادم بالعزف أمام حاكم بولندا وهو في سن الثامنة من عمره, ثم لفيف الطبقات الأروستقراطية الذي ملأ منزله في كل المناسبات الاجتماعية المختلفة هذا بالإضافة إلي حضور الشخصيات الفنية المرموقة وتشجيعهم له باستمرار.. ثم حضوره الحفلات الموسيقية دوما والاستماع إلي مشاهير الموسيقيين الذين عاصروه أمثال' فرانزليست وفيليكس مندلسون مما جعله ينهج التأليف الموسيقي الغاية في الرومانسية والمليء بالأسرار والخيال والتي تعبر عن عاطفة عميقة المعاني جميلة التأثير رائعة التعبير. مما جعل الناس يطلقون عليه' شاعر البيانو' الذين يعتبرون قمما في الموسيقي العالمية مما جعل جميع هؤلاء يجتمعون علي الإشادة بعزفه ومؤلفاته علي السواء.. يا سادة.. لقد أحب شوبان دراسة البيانو حبا حقيقيا.. فقام بتأليف الكثير من المقطوعات الرومانسية التي أثرت في الشعوب واستقطبتهم تماما وأصبح البيانو جزءا هاما في حياته.. فكتب الروائع التي مازالت جموع المثقفين تستمع إليها وتستمتع بها حتي اليوم.. لكنه لم يبلغ التاسعة والثلاثون من عمره حتي مات بالسل في باريس تاركا ثروة فنية رومانسية تستمتع بها الشعوب المثقفة والمطلعة علي أهمية حب الموسيقي الرومانسية ومدي تأثيرها النفسي في جموع المثقفين والمقدرين لأهمية أحدي أهم الفنون الجميلة وهي الموسيقي العالمية.