لم تنتظر وزارة الكهرباء قدوم فصل الصيف لتقطع التيار عن المشتركين لتخفيف الأحمال.. وإنما بدأت قطع الكهرباء مبكرا, مما تسبب في تضرر المواطنين الذين تعجبوا من انقطاع الكهرباء بصورة شبه يومية ولفترات طويلة. وفي الوقت نفسه زيادة الفواتير بأرقام مضاعفة بدعوي دخولهم في شريحة أعلي, بعض المشتركين ابدوا انزعاجهم من هذه الظاهرة وأكدوا تخوفهم من أن يكون هذا مقدمة لصيف مظلم وحار لايحتمل.. وفي مواجهة الانقطاع المبكر للكهرباء تقدم العديد من المواطنين بالشكاوي لجهاز حماية المستهلك يطالبون فيها بضرورة التدخل لالزام الشركة القابضة لتوزيع الكهرباء باتخاذ الاجراءات اللازمة لتلافي الأضرار الناجمة عن الانقطاع المتكرر للتيار, خاصة وأن المستهلكين ملتزمون بدفع قيمة الاستهلاك مما يتطلب التزام وزارة الكهرباء بجودة الخدمة, كما ان مستقبل الخدمة يقوم بسداد المبالغ المستحقة طبقا للاسعار التي تحددها الشركة دون الرجوع اليه أو موافقته عند زيادة الاسعار. من الاضرار الاخري التي تترتب علي الانقطاع المتكرر للتيار الكهرباء تعطل المصاعد في المباني والمصالح الحكومية التي يتردد عليها المواطنون وفي العمارات والابراج السكنية العالية وتعطيل الطلبة عن تحصيل دروسهم فضلا عن تعطل الاجهزة الكهربائية الناتج عن عودة التيار الكهربائي فجأة, إضافة إلي تعرض برامج الكمبيوتر للتلف وضياع البيانات والمعلومات المخزنة علي الاجهزة وفساد الاطعمة المجمدة بالثلاجات الكبيرة في المصانع والمطاعم والمحلات التجارية وخلافه. يقول عادل رشاد صاحب مخبز بالجيزة, يتكرر انقطاع الكهرباء بصورة شبه يومية وفي أوقات محددة في وقت الذروة ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا وحتي الواحدة ظهرا وقد قمنا بعدة شكاوي للشركة مرارا وتكرارا ويأتي الرد علينا ان التيار سيأتي بعد نصف ساعة من انقطاعه وأن هناك اصلاحات فنية في الكابل العمومي الموجود بالمنطقة ويظل التيار غائبا لفترة قد تصل الي ساعتين ووقتها يتوقف العمل بالمخبز. ويبدي أحمد علي طالب بكلية الهندسة تخوفه من حلول صيف مظلم, حيث إن فصل الشتاء تكون الاحمال فيه خفيفة عكس فصل الصيف الذي تزيد فيه الاحمال بسبب الطقس الحار وتعمل جميع الاجهزة الكهربائية بكامل طاقتها مثل التكييفات والمراوح. ويشير المهندس صالح بدر إلي أنه يسكن في احدي المدن الجديدة ويشكو من انقطاع التيار عن المدينة لعدة ساعات فتنقطع وسائل الحياة ويغيب الأمان عن المنطقة وتتحول الي مدينة أشباح ونقوم بالاتصال بادارة الكهرباء يبررون الانقطاع بوجود عطل بالمولد وأن التيار سوف يعود خلال نصف ساعة ونكرر الاتصال بهم ولكن دون جدوي. يأتي هذا بعد إعلان الحكومة أن الطاقة من أهم التحديات التي تواجهها في الوقت الحالي والسنوات المقبلة وهو مايتطلب تنفيذ إجراءات سريعة من خلال استراتيجية طويلة المدي تشمل اصلاح الخلل في العلاقة بين قطاعي الكهرباء والبترول من خلال قيام الكهرباء بسداد نقدي لاستخداماتها من المواد البترولية وكذلك الاسراع في التحول الي استخدام الغاز الطبيعي بدلا من المواد البترولية الأعلي تكلفة والأكثر تلويثا للبيئة وأيضا الاسراع في تنفيذ مشروعات لتوليد الطاقة المتجددة. وأكد د. أكثم ابوالعلا المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء, أنهم سيواجهون أزمة انقطاع الكهرباء بزيادة قدرات جديدة لمحطات الكهرباء, حيث سيتم إضافة1000 ميجاوات لمحطات شمال الجيزة و500 ميجاوات لمحطة بنها و1300 ميجاوات لمحطات العين السخنة وأبو قير بتكلفة34مليار جنيه. بالاضافة الي تكثيف برامج إحلال وتجديد الشبكات ووحدات التوليد والتزام قطاعات الكهرباء بجميع أنحاء الجمهورية بسياسة الترشيد والاعتماد علي اللمبات الموفرة للطاقة واستبدال لمبات الصوديم عالية الاستهلاك من أعمدة الانارة بالشوارع والطرق الرئيسية والمحاور بلمبات عالية الجودة والكفاءة, حيث سيتم الانتهاء من تركيب لوحات أوتوماتيكية بأعمدة الانارة لتناوب تشغيل عامود وعامود آخر بالتناوب, وسيتم الانتهاء من تركيب تلك الوحدات مع نهاية مارس المقبل, مع الأخذ في الاعتبار أن سياسة الترشيد لن تأتي علي حساب راحة المواطنين. وأضاف أبو العلا, ان قطاع الكهرباء سدد4 مليارات جنيه لقطاع البترول مما أدي الي انخفاض مستحقاته الي11 مليارات جنيه وهي تراكمات منذ5 سنوات ماضية وأن القطاع ملتزم بسداد استهلاكه الشهري من المنتجات البترولية بواقع200 مليون جنيه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها وانخفاض معدلات التحصيل والسيولة وتراكم مديونيات الكهرباء علي جهات الدولة المختلفة والتي قد تصل الي16 مليار جنيه. وأشار د. محمد عوض رئيس الشركة القابضة لتوزيع الكهرباء سابقا, إلي أن هناك بعض المناطق في القاهرة الكبري قد حدث فيها انقطاع للتيار الكهربائي بسبب تخفيف بعض الأحمال لأسباب فنية تتعلق بعمل بعض محطات توليد الكهرباء. وأضاف أن وزارة الكهرباء ستضطر للجوء الي نظام تخفيف الأحمال وقطع التيار الكهربائي لفترات عن المواطنين بسبب ضعف ضغط الغاز الطبيعي. وأوضح أن المازوت غير متوافر كوقود بديل في حالة نقص الغاز, مشيرا الي أن تخفيض الأحمال سيصل الي نحو2400 ميجاوات.