اخيرا اعترف وزير الخارجية الامريكية جون كيري بأن خروج المصريين بالملايين الي الشوارع والميادين كان العامل الحاسم في انحياز القوات المسلحة الي مطالب الشعب المصري لإنهاء حكم جماعة الاخوان وعزل الرئيس مرسي استجابة لإرادة شعبية كاسحة, لأن الجيش المصري كما يقول وزير الخارجية الامريكية الان, لم يتدخل من اجل البقاء في السلطة وسلم مقاليد البلاد الي حكومة مدنية, لكنه تدخل من اجل تجنيب مصر مغبة حرب اهلية.., وأظن ان هذا الاعتراف المهم رغم انه جاء متأخرا يلزم واشنطن اعادة النظر في مجمل مواقفها من الثورة المصرية, خاصة انها اسرعت دون اي مسوغ في تاخير تسليم طائرات اف16 الاربع الي مصر في الموعد المحدد, عقابا للقوات المسلحة المصرية علي جرم لم ترتكبه!, وشجعت جماعة الاخوان علي ان تعلن نوعا من العصيان المدني الممزوج بالعنف, كما شجعتها علي شطط مطالبها الي حد الاصرار علي عودة الرئيس المعزول رغما عن ارادة30 مليون مصري خرجوا الي الشوارع والميادين يطالبون بإنهاء حكم جماعة الاخوان. ومع الاسف تتناسي الولاياتالمتحدة مطالب مصر المتكررة من واشنطن خلال مراحل الازمة بضرورة ان تتدخل لدي اصدقائها في جماعة الاخوان كي تعيد الجماعة النظر في سياساتها التي ادت الي غضب غالبية الشعب. سكتت واشنطن عن حصار المحكمة الدستورية العليا, ولم تفتح فمها بكلمة اعتراض واحدة علي حصار مدينة الإعلام او قطع الطرق والمحاور في القاهرة, ولم تعترض علي منع الجماعة اقباط مصر من ممارسة حقهم في الانتخاب عنوة واكراها, واصبحت مع الاسف مثل البغبغاء تتحدث فقط عن اهمية صندوق الانتخاب وكأنه قدس الاقداس, رغم علمها الاكيد بان اعداد الذين خرجوا في تظاهرات يونيو يفوق بمراحل عدد الذين ادلوا بأصواتهم في أنتخابات الرئاسة الاخيرة, والادهي من ذلك كله ان تصمت واشنطن عن هذا التحالف البغيض الذي ربط جماعة الاخوان بتنظيم القاعدة الذي يهدد امن مصر في سيناء, وأظن ان ذلك السكوت المريب هو كبيرة الكبائر التي ارتكبتها واشنطن في حق المصريين وتستحق اعتذارا عاجلا. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد