مساعي القوات المسلحة والأزهر نجحت في تهدئة الأوضاع توقف الاشتباكات مقابل إطلاق سراح المعتقلين لجان شعبية لتأمين محمد محمود.. والجيش يوزع العصائر..والمشايخ علي الأعناق نتمني من قلوبنا أن يكون توقفا تاما عن العنف والاقتتال، لا مجرد التقاط للانفاس!.. فبعد 6 أيام من الاشتباكات الدموية بين الثوار وقوات الامن عاد الهدوء الي شارع محمد محمود وميدان التحرير.. وذلك بعد مفاوضات الوساطة من القوات المسلحة والازهر والتي تم خلالها اقرار تهدئة الاوضاع بانسحاب المتظاهرين من شارع محمد محمود والانتقال للتظاهر السلمي بالميدان مقابل الافراج عن 76 من المعتقلين علي خلفية الاحداث.. ورغم الانقسام بين الثوار حول اتفاق التهدئة لخشية البعض من عودة الامن لاقتحام الميدان، فإن المسيرات التي انطلقت أمس ورددت: »الشعب يريد حقن الدماء« تحمل بادرة أمل باستقرار الاوضاع. تحول شارع محمد محمود خلال ال84 ساعة الأخيرة الي مائدة مفاوضات مستمرة للتوصل الي هدنة لوقف الاشتباكات المستمرة منذ السبت الماضي بين المتظاهرين وقوات الامن التي تتمركز بكثافة مدعومة بقوات ومدرعات الجيش في المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية لمنع المتظاهرين من التسلل لاقتحام مبني الوزارة. تدخل العشرات من ضباط القوات المسلحة ومشايخ الازهر الشريف بين آلاف المتظاهرين بشارعي محمد محمود ومنصور لمحاولة اقناع المتظاهرين بالانسحاب من الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية والرجوع مرة أخري الي ميدان التحرير ومواصلة التظاهر السلمي دون الاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة. ومن جانبها وضعت قوات الامن المتاريس والسلك الشائك في وسط شارع محمد محمود بجوار مكتبة الجامعة الامريكية في خطوة احتياطية لمنع الاشتباك المباشر بين آلاف المتظاهرين والقوات الامنية وبدأت بعد ذلك النقاشات بين الطرفين التي وعد خلالها ضباط القوات المسلحة المتواجدين بمنطقة الاشتباكات بالافراج عن 76 من الشباب المعتقلين علي خلفية الاحداث في مقابل تراجع المتظاهرين من الشوارع المؤدية الي وزارة الداخلية والعودة مرة أخري الي ميدان التحرير. وقد انقسم المتظاهرون في شارع محمد محمود الي فريقين مؤيدين ومعارضين للتهدئة خاصة وان المعارضين يخشون عودة قوات الأمن لمهاجمة واقتحام ميدان التحرير في حالة الانسحاب من الشوارع المؤدية الي الداخلية.. ويقول الشيخ ابراهيم قرني ابراهيم احد مشايخ الازهر الشريف ان هناك مجموعة من مشايخ الازهر حضرت الي الميدان خلال اليومين السابقين للتحدث مع الشباب والذين اشترطوا ضرورة الافراج عن جميع المعتقلين في الاحداث أولا ثم يتم التفاوض لوقف الاشتباك والعودة الي الميدان.. واشار عدد من مشايخ الازهر المتواجدين في شارع محمد محمود الي ان هناك مجموعة منظمة ترفض التحاور والمفاوضات وتقوم بمعاودة الاشتباك مرة أخري وتفتعل ان هناك اشتباكا وتعدي قوات الامن علي المتظاهرين في حين ان الاوضاع قد تكون هادئة وتقوم تلك المجموعات باشعال الاحداث مرة اخري خاصة اثناء المفاوضات لمنع التوصل الي اي حلول قد تكون بداية مبشرة لانهاء الازمة. كما طافت عشرات المسيرات ميدان التحرير ترفع شعارا واحدا: »الشعب يريد حقن الدماء« محاولين تهدئة الاوضاع ووقف نزيف الدماء المستمر منذ حوالي اسبوع بسبب العناد والتصميم علي الاشتباكات.. وانضم الي تلك المسيرات التي استمرت علي مدار اليوم بالميدان مئات المتظاهرين الذين اكدوا علي ضرورة تحكيم العقل وعدم الانسياق وراء الذين يسعون الي اشعال الفتنة بين المتظاهرين وقوات الامن حيث ان الاشتباكات ماهي الي طريق مسدود نهايته سفك دماء الشعب ولكن المفاوضات والتهدئة قد تكون الطريق الوحيد المتاح حاليا لوقف نزيف الدماء. دروع بشرية ومن جانبهم قام مئات الشباب بعمل دروع بشرية واستخدام المتاريس والاسلاك لمنع دخول المتظاهرين الغاضبين الي شارع محمد محمود وذلك بعد ان هدأت الاوضاع الي حد ما في الشارع صباح أمس بعد الوعود بالافراج عن المعتقلين في الاحداث والتي بدأت تحقق علي ارض الواقع وتم بالفعل الافراج عن عدد من الشباب المعتقلين.. ومنع هؤلاء الشباب المتظاهرون من الدخول الي الشارع كما منعوا ايضا الاطباء والصحفيين مؤكدين عدم وجود داع للدخول الي الشارع بسبب هدوء الاوضاع واكد الشباب المشاركون في هذه الدروع البشرية بأن مهمتهم هي السماح بخروج المتظاهرين وليس دخولهم. كما تلاحظ ان هناك العشرات من صغار السن المتواجدين بشارع محمد محمود يقومون بالهروب الجماعي من منطقة التلاحم مع قوات الامن للإيحاء فان هناك اشتباكا وقيام الامن بالتعدي علي المتظاهرين في حين ان الاوضاع هادئة في الشارع والمفاوضات مستمرة.. وتساءل المتظاهرون عن سبب قيام هذه المجموعات بمثل هذه الافعال التي تسعي بشتي الطرق لاشعال الاحداث في وقت التهدئة. وهذا ما اكده مشايخ الازهر وشباب اللجان الشعبية والذين حاولوا منع هؤلاء الشباب من الوصول الي مناطق التهدئة لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخري. وقد دعا حازم صلاح ابو اسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية المتظاهرين الي التمسك بالتظاهر السلمي بالميدان وعدم مغادرته حتي تتحقق اهداف الثورة.. كما طالب المتظاهرين بالانسحاب من شارع محمد محمود حتي لا يظل وجودهم ذريعة للخبثاء للنيل من الثورة. بعد التهدئة تواجدت اللجان الشعبية في مدخل شارع محمد محمود ومداخل الشوارع القريبة منه.. ضمت هذه اللجان شبابا من الثوار والجامعات بهدف حماية المنطقة من تسلل البلطجية اليها واعادة العبث بها.. كما قام عدد من الشباب بتنظيف شارع محمد محمود بعد توقف الاشتباكات حيث قام عدد من الالتراس وطلاب المدارس والجامعات بتقديم أنفسهم الي مجموعات وتولوا تنظيف الشارع وازالة آثار الاشتباكات وساعدهم في ذلك شباب السلفيين، كما شهد الميدان لفتة انسانية من الثوار حيث قاموا بحمل مشايخ الازهر اصحاب المبادرة علي الاعناق وطافوا بهم الميدان مرددين هتافات »الشعب يريد حقن الدماء«. وبعد توقف الاشتباكات وعودة الهدوء الي شارع محمد محمود عاد اصحاب المحلات والشركات بمنطقة باب اللوق الي فتح محلاتهم بعد ازالة المخلفات التي خلفتها الاحداث، وانطلقت ايضا مسيرة حماسية من الالتراس الاهلاوي والزملكاوي في اتجاه منطقة باب اللوق رددوا الاغاني الحماسية وسط تصفيق حار ثم عادوا الي الميدان مرة أخري. عصائر الجيش وفي لفتة وطنية تؤكد مدي العلاقة الطيبة بين الشعب والجيش قام عدد من ضباط القوات المسلحة المحيطين بوزارة الداخلية بتوزيع العصائر وزجاجات المياه علي المتظاهرين بشارع محمد محمود كنوع من المصالحة الامر الذي لاقي استحسان المتظاهرين وصفقوا وهتفوا في اشارة الي عودة المودة والحب بين الجيش والشعب وقد القي اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية كلمة للمتظاهرين بشارع محمد محمود وضح موقف الشرطة العسكرية من الاحداث واستمع عدد كبير منهم الي الكلمة بينما رفض عدد آخر الاستماع اليه. اشتباكات متقطعة بعد محاولة بعض الشباب الرافض لبناء الجدار الخرساني بشارع محمد محمود التعدي علي قوات الجيش بالقاء الحجارة ومحاولة احدهم اسقاط أحد ضباط الجيش الذي كان أعلي الجدار الخرساني وهتف المتظاهرون »حرية حرية« و»يسقط يسقط حكم العسكر« إلا أن قيام مجموعة من شباب الاطباء بالميدان بالصعود أعلي الجدار الخرساني لاقامة درع بشري بين المتظاهرين وقوات الجيش أدي إلي هدوء المتظاهرين ومكن قوات الجيش لاستكمال بناء الجدار الخرساني وقام الشباب باسقاط الأسلاك الشائكة التي أقامها الجيش أمام الجدار الخرساني لتصبح مساوية للأرض.