قرار وزير الإعلام بالسماح لمذيعات النشرات ومقدمات البرامج فى قناة النيل للأخبار بالظهور على الشاشة بالحجاب، لم يكن مفاجئاً، ولا علاقة له بوصول رئيس إخوانى إلى السلطة فى مصر..فثورة 25 يناير أعادت المظلومين والمغضوب عليهم إلى الشاشة..وكثير من مذيعات التليفزيون المصرى ظهرن بالحجاب على شاشات كل القنوات قبل قرار الوزير صلاح عبدالمقصود. وقد سبقتنا قنوات عربية كثيرة فى اتخاذ هذا القرار، وهناك مذيعات شهيرات فى الجزيرة والعربية يرتدين الحجاب، وبعضهن ارتدينه بعد سنوات من الإطلالة على الشاشة..فلا عائق ولا مبرر يمنع من ارتداء المذيعة للزى الذى تراه مناسباً لها..والاحتشام واجب فى كل الحالات..ليس فقط لمذيعات النشرة، ولكن لكل من تظهر على الشاشة وتخاطب الملايين وتدخل البيوت بدون استئذان..وفى الهند التى يفوق فيها عدد السيخ والهندوس أعداد المسلمين، صدر قرار منذ سنوات يمنع المذيعة من الظهور على الشاشة عارية الذراعين. وفى كل دول العالم، بما فيها أمريكا وأوروبا حيث الحرية بلا حدود، يلزم لمذيعة النشرة ومقدمات البرامج الحوارية مظهر لائق وجاد ومحترم..أما أن نقلد بعض القنوات اللبنانية فى التعرى وتجاوز كل الخطوط الحمراء، فهذا مما يدخل فى باب التقليد الأعمى. والأهم من الالتزام بزى معين، هو الالتزام بأدب الحوار والثقافة واللباقة والطلة المميزة على الشاشة واحترام الضيوف وعدم مقاطعتهم أو «التباسط» معهم، أو محاولة الحجر على آرائهم، أو دفعهم دفعاً لتبنى وجهة نظر المذيعة..وعدم ارتداء المذيعة المنضبطة الموهوبة للحجاب لا يضعها على الإطلاق فى دائرة الهجوم أو الانتقاد، فكما نحترم الحرية الشخصية للمذيعة المحجبة، وندافع عنها وهى تطالب بحقها فى الظهور على الشاشة بالزى الذى تستريح له ويتفق مع قناعاتها، يجب أيضاً ألا نتخذ من ذلك ذريعة لإدانة الأخريات أو الانتقاص من حقوقهن. فمصر ما بعد 25 يناير، يجب ألا تتلون بلون واحد، وينبغى ألا نعطى الفرصة لتيار أو فصيل واحد من اليمين أو اليسار لأن يملى علينا قناعاتنا ويختار لنا ما نرتديه..ولذلك نرحب تماماً بقرار وزير الإعلام..ونفهمه فى سياق المزيد من الحرية وليس التضييق أو التمييز.