كباري عبور المشاة صممها الخبراء في الأصل لخفض معدلات الحوادث علي الطرق السريعة و مداخل المدن والقري, لكن هذه الكباري خاصة المعدنية منها بدأت تتصدع أخيرا مع غياب الصيانة وتأثرها بالعوامل البيئية. الحادث الأخير كان انهيار كوبري للمشاة فوق سيارة ميكروباص مما تسيب في وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة7 آخرين, والمؤكد أن هذا الحادث لم يكن الأول ولن يكون الأخير. يقول المهندس ناصر عجلان ان كباري المشاة هي فكرة بسيطة انتقلت من الطبيعة ومن الغابات الي المدينة ولهذا فكباري عبور المشاة هي جسور بسيطة جدا ولا يوجد لها نموذج محدد يستخدم في انشائها اما الخرسانة او الحديد او الخشب او المعدن وهو الاسرع والاقل تكلفة ويعتمد علي طول الكوبري وارتفاعه والمسافة من الدعامة الي الدعامة الاخري وعرض كباري المشاة يمتد من مترين الي ثلاثة امتار. وعند انشائه يجب مراعاة حسابات القوي والعزم, كما ان نوع التربة عليه عامل كبير وسوء الاستخدام وعدم المتابعة والصيانة يقف خلف الكوارث التي حدثت والتي ستحدث لكباري عبور المشاة في مصر. إجهاد المشاة ويؤكد المهندس اسامة عبد الرحيم استاذ الطرق والكباري أن حالة اكثر من55% من كباري المشاة في مصر سواء في المدن او الاقاليم او علي طرق السكك الحديدية سيئة للغاية وتهدد بحدوث كوارث علي فترات زمنية متباعدة وترجع الاسباب في ذلك الي قلة الصيانة والي الاجهادات الزائدة والي الاستطالة اللدنة او تناقص مساحة مقطع القطاع الحديدي المستخدم في جسم الكوبري وحدوث التواءات في العناصر المضغوطة وحدوث اي اصطدام بجسم الكوبري يودي الي حدوث شروخ او انهيار للكوبري.. ولتجنب ذلك يجب البدء الفوري والسريع في عملية فحص اجساد كباري المشاة واعداد تقرير في كل محافظة عن حالة كباري المشاة في كل قرية ومدينة ومحافظة ولدينا الكفاءات اللازمة لذلك ويتم ذلك الفحص ببعض الاختبارات ذات التقنية المتقدمة لفحص العناصر المعدنية باستخدام المسح بالكمبيوتر لتصوير ووصف العيوب الداخلية وكذلك استخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن الشروخ في الاماكن المسطحة لتحديد منشا الشروخ وطرق علاجها قبل حدوث الكارثة. نقطة أخري يضيفها الدكتور ابراهيم حسن استاذ البنية الاساسية والتخطيط العمراني أن ما وصلت اليه الكباري بصفة عامة وكباري المشاة في مصر بصفة خاصة من حالة سيئة يعود الي طرق انشاء الكباري التي لم تراع المعايير العالمية ولاحتي الكود المصري الخاص بإنشاء الكباري وصيانتها والذي صدر عام1996 والذي حدد خامات خاصة لانشاء كباري عبور المشاة وارتفاعاتها وطرق تصميمها وفقا للقواعد العالمية. قواعد تخضع وتحدد اختبارات وقياسات تضمن بقاء الكوبري100 عام في الخدمة. لكن للاسف عدم مراعاة ذلك في كباري المشاة ادي الي ظهور عيوب في اجسام الكباري من تشققات. وهبوط في بعض الاجزاء وانهيار للفواصل مما يؤدي الي وقوع عشرات الحوادث علي الكباري. كما ان عمليات الصيانة لاتتم بشكل علمي لانها لاتتم عن طريق إزالة القشرة الاسفلتية بل يتم الرصف فوقها مما يحول الكباري الي طرق مقلوبة بمعني ان سمك طبقة الرصف تكون اكبر من الاساس لتظهر بذلك الارتفاعات المختلفة في الكوبري. الكباري الحائرة ويضيف المهندس علي احمد يوسف بان مشاكل كباري المشاة في مصر هي مشاكل تراكمية حيث انه لا توجد ادارة خاصة للاشراف عليها فبمجرد تسليم الكوبري الي المجلس المحلي او مجلس المدينة او المحافظة ينتهي دور الهيئة وبالتالي المجالس المحلية ومجالس المدينة ليس لديها ما تقدمه في هذا الموضوع من صيانة ومتابعة لحالة كباري المشاة خاصة فهناك مشاكل تراكمية علي اجساد الكباري في مصر والاقاليم خاصة في الفواصل وبلاطات الجزء العلوي وبعض الكمرات خاصة في الكباري الساحلية نتيجة لعوامل الطقس المتغيرة والامطار ويضيف المهندس علي يوسف ان من العيوب الشائعة في الكباري المعدنية والتي غالبا ما تستخدم للمشاة هي الصدأ والشروخ والاجهادات الزائدة نتيجة لمرور حمولات ثقيلة عليها بكثافة دون مراعاة ظروف الكوبري الانشائية. و كذلك الشروخ وهي عادة تنشأ عند الوصلات بمناطق نهاية اللحام أو الأماكن المؤكسدة المتآكلة من العنصر وعندئذ تزداد عبر القطاع حتي يحدث الانهيار له.مثلما حدث اخيرا في كوبري المشاة في مدينة العبور والذي انهار فوق سيارة ميكروباص وأدي الي وفاة3 اشخاص واصابة7 اخرين كما ان هناك بعض الشروخ المهمة تحدث في الكباري المعدنية من جراء الأحمال المتكررة(fatiguecracking) يمكن أن يتسبب في الانهيار المفاجئ ويؤدي إلي الكوارث. ويمكن اكتشاف الشروخ بالفحص البصري بعد تنظيف أسطح تلك الأجزاء جيدا أو بعمل بعض الاختبارات مثل فحص الصبغة المخترقة(dye-penetrant) لتحديد مكان وعرض الشروخ, ويجب تسجيل أماكن وسبب واتساع الصدأ لاستخدامه في حساب تقديرات الصيانة أخذة كمقياس لمنع اقل إتلاف في المستقبل. وهي مشاكل يمكن تجنبها بشيء من الصيانة والمتابعة وهي عملية سهلة وبسيطة في ظل وجود الامكانات الفنية العالية لدي مهندسي الطرق والكباري المصريين.لكن يجب ان يتم ذلك بأقصي سرعة فكباري المشاة تاهت بين جنبات المحافظات والمحليات ولم يتم الالتفات اليهم الا عند حدوث كارثة.. لذلك يجب التحرك الفوري واخضاع كباري المشاة الآن وليس غدا الي صيانة طارئة.