سوق الخميس كارثة عشوائية فرضت نفسها علي منطقة المطرية.. السوق استولت بالكامل علي شارع التروللي والشوارع المتفرعة منه ثم امتدت بقدرة قادر غربا إلي شارع الرشاح وشمالا إلي شارع ترعة الإسماعيلية. حركة المرور أصيبت تقريبا بالشلل.. فالسوق تسببت في انسداد الحركة المرورية بثلاثة من اهم شوارع المنطقة وكلها متصلة بشبكة طرق القاهرة الكبري. الاخطر هو استيلاء الباعة الجائلين ليس فقط علي الأرصفة وإنما علي ثلثي شوارع المطرية ومنها طريق ترعة الإسماعيلية وهو أحد مخارج القاهرة للمحافظات المجاورة والطريق الدائري, وطريق الكابلات الذي يربط المطرية بمصر الجديدة وايضا طريق ترعة الإسماعيلية بمطار القاهرة الدولي. أهالي المطرية أصبحوا تحت الحصار فالسوق أعاقت حركة السيارات والمشاة وحالت دون وصول سيارات الإسعاف و المطافئ و النجدة في حالات الطواريء فضلا عن الضوضاء والتحرشات والبلطجة. والغريب هو إهمال وصمت كل الأجهزة المسئولة بدءا من محافظة القاهرة وحي المطرية والشرطة الذين رفعوا جميعا شعار لانري ولا نسمع ولا نتكلم وكأن المطرية بأكملها سقطت من حساباتهم وكما يقول محمد عبد الله أحد سكان شارع التروللي إن الموقع الأول للسوق كان بميدان المطرية أمام مستشفي المطرية مما اعاق وصول سيارات الإسعاف والحالات الطارئة فتم نقل السوق الي شارع التروللي بحجة وجود مساحة فضاء مملوكة لهيئة الأوقاف تفتح علي شارعي التروللي والكابلات. وهذا القرار تجاهل أن الشارعين وهما من أكبر شوارع المطرية, بهما أعلي كثافة سكانية ومع احتلال باعة المفروشات والمواد القابلة للاشتعال لهما فإن المطرية الآن معرضة لحريق هائل علي غرار حريق البساتين مع الفارق أن البساتين توافر لها طريق لوصول سيارات الإطفاء, بعكس سوق الخميس. وتطرح أم منة من سكان المنطقة- مشكلة أخري خاصة بتلاميذ المدارس فتقول: كرهت يوم الخميس للمعاناة التي ألقاها فيه أنا وابني وابنتي ومعهما العشرات من زملائهما ونحن من سكان وسط شارع التروللي الذي لايمكن أن يصل أتوبيس المدرسة إليه يوم الخميس, ولم يتبق لنا سوي حلين كلاهما شاق, الأول أن نمنح أولادنا إجازة أو نصطحبهم بأنفسنا إلي مدارسهم. ويقول أشرف سمكري سيارات بأول شارع الكابلات ان السوق احتلت المساحات الموجودة امام محالنا مما منع وصول السيارات الينا بعد ان احتل الباعة الجائلون المنطقة وتسببوا اكثر من مرة في قطع كابلات الكهرباء. سوق الخميس أسهمت في ظهور موقف عشوائي للميكروباص والتوك توك والكلام هنا لعبد الراضي مسعد مما فاقم ازمة المرور في المنطقة. ويبقي السؤال: هل تتحرك محافظة القاهرة لنقل سوق الخميس إلي موقع آخر غير مأهول بالسكان أم ننتظر لحين وقوع كارثة أو حريق هائل يتسبب في سقوط مئات الضحايا الابرياء؟!