لا أعتقد أن تشدد قادة جماعة الاخوان المسلمين في فرض شروط شبه مستحيلة تطالب بعودة الرئيس المعزول للدخول في عملية المصالحة الوطنية. سوف يلزم غالبية المصريين الاذعان لهذه الشروط خوفا من الحرائق التي تهدد الجماعة باشعالها في كل ارجاء الوطن!, كما ان هذا التشدد لن يعفي قادة الجماعة من اثار اعصار قادم لا محالة, يمكن ان يعصف بمصير الجماعة لعقود قادمة, منشأه الغضب العارم الذي يجتاح قواعد الجماعة من حجم الخسارة الفادحة التي منيت بها, والتي تتجسد في كراهية المصريين العميقة لحكم الجماعة, ويصعب تبريرها بتعليق الاسباب علي شماعة الاعلام المضلل, او اختراع عدو وهمي للجماعة يتمثل في الولايات المتحدة!, التي يعرف الجميع انها كانت السند الاول والاخير لحكم الرئيس المعزول وجماعته, وحتي لو نجحت تهديدات الجماعة في هز استقرار مصر ولن تنجح لن يقبل المصريون الاذعان لمطالب الجماعة.., واغلب الظن ان اثار هذه التهديدات سوف تنتهي خلال مدة زمنية محدودة, لكنها سوف تزيد من كراهية الناس للجماعة وربما تؤدي الي اجتثاث جذورها. وربما يكون اقصر الطرق لإعادة تأهيل الجماعة بما يمكنها من اختصار الفترة الزمنية لأستعادة بعض الثقة المفقودة ويساعدها علي استيعاب الاعصار القادم, ان تعترف الجماعة في رسالة اسف للشعب المصري بأخطائها الفادحة, وتقدم اعتذارا علنيا عن جرائم العنف التي ارتكبتها في حق المصريين منذ مقتل الخازندار في الاربعينيات الي محاولة اغتيال عبدالناصر في الخمسينيات, الي اعمال العنف وقطع الطرق واستباحة دماء المصريين في الاحداث الاخيرة, مرورا بتكفير المجتمع المصري الذي روجت له كتابات وافكار سيد قطب في الستينيات, لكن الاعتذار والاسف لا يدخلان ضمن ادبيات جماعة الاخوان. والاكثر احتمالا ان يتشبث قادة الجماعة بالرفض, ويتمسكون بفرض شروطهم المستحيلة املا في خروج امن من الازمة, يعفيهم من جرائم العنف والارهاب التي ارتكبتها الجماعة ويصعب علي الجميع غفرانها او نسيانها خاصة ان بينها جرائم تصل الي حد الخيانة العظمي. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد