التغيير سنه كونية وفطرة إنسانية فاستمرار الحياة علي ما هي عليه يجعلها كالمياه الراكدة بكل ما فيها من ضرر بيئي وصحي. قل أرءيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الي يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون وهذه هي مهمة التغيير ليكون ايجابيا وليس مجرد التغيير ليكون بهدف التغيير بل ليكون اصلاحا علي مستوي الفرد والمجتمع. - فالتغيير لابد أن ينطلق من الواقع وينتهي اليه بأحوال أفضل, ماديا فعليا وروحيا معنويا, من منطلق فقه الاولويات وليس مجرد التغيير في أي قضية كانت وهو أمر يحتاج لوعي فردي خاص ومجتمعي عام خصوصا في أحوالنا المصرية الحالية بعد الثورة حيث نتطلع جميعا بقلق بالغ الي التغيير الي الافضل في معظم المجالات ويستحيل أن يتحقق ذلك دفعة واحدة بل لابد من الاولويات. كما أن التغيير الايجابي الي الافضل مرتبط تماما بالتجديد من حيث المضمون وليس فقط من حيث الشكل الذي نلاحظه في كثير من وسائل الاعلام خصوصا المرئية والتي تعتمد علي الاثارة دون التركيز علي الموضوعية في مضمون الرسالة التي تصل الي المجتمع وهو أمر يحتاج لتفصيل ليس هذا مجاله. -ونحن بعد الثورة المباركة اذ نتطلع جميعا الي النهوض بأحوالنا في شتي المجالات,لابد أن نؤكد أنه في مناخ الحرية الذي يقوم بالنهضة هو الافراد والمجتمع, لا أحد غيره, وبالتالي وبداهة لابد أن تنطلق هذه النهضة من ثقافة ومبادئ ومرجعية المجتمع المتمثلة في الهوية الاسلامية الحضارية التي تستوعب الجميع علي حد سواء. -واذا أجمعنا جميعا علي أن كل ذلك يحتاج الي اراده فردية ومجتمعية هائلة ليوضع الامر محل التطبيق علي المستوي الخاص والعام فلابد من تغيير واحلال لقيم ومفاهيم محل أفكار وسلوكيات كانت وما زالت متفشية في مجتمعاتنا وتمثل أهم الاسباب الرئيسية في تأخير سرعة قطار التحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية, مثل ضرورة تقديم المصلحة العامة للمجتمع علي مصلحة الفرد الشخصيه في اطار الموضوعية الوطنية بدلا من الفئوية الحزبية وهو أمر يرقي في ظروفنا الفارقة الحالية لان نعتبره من شريعة الاسلام والتي هي مقررة دستوريا والا وبكل وضوح لا أمل في التغيير الي الافضل... -وبالتالي فالمنطق يؤدي بنا الي ضرورة ربط الارادة المأمولة بأحد أركان الهوية الحضارية الاسلامية للمجتمع وهي صيام رمضان الذي يمثل فرضا وشرعا مركز تدريب شهري من كل عام علي ثقافة المقاومة وجهاد النفس اللازم لتحقيق التغيير الي الافضل وصولا الي الموضوعية الوطنية في كل المجالات السياسيه والاقتصادية والاجتماعية والا فلا يتحدث أحد عن الامن والاستقرار والتنمية. - فكل الامم أو الدول المتقدمة حاليا لم تنهض بعهد جديد بعد ثورة سلميه, تهدف للحرية والنهضة, الا بالموضوعية الوطنية كحتمية بديهية دنيوية فقط فما بالكم ان كانت عندنا أيضاكفريضه شرعيه بالمقام الاول. - فلنبدأ الصيام بارادة التغيير في أثناء الشهر المبارك وباذن الله علي موعد بمقال آخر بعد نهاية الشهر لتأكيد فرضية وحتمية ارادة التغيير طوال العام.