ذهبنا إلي اللواء سيف الإسلام عبدالباري, رئيس مجلس إدارة مجمع التحرير, ونائب محافظ القاهرة, نسأله عن المجمع وتأمينه وغلقه والاضرار التي تترتب علي غلقه. وأليكم نص الحوار: ماذا يعني مجمع التحرير؟ المجمع أنشيء عام1951م وهو مبني إداري خدمي يحتوي علي تسعة آلاف موظف حكومي ويتكون من14 طابقا, وبني علي مساحة28 ألف متر مربع وبه1356 حجره ويخدم28 جهة حكومية سواء كانت جوازات او ضرائب او مرور أو نيابات اداريه وغيرها, وهذه المصالح تشغل مجمع التحرير مجانا ومجلس الادارة يدير هذا المكان من ناحية الأمن والتنظيم والصيانة. كيف تنظر إلي الثورة والثوار من المجمع ؟ في بداية الثورة كانت الأمور جيدة, وكان الثوار يتظاهرون بشكل سلمي وكنا نؤيدهم ونقف بجانبهم; لكن الثورة اليوم اتخذت مسارات واتجاهات أخري, فأص بح الثوار ليسوا بثوار; حيث دخلت بينهم عناصر مندسة, تخرب وتدمر, وأصبحنا لا نعرف المندس من الثائر, وهذا يؤثر بالسلب علي المجمع وأدائه. كيف يتعامل المجمع مع المتظاهرين؟ نقوم بتأمين المجمع من الداخل ومنع دخول أي شخص مشتبه فيه وغلق المجمع في أثناء المليونيات حتي لا يستغله أحد بالدخول اليه او التصوير منه وحتي نتفادي الشبهات في أن يقال دخول مجموعة او اشخاص يرمون زجاجات المولوتوف والحجارة من أسطح المجمع. ما هي أصعب اللحظات التي مرت علي مجمع التحرير من بداية الثورة حتي الآن؟ أصعب لحظات نمر بها عندما أري مجمع التحرير مكتوبا عليه عبارات والفاظا ورسومات مسيئة ولافتاتا مكتوبة عليها المجمع مغلق بأمر الثوار وهذه الرسومات من الصعب ان نمحوها بسهولة لان المجمع له طابعا خاصا لا يدهن بالبويات العادية وانما يقشط وينحت.. ومن المواقف الصعبة ايضا حرق الجزء الخاص بمديرية الطرق عندما رموا عليه المولوتوف وايضا غلق الميدان, والموظفيون والمواطنيون لا يستطيعون الوصول للمجمع وحدوث الاشتباكات العديدة. من له سلطة غلق او فتح المجمع؟ وما أكثر مدة أغلق فيها؟ مجلس الإدارة هو صاحب هذا القرار إذ استدعت الأمور ذلك, وعندما يغلق المجمع تكون لدينا خطة ولدينا مداخل بديلة وليس الغلق بمفهوم وقف مصالح الناس وانما غلق البوابة التي تقع في مواجهة الاحداث, واكثر مده تم ايقاف العمل فيها, عشرة أيام, وكانت في بداية ثورة يناير. ما رأيك فيما يقال عن أن غلق المجمع فزورة كبري وإن الدولة موافقة علي غلقه علما بأنه احيانا يغلق بسبب مجموعة متظاهرين قليلين يمكن السيطرة عليهم؟ هذا الامر غير صحيح لأن من له سلطة غلق او فتح المجمع مجلس الادارة والغلق يكون اذا احتاجت الامور ذلك واذا كان هناك حاله امنية نخشي فيها حدوث كوارث ودائما يكون الغلق في الاجازات والعطلات الرسمية التي تكون فيها المليونيات والجميع يعلم ان ميدان التحرير لايوجد به أمن لتجنب الاحتكاك بالشرطة والفكرة ليس في وجود اعداد كبيرة تغلق المجمع ولكن الفكرة في أننا نتجنب الاحتكاك وتداعياته ونتحاشاه وانا لا استطيع ان اتحمل مسئوليه حرق المجمع إذا تطورت الاشتباكات بين المتظاهرين والمواطنين الذين يأتون إلي المجمع. هل تعتقد ان لجوءكم إلي تجنب المتظاهرين بدخول الموظفين من ابواب خلفية وما يحدث في المجمع يقلل من هيبة الدولة؟ بالطبع لا.. لأن كل ذلك خاضع لخطط امنية لحماية المجمع, كما أن المظاهرات المحتكة بالمجمع ليست وحدها تقلل هيبة الدولة, فهناك اشغالات مبان وطرق ولدينا قرارات ازالة لكن كل هذا غير مطبق ولذا لابد من تطبيق القانون علي الكبير والصغير لكي نؤكد علي هيبة الدولة, كما أن الجهة المعنية المختصة بتنفيذ القانون هو جهاز الشرطة, ولابد ان يكون لدي المواطنين قناعة بان يحافظوا علي بلدهم لان هيبة الدولة من هيبتهم. سبق وأن صرحت بانك تستطيع فض اي تجمع امام مجمع التحرير بالقوة اذا استدعي الأمر, وبأنك تفضل الحوار.. مع من تقصد الحوار؟ أقصد الحوار مع الثوار الحقيقيين الذين يأتون الينا ونتحاور ونتفق علي مصلحة البلد لأن الذي يخرب ويحرق ليس حريصا علي مصلحة الوطن ولا علي ماله..إذن فهو بلطجي وليس ثائرا, فبعض ائتلافات شباب الثور الحقيقيين يساعدون في التصدي لاي اعمال بلطجه او تخريب تسهتدف المجمع. هل الاشخاص الذين يهاجمون مجمع التحرير هدفهم تشويه صورة الثوار الحقيقيين؟ بالتأكيد غرضهم تشويه الثوار والمجتمع, فهم أشخاص يسعون لعدم الاستقرار لأن الاستقرار يعود بمردود ايجابي علي جميع القطاعات في الدولة. هل تعتقد ان البعض يلجأ إلي التعامل مع المنشأت الحكومية بالعنف بغرض تلبية مطالبهم؟ هذه طريقة مرفوضة لأن تلبية المطالب لها طرقها المشروعة وهي التظاهر السلمي أو الاضراب أو الاعتصام أو التعبير عبر وسائل الاعلام لتوصيل صوت الحق والمظاهرات لابد أن تكون منظمة ومحددة, كما أن المتظاهرين يجب ان يعرفوا من معهم ومن مندس وسطهم حتي تستطيع الشرطة أن تجمعهم وتكون معهم وليس ضدهم فتخريب الممتلكات العامة والخاصة مرفوض واظهار مصر كدولة همجية وضعيفة أمر مرفوض. ما هي الاضرار التي تترتب علي غلق مجمع التحرير؟ خدمة المواطنين لها مقابل مادي وغلقه يعني أن موردا من موارد الدولة تعطل لأنه يدخل للمجمع ايرادات ضخمة من رسوم استخراج الجوازات والتأشيرات وشهادات التحرك والاقامة وخلافه, بالإضافه إلي ان المواطنين في هذه الحالة لا يعملون ويحصلون في نفس الوقت علي مرتباتهم وهذا عبء علي الدولة بجانب تشويه شكل المجتمع أمام المستثمرين والسياح, فالاضرار لها مردود سلبي علي جميع مناحي الدولة. الأحداث التي تحدث في التحرير, وبالقرب من المجمع.. هل تؤثر علي موظفي المجمع؟ وهل داخل المجمع موظفون يريدون ترك عملهم والانضمام إلي صفوف الثوار في الميدان؟ موظفو مجمع التحرير غير آمنين ويشعرون بالقلق دائما من الأحداث التي حولهم من اشتباكات وضرب ورائحة الغازات السامة وكل هذا له مردود نفسي سلبي عليهم, فمثلهم مثل أي موظف كل منهم ثائر في إطار الجهة أو الوزارة التابع لها, ولكن بالنسبة للمجمع لم نشهد أي تصرف غير لائق صدر من أحدهم. هل هناك خطه لنقل المجمع من موقعه الحالي؟ هناك خطه قديمة تقضي بنقل كل مصلحة حكوميه إلي الجهة أو الوزارة التابعة لها وليس بسبب الثورة ولكن لتخفيف التكدس المروري في تلك المنطقه وتطبيق اللامركزية في تعاملات المواطنين مع المصالح الحكومية, ويجري التفاوض مع العديد من الجهات كالسياحة والمرور والآثار ومحافظة القاهره لبحث الأمر, خاصة أن إدارة الجوازات في المجمع بها قاعدة بيانات خطيره جدا لابد من تأمينها قبل نقلها. كيف يتم استغلال مجمع التحرير في حالة إخلائه؟ نقترح بعض الحلول لاستغلاله كتحويله لفندق او مزار سياحي فهذا المكان لابد ان ينظر له نظرة استثمارية ثقافية. هل هناك تقصير من وزارة الداخليه في تامين المجمع؟ لا يوجد تقصير ووزارة الداخلية لابد ان ندعمها معنويا ونقدر الوضع الحساس للشرطه بعد الثوره ولا نريد ان نجرها الي الاشتباك مع المتظاهرين فالشرطة عندما نخطرها بوجود خطر تقوم بواجبها وترسل الينا قوات لتساعدنا في عملية التأمين. هل تجرون احتياطات لما في حالة الدعوات التي يطلقها المتظاهرون في الميدان مثل جمعة التحدي أو جمعة الإنذار أو العصيان المدني وغيرها؟ بالطبع نقوم بعمل خطة أمنيه تتطور بتطور الاحداث في الميدان. وجه رساله للمتظاهرين؟ كل المتظاهرين في مصر أبناؤنا ولابد أن يحافظوا علي بلدهم, فالثائر الحق يثور ثم يهدأ لكي يعيد البناء, ولابد أن نفهم أن حريتنا تنتهي عندما نبدأ في الاعتداء علي حرية الآخرين.. فالمثل يقول: أنت حر مالم تضر.