اعتقد العجوز انه اكمل رسالته عندما تخرج اولاده الاربعة في الجامعة وشق كل واحد منهم طريقه بعد أن وجد فرصة عمل وتزوج واستقل ليكون بذلك قد ادي ما عليه نحوهم وعلي الرغم مما عاناه طيلة حياته من عمله الشاق الا انه كان مستمتعا به وكان القدر يخبئ له ما لم يكن يتوقعه فبعد أن أمضي حياته وعمره يكد ويعمل من أجل تربية أبنائه الاربعة الذين اصبحوا شباب يافعين اخذ نصيبه من التعليم العالي وكان والدتهم قد انهت رسالتها وفاضت روحها الي بارئها وظل الاب يعيش وحيدا علي الرغم من محاولة ابنائه تلبية كل طلباته فإنهم اصروا علي أن يتزوج من سيدة تؤنس وحدته وبالفعل تزوج الاب من سيدة باركها ابناؤه ولا يعلمون انها قد تكون سببا في آلام والدهم وليس راحته ومرت ايام والاب يحيا حياته الجديدة حاولت خلالها الزوجة أن تستقطبه الا انها لم تتمكن لتتسلط عليه وتتحول حياته الي جحيم وحرصا منه علي راحة اولاده لم يخبرهم بمساوئ تلك السيدة الا انها تمادت في معاملته السيئة ليتحول الاب الحنون الذي قضي عمره ابا وزوجا علي الرغم من بساطة حاله الا انه كان ممتلئا بالحب لكل من حوله حتي يوم الثلاثاء الماضي حتي سبته زوجته الجديدة وتعددت إهاناتها له حتي امام شقيقه الذي حضر لزيارته وعلي الرغم من كبر سنه فإنه قرر الانتقام منها ثأرا لكرامته فانتظر حتي انصرف شقيقه وانهال عليها طعنا بالسكين حتي سقطت علي الارض وسط بركة من الدماء وعلي الرغم من انه قتلها وانهي حياتها فإنه مازال يشعر بامتهان لكرامته مما كانت تفعله معه فقام بوحشية يقطع جسدها وكأن شيطانه يوسوس له بانها قد تعود للحياة مرة اخري علي الرغم من ان نفسها ونبضها قد توقفا الا انه مازال يشعر بانها قد تعود الي الحياة مرة اخري فقام بتقطيع جسدها كالشاه وكأنه يريد ان يؤكد لنفسه انها لن تعود للحياة مرة اخري فهي التي اهانته بعد رحلة حياة طويلة مليئة بالعطاء والحب فهو السباك الذي علي الرغم من بساطة حاله فإنه عاش بين جيرانه يحترمونه خاصة بعد افني حياته يكد ويعمل ويوصل الليل بالنهار حتي جعل من اولاده اسرة محترمة وشباب متعلم واصبح محل تقدير واحترام كل من حوله الا هذه السيدة التي تفننت في اهانته فقام بتقطيع جسدها كبير الحجم وعندما انتهي من تقطيعها وضع كل جزء منها في جوال وفي مدينة اكتوبر الكبيرة جابها من الشمال الي الجنوب ومن الشرق الي الغرب ليضع بكل منها جزءا وكأنه يخشي أن يتجمع اجزاء هذا الجسد وتعود للحياة مرة أخري من هول ما تعرض له وبعد ان انتهي من توزيع جسدها تنفس العجوز الصعداء وشعر بانه قد استيقظ من كابوس آلامه الذي ارقه ليالي عديدة وأمام اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية اعترف بارتكابه الواقعة مؤكدا أنه غير نادم علي ما فعل وانها لو عادت الي الحياة لقتلها الف مرة حتي يشعر بانه استرد كرامته واوضح ان الشئ الوحيد الذي يؤرقه هو نظرة الناس الي اولاده والذي افني عمره حتي يكونوا وسط جيرانهم واقاربهم مرفوعي الراس ولذلك يخشي ان يضيع كل ما فعله فهم من عاش من أجلهم وثمرة سنوات كفاحه وتنهمر الدموع من عينيه ويقول لا ابكي حزنا عليها او علي حالي وانما خوفا علي اولادي وقد انتقل الي مكان الواقعة العميدان مجدي عبدالعال رئيس مباحث قطاع اكتوبر ووجدي عبدالنعيم مفتش المباحث والمقدم ضياء رفعت وتمكنوا من جمع اشلاء الجثة التي فرقها المتهم والذي ارشد عن مكان اخفائه كل جزء منها وقال امام العميد وجدي عبدالنعيم مفتش مباحث شمال أكتوبر انه كان يتمني الا يجمع أجزاء جسدها مرة أخري ولذلك قام بتوزيعه علي مناطق متفرقة وبعيده عن بعضها فقد كره ذلك الجسد الذي حول حياته الي جحيم وانه لم يشعر بالراحة الا بعد ان تخلص منها واضاف في اعترافاته امام العميدين مصطفي عصام رئيس مجموعة الامن العام ومحمود السبيلي مفتش الامن العام بانه بعد ان ارتكب جريمته ظل يبكي ثلاث ساعات بجوار جثة زوجته ليس حزنا عليها ولكن حزنا علي مصير ابنائه بعد ان علم بان مصيره سوف يكون السجن وبعد ان قام باستبدال ملابسه الملطخة بالدماء اتصل بشقيقه وروي له القصة وطلب منه ان يساعده في نقل الجثة للتخلص منها ظلا معا يراقبا حركة الجيران حتي تمكنا من الخروج بها والتخلص منها بعد ان حملاها في سيارة شقيقه وفي النهاية فوجئ بعد4 ايام من الواقعة بالشرطة تلقي القبض عليه ليدلي باعترافات تفصيلية عن الجريمة وأنه أرتكبها أيضا بعد أن علم أن زوجته كانت قد تزوجت ب9 أشخاص قبله وهو ماكان سببا رئيسيا في قتلها. وكانت آخر كلماته نعم قتلتها ولو عادت مرة اخري فسأقتلها الف مرة وامر اللواء عبدالموجود لطفي مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة باحالته الي النيابة التي تولت التحقيق.