رغم عمرها الصغير جدا علي شاشة قطاع الأخبار إلا أنها استطاعت أن تجذب إليها الأنظار, خاصة أنها مثقفة جدا وعلي درجة عالية من المعرفة والخبرة في العمل التليفزيوني. فهي حاصلة علي ماجستير الإعلام والآن في مرحة إعداد الدكتوراة في الإعلام السياسي. إنها' دينا فكري' مذيعة قطاع الأخبار وبنت بور سعيد التي استطاعت أن تجذب أنظار المشاهدين سواء في نشرات الأخبار أو في برنامج' صباح الخير يامصر', وفي برامج أخري علي' قناة صوت الشعب', وهي هنا تؤكد في حوار خاص جدا أنها من جيل مذيعات قطاع الأخبار المظلومات, وتتحدث بكل حرية عن حقيقة المنع والمنح في القطاع الذي تعمل به. بداية: مالذي يصنع المذيع, هل ثقافته أم حضورة أمام الكاميرا ؟ الذي يصنع المذيع أشياء كثيرة جدا, أهمها علي الاطلاق ان يمتلك الطلة الحلوة كما يقولون, فاذا كانت له هذه الطلة فإنه يبدأ أولي وأهم خطوات النجاح الحقيقي مع الجمهور الذي يستقبلة في إطار برنامج أو نشرة اخبارية, ويحتاج بجوارها إلي القدرة علي الاداء الجيد والثقافة الغزيرة جدا, فمذيع الاخبار يجب عليه أن يكون أكثر غزارة في الثقافة والاطلاع عن أي مذيع آخر لأنه هو الذي يطلع الناس علي حقائق الأمور, خاصة اذا كان يقدم برنامجا إخباريا أو حواريا إخباريا مثل' صباح الخير يامصر' علي سبيل المثال وبالتالي لابد أن يملك المعلومة. لكن هذه مواصفات تنطبق علي مذيع الأخبار أوغيرة فالمذيع عموما لابد أن يكون مثقفا ؟ احيانا لايكون المذيع أو مقدم البرنامج لديه قدر من الثقافة بل, في غالب الأحيان بعض المذيعين والمذيعات يتحدثون من واقع عمل المعد أو المخرج الموجود علي' الايربيس', لكن يبقي علي أن يكون لديهم خفة حركة في سرد المعلومات والرد أثناء الحوار بالمعلومة التي تجعل الضيف يحترم هذا المذيع, وعلي مذيع الأخبار أن يكون هو من يمتلك هذه الملعومات. إذن الثقافة والحضور معا مطلوبان في المذيع الإخباري ؟ بالطبع لابد أن يجتمع الاثنان في المذيع الاخباري والحقيقة أن التليفزيون المصري يوجد به كثير من المذيعين والمذيعات الذين لديهم هذه القدرة, بل إن الجيل الحالي من مذيعات الأخبار لديهم القدرات الهائلة والضخمة التي تجعلهم نجوما في مجال الأخبار, بل إنهن بالفعل نجوم علي الشاشة, ولديهم القدرة علي جذب المشاهد, سواء كانوا مذيعين أو مذيعات, لكن هذا الجيل مظلوم, فهو يعمل في ظروف صعبه ظروف, ولايستطيع أحد أن يتحملها أما أنك تقابل مشاهدا يرفضك أحيانا لشخصك أو ليس لأنه ليس معجبا بك, إنما لأنه يشك في المعلومات التي يقولها له المذيع. نعم هناك محاولة تشكيك في التليفزيون الرسمي وفي اخباره و معلوماته, لكن ذلك يجافي الحقيقة, فنحن ملتزمون جدا في الخبر, ولا نستطيع تزيف أو تغيير أي خبر, ومع اننا نعمل في مثل هذه الظروف إلا أننا نشعر بالنجاح بحسب رأي الجمهور. هل هذه فقط هي أسباب الظلم الذي يقع علي هذا الجيل من المذيعات والمذيعين ؟ هناك اشياء أخري بالطبع, فنحن الوحيدون الذين نعمل بدون تنجيم أو تسليط أضواء كاشفة علينا, فمثلا تشاهد نشرة الأخبار لاتعرف اسما لأي مذيع أو مذيعة يقدمها, فلايكتب أي اسم علي الشاشة وبالتالي لايعرفنا أحد, بعكس أي قناة إخبارية تكتب الاسم علي الشاشة لمدة30 ثانية علي الأقل, حتي لو كانت هذه المذيعة أو المذيع معروفا للناس أووصل إلي قمة النجومية, لكنه يبقي تعريف اسمه للناس كما نلحظ في تليفزيون'BBC أوCNN أو حتي الجزيرة والعربية, أما نحن فليس لدينا هذه التقاليد. ثم إننا نظهر لمدة واحدة فقط علي الهواء في برامجنا بدون إعادات, وبدون إعلانات, وبدون تنويهات, في حين أن غيرنا من المذيعات والمذيعين العاديين يحظون علي الاقل بإعادة برامجهم علي الشاشة, وكلها ظروف لاتخدمنا علي الإطلاق, مع أنها تقاليد لن تكلفنا شيئا, خاصة أننا لانطالب مثلا غيرنا بإعلانات' أوت دور' علي كوبري أكتوبر أو الدائري أو في المجلات والجرائد, لذا فنحن جيل مظلوم جدا. لكن تمارس عليكم رقابة ولو شفهية في قطاع الاخبار في أمور أو موضوعات بعينها ؟ عن نفسي لم يتحدث أحد معي فيما أقوله أو لا أقوله, بل لم تأتني أي تعلميات للحديث عن أي موضوعات بأن تقولي كذا أو لاتقولي كذا, بل بالعكس أنا أتكلم علي حريتي تماما في إطار من المهنيه التي يجب اتباعها بما يعني إعطاء الفرصة للرأي والرأي الآخر, فالحقيقة لايمنع أحد منا من الحديث في شيء وليس هناك قائمة ممنوعات لأحد خاصة المذيعين. إلي من تدينين بالفضل في توجيهك وصناعة المذيعة' دينا فكري' ؟ هناك كثيرون بالفعل ساهموا في صنع المذيعة' دينا فكري', وأولهم الاستاذة' سميحة دحروج' رئيس قناة الأخبار السابقة, والتي استفدت منها جيدا, أيضا الأستاذ محمد عبد المتعال الذي أصبح الآن رئيسا لقناة' الحياة' فضلا عن والدي ووالدتي اللذين ساعداني جدا كي أعمل مذيعة.