من المؤكد ان حكومه الدكتور عصام شرف قد ارتكبت خطا فادحا باختيارها مسيحيا لتولى منصب المحافظ فى قنا . ومن المؤكد ايضا ان زعماء الاحتجاجات والمظاهرات فى المحافظه يرتكبون خطيئه فى حق الوطن بردود افعالهم العنيفه على القرار، وفى كل الاحوال وايا ما تكون النتائج فان الخاسر الاكبر وربما الوحيد هو مستقبل هذا الوطن. معايير اختيار قيادات الاداره المحليه فى بلادنا قبل وبعد الثوره، يؤكد بوضوح ان شيئا لم يتغير، والا فلماذا لم نسمع عن موظف من اجهزه الحكم المحلى نفسها قد ترقى حتى اصبح محافظا , واصبح المنصب مقصورا على بعض فئات المجتمع دون غيرها . الفساد فى المحليات للركب ،كان هذا شعارنا وما زال , علنا وعلى الملأ, ولكن هل يستمر هذا الحال حتى بعد قيام الثوره هذا هو السؤال الذى ينبغى ان نجيب عليه واقعيا على الارض وليس بالشعارات التى لم تعد مقبوله. هل استشارت حكومه الثوره مراكز الدراسات والابحاث قبل ان تقوم باعلان حركه المحافظين, اذا كانت حقا تؤمن بدورها الهام خاصه ان دراساتها تكلف الدوله الملايين ولا تجد من يقرأها ؟. ولو كانت حكومه الثوره تؤمن حقا بعدم التمييزبين المواطنين بسبب الدين او الجنس , لاختارت عددا اكبر من المسيحيين لمنصب المحافظ ,ولكان من بين المحافظين امرأه أو اكثر , ولكنها اثرت السلامه واستسهلت فاختارت مسيحيا واحدا ليخلف مسيحى اخر فى نفس المحافظه وكأن قنا أصبحت (كوته) للاخوه المسيحيين ..... السطور السابقه هى مقتطفات من مقال نشر بالأهرا فى 20 4 2012 تحت عنوان , محافظ قنا .. الخطأ والخطيئه !. فهل تغير شئ فى مصر سوى أن التمييزتضاعف فأصبح بين المسلمين أنفسهم , عندما وقع اختيار الرئاسه على محافظ سلفى جهادى قيل أنه متهم فى ارتكاب مجزره الاقصر ضد السياح الاجانب ليتولى اداره شئون أهم محافظه سياحيه فى مصر واحدى اهم منطقه أثريه فى العالم فى عهد الرئيس الاخوانى الدكتور محمد مرسي ؟ فما الذى تغير فى بلادنا ؟ لا المحافظ الجديد تنازل عن أفكاره ولا هو خبير بشئون السياحه , ولا السياح الأجانب قرروا ارتداء النقاب أثناء زيا رتهم لبلادنا . فى مصر الاخوان المسلمين يبدو أننا نعرف ماذا لا نريد , ولكننا لا نعرف ماذا نفعل ؟ ولو فعلنا فدائما مخطئون , هل عقمت مصر مثلا عن انجاب مواطن,أى مواطن ! , يصلح محافظا للاقصر الا هذا الرجل الطيب ؟ مالذى نفعله بأنفسنا أمام العالم ؟ وما هى الرساله التى تحملها حركه المحافظين الأخيره للداخل والخارج فى هذا التوقيت القاتل من مسيره بلادنا بعد نصف ثوره 25 يناير البائسه ؟ وهل هذا هو المشروع الاسلامى الذى نرتضيه ؟ نرحب بالكاسيات العاريات من أجل الدولار , ولكن برعايه جلابيه قصيره ولحيه طويله ؟...أزمه الاسلاميين فى السلطه معقده , فالحياه فى نطاق الجماعه الصغيره خاصه لو كانت سريه ,أسهل كثيرا من التربع على عرش دوله كبيره وعريقه وقديمه . والمشروع الاسلامى الكبير ليس مجرد فتاوى تكفير ومحاضرا ت وخطب ومواعظ هنا وهناك , ولكنه عمل يصدقه الواقع الذى مازال يرفض أو على الأقل يتحفظ على مشروع بلا ملامح لا علاقه له بالشرع أو الشرعيه . فى عالمنا مئات المشروعات الاسلاميه وكل منها لديه مرجعيته الفقهيه , كلها تصلح لاداره جماعه منعزله عن بقيه الجماعات , وكلها أيضا لا ترقى لاداره دوله واحده . ويبدو أننا سنعانى كثيرا حتى تتفق المذاهب والاهواء – لو أتها اتفقت - على الأقل فى مصر حتى تتوافق كل الجماعات والمرجعيات على حد أدنى لشكل ومضمون المشروع الاسلامى , فالرياح القادمه على المنطقه العربيه اسلاميه , ولكن لأنها غربيه فلن تكون ممطره , وان أمطرت فماؤها الحجاره والمولوتوف والرصاص , ولا عزاء لمنتسبى الدوله المدنيه القانونيه . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب