قد يتصور البعض أنني أتحدث عن موضوع الأزمة القائمة في مياه حوض النيل وما يدور خلف الكواليس من اتفاقيات أو محاولات للاتفاق حول الحصص الجديدة لمياه النيل, والتي تحاول فيها مصر جاهدة أن تحافظ علي حقها الأصيل من النهر العظيم بل وزيادته في مواجهة المصالح المشروعة للدول الصديقة المطلة علي شريان الحياة في القارة الإفريقية وهو حديث هام يطول شرحه ونحتاج الي متابعته بصورة مستمرة لأنه يعد أهم قضايا العصر لمصر, ولكن حديثي اليوم لا يبعد كل البعد عن هذا الموضوع بل ويعد فرعا من الأصل وهو حديث الشجون التي يعاني منها الكثير من أهالينا في محافظاتنا وقرانا وهو المتمثل في انقطاع مياه الشرب لمدد طويلة عن هذه المناطق بعد بدء مشروعات تقوم بها الدولة لادخال مياه الشرب العذبة اليها الا أن هذه المشروعات بعد بدء الحصول علي نتائجها يبدو أن بعضها قد توقف تماما خاصة في قري محافظة الفيوم مما حرم المواطنين تماما من مياه الشرب وأدي بهم الي اللجوء لشراء المياه من سيارات تجوب قراهم وتستغل أزمتهم, ويستمر الوضع علي هذا الحال دون الاعلان عن موعد انتهائه وأسباب الأزمة ولم يتقدم أي مسئول بالشرح ولم يتم حل الأزمة حتي الآن, وبالطبع يتواكب مع ذلك انقطاع التيار الكهربي المتكرر سواء في المدن أو في القري لعدة مرات في اليوم الواحد بحجة ازدياد استخدام الكهرباء في فصل الصيف مع تشغيل أجهزة التكييف, واذا صح هذا الادعاء بالنسبة للمدن فكيف يصح في قرانا, هذا مع الحاجة الشديدة للكهرباء لمشروعات الري تجنبا لمعاناة زراعاتنا ومحاصيلنا ومن ثم حدوث أزمة بالغذاء, ولا ننسي أن هذه الأزمة تزامنت مع امتحانات نهاية العام الدراسي لأبنائنا, وهذا كله أيضا دون شرح من أي مسئول أو ادلاء بأية تصريحات جديدة سوي التصريحات المستهلكة التي لا تحل ولا تربط وتؤدي الي المزيد من المعاناة وسخط المواطنين واحساسهم بفشل الحكومة في مواجهة أزمات لم تكن قائمة من قبل, وهو الأمر الذي يتطلب مواجهة حاسمة وفعالة وواقعية من جانب الدولة حتي لا تزيد أعباء المواطنين ولا يطول أمد المعاناة مع ضرورة بذل كل الجهد لإنهاء أزمة المياه مع دول حوض النيل لأن الماء خط أحمر في حياتنا جميعا. لمزيد من مقالات نهال شكري