أربع محاولات للتهدئة وأسلاك شائكة وحوائط خرسانية وأخري بشرية اصطف فيها الشباب السلفي بجوار اليساري والإخواني بجوار الليبرالي جميعها لم تصمد أمام من سموهم بالمتآمرين أو المندسين أو الرجل الثالث اللهو الخفي الذي يريد استمرار نزيف الدم. ومع كل ذلك يظل اللغة في ميدان من هو الرجل الخفي ومن الذي يدير تحركات الغاضبين والمخربين ولعل التساؤل الأبرز هل قدرات مصر الأمنية علي غير قادرة علي احتواء الموقف المتفجر تفاصيل ما يحدث علي الأرض وفي ميدان الثورة في السطر المقبلة. للمرة الأولي منذ تفجر ثورة يناير تم تشييد منصة واحدة تعبر عن جموع المعتصمين بالميدان, ومن المقرر أن يؤدي المتظاهرون صلاج الجمعةخلف الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة الذي أكد أن التجربة قد أثبتت أن تعدد المنصات والتجاهات قد أدي إلي نتائج عكسية وفرق ولم يجمع وأن المعتصمين قد اتفقوا منذ اللحظة الأولي علي أن يكون الميدان كله صوت واحد علي قلب رجل واحد لتحقيق مطلب واحد, ويشارك في المليونية كل التيارات قيما عدا الإخوان المسلمين الذين يتفرغون للانتخابات. ورفع المتظاهرون مطالب شملت: تشكيل مجلس رئاسي وطني, وحكومة انقاذ, ولجنة تحقيق قضائية برئاسة المستشار زكريا عبدالعزيز, للتحقيق في الأحداث, ووقف المحاكمات العسكرية, ومنع فلول الوطني من خوض الانتخابات, وتطهير مؤسسات الإعلام وإلغاء وزارة الإعلام, ومحاكمة مبارك ورموزه بتهمة الخيانة العظمي, واعتذار رسمي وفوري عن القتل والعودة إلي ثكناتهم. خذا وقد شهد الميدان أمس مناوشات بين بعض المتظاهرين الذين يحاولون تجاوز الأسلاك الشائكة والحوائط الخرسانية وقوات الجيش في شارع محمد محمود, بالرغم من وجود دروع بشرية من الثوار والسلفيين لمنع التصادم بين الطرفين. وعلي الرغم من سكوت أصوات القنابل المسيلة للدموع إلا أنه تعم حالة من الفوضي داخل الميدان تجسدت مشاهدها في قيام أحد الباعة الجائلين بالاشتباك مع المتظاهرين,وقام بإلقاء البنزين علي الأرض مهددا بإشعال النار. وتضمنت مظاهر الفوضي في قيام البعض بالتحرش بإحدي السائحات وقاموا بالاعتداء عليها وضربها حتي إغمائها, وتم نقلها لإحدي المحلات لانقاذها وتلقي العلاج. ولم يسلم الصحفيون من هذه الاعتداءات حيث قامت مجموعة من الشباب بصورة من إحدي الصحف الخاصة ومنعها من تصوري أحد المسيرات الخاصة بالتراس الأهلي والزمالك من ميدان التحرير إلي باب اللوق بالقرب من وزارة الداخلية. وقد شهد الميدان إقبالا كبيرا من طلبة مدارس الإعدادي الذين حرصوا علي الوجود بالميدان وأصروا علي الذهاب بالقرب من وزارة الداخلية والوصول إلي الأسلاك الشائكة من أجل مشاهدة ما حدث بالوزارة بعدالاشتباكات والمواجهات المستمرة. وتم الاتفاق بين حزب النور بالجيزة د.هشام أبوالنصر, والشيخ جلال مرة عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية مع عدد كبير من الشباب الموجود بالميدان علي تكوين دروع بشرية تمنع دخول المتظاهرين لشارع محمد محمود. وقد قام جلال المرة بالاتفاق مع وزير الداخلية علي تكوين هذه الدروع بشرط وقف إلقاء الغاز المسيل من جانب الوزارة ووعدهم وزير الداخلية بالتحقيق الفوري في الأسباب وتقديم الأشخاص الذين استخدموا العنف. وأكد زياد العليمي, المتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة, أن عددا من المبادرات طرحت لايجاد حلول منها مبادرة الشيخ مظهر شاهين والثانية من الناشط زياد علي والثالثة من الأزهر الشريف, والرابعة مبادرة من مجموعة شباب السلفيين والمتطوعين في الميدان, إضافة إلي عدد منالمبادرات لم تصمد طويلا بسبب تجدد إطلاق الغاز والخرطوش من جانب قوات الشرطة. وأكد أن الثوار الموجودين في الميدان لا يمثلون أحزابا أو ائتلافات أو حركات, مشددا علي حرص الجميع عن الترفع عن أي انتماءات لا تسمو فوق الهوية الوطنية للثوار في الوقت الراهن. وقد أدت المبادرة إلي عودة الهدوء إلي الميدان بعد حالة من التوتر وقضي المتظاهرون ليلتهم الماضية يرددون الهتافات بدلا من نقل المصابين إلي المستشفيات وشهد الميدان زيادة كبيرة في عدد الخيام التي تم نصبها وتوزيعها بين الحديقة الدائرية وأمام مسجد عمر مكرم ومجمع التحرير وهتف المتظاهرون في مسيرات ظلت تطوف الميدان قائلين: قول. ماتخافشي.. العسكر لازم يمشي.. وقول.. اتكلم.. السلطة لازم تتسلم وعاوزين الجيش يحمينا.. مش عسكر يحكم فينا, ويابو دبورة ونسر وكاب احنا اخواتك مش كلا, وعسكر عسكر عسكر ليه.. احنا صهاينة ولا إيه؟. وردا علي دعوة بعض الأحزاب والقوي السياسية لمليونية جديدة في ميدان التحرير, قام شباب الثورة بالكتابة علي واجهات العمارات بميدان التحرير بالعلامات الضوئية البوجيكتور, داعين الأحزاب لعدم المتاجرة بالدعوة لمليونيات جديدة. وتساءل شباب الميدان في رسالتهم للأحزاب بجدوي الدعوة لهذه المليونيات لاسيما وأن ميدان التحرير يستضيف تلقائيا في الوقت الراهن مليونيات كل يوم. من ناحية أخري, قبل صلاة فجر أمس, وبين مؤيد ورافض لدخوله الميدان, جدد حازم أبوإسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الزيارة لميدان التحرير وسط مجموعة من المؤيدين وألقي أبوإسماعيل كلمة للثوار أكد فيها تضامنه مع الثورة ومطالب الثوار, داعيا المعتصمين إلي الاستمرار في الاعتصام حتي تتحقق كل المطالب.