في الوقت الذي تستعد البلاد الإسلامية لاستقبال عيد الأضحي المبارك ويعتبر تبادل الزيارات بين المسلمين بل وتبادل التهاني وسيلة مهمة لشيوع المحبة والاخاء الاجتماعي التي هي من اهم سمات المجتمع الإسلامي, أصبحت السمة الغالبة لتبادل التهاني تتم عبر رسائلsms!! علي الرغم من أهمية وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة, والتي صارت سببا في تغيير تاريخ الدول وفي مقدمتها مصر إلا أن تحويل التهاني بالعيد إلي مجرد رسالةsms. عبر الهواتف المحمولة وإن كانت توفر للبعض سبل الراحة واليسر بدلا من الزيارات إلا أنها تمثل انحسارا للكثير من القيم والعادات بين المسلمين فقد كان العيد فرصة لجمع الأحباب والأصحاب مرسخا معاني جميلة خاصة ان أصل التهنئة هو الزيارة وليس ارسال رسائلSMS وبعد ان كنا نتلقي الرسائل القصيرة في العيد من ذوينا المقيمين في الخارج انتشرت بشكل وبائي منذ عدة سنوات وباتت السمة الاساسية للتهنئة بالعيد والتي يلجأ إليها الكثيرون لمرونتها وسهولتها في توصيل المعايدة في أي وقت وفي أي مكان ترسل إليه. وأصبح السلوك الطاغي بين الناس ليلة العيد هو ارسال التهاني إلي الأقارب والاصدقاء من خلال رسالة قصيرة لا تفرق بين درجة قرابة الاسماء المدونة علي ذاكرة الهاتف المحمول. وتوجه التهنئة من خلاله بنفس القدر للجميع. وتعلق د. سماح محمد لطفي مدرس علم الاجتماع بقسم الدراسات الاجتماعية بكلة التربية جامعة قناة السويس رافضة تقليص العلاقات الاجتماعية بين الأقارب واختزالها في مجرد رسالة الكترونية فالأفضل الرجوع إلي عاداتنا وتقالدينا الإسلامية الخاصة بالتهنئة حيث إن صلة الارحام ترتبط بضرورة تبادل الزيارات بين الاقارب الأمر الذي يوجد نوعا من الود والتراحم وكثافة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين ذوي الرحم الواحد. وهناك حديث للرسول صلي الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من انقطعت رحمه فوصلها بمعني أن علي الإنسان أن يبادر بزيارة ذوي الارحام بداية من الأم والأب ثم الأخ والأخت ثم بقية الأقارب حتي إذا كان هناك فتور في العلاقات فيبادر هو بزيارتهم حتي يحصل علي ثواب صلة الرحم. وهذا الثواب ديني واجتماعي وإنساني علي حد سواء فالله يصل الإنسان الواصل لرحم ومعني صلة الرحم العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين الإنسان وأقاربه بداية من الوالدين إلي باقي الأقارب, ومن هذا المنطلق لا تكفي مجرد رسالة هاتفية أو حتي مكالمة تليفونية من الناس, لأن ذلك مثال واضح للتواصل الاجتماعي الأمثل بين الناس. وهو قائم علي العلاقات والسلوكيات بين الإنسان وأقاربه, وأيضا علي الزيارات المتبادلة والود والتراحم من كل من حوله.