توجه اليوم أكثر من مليون ناخب سعودي منذ ساعات الصباح الأولى الى مراكز الاقتراع لاختيار نصف أعضاء مجالسهم البلدية الجديدة، في آخر عملية اقتراع من نوعها بدون نساء - في تاريخ السعودية، إذ ستكون المرأة حاضرة في الانتخابات المقبلة. وفتح 752 مركزا للاقتراع أبوابها منذ الساعة الثامنة صباحا، وتستمر عملية التصويت 9 ساعات وحتى الخامسة عصرا. ونفى رئيس لجنة الانتخابات البلدية عبدالرحمن الدهمش مشاركة أية جهات رقابية خارجية أو منظمات دولية، مؤكدا أن العنصر الوطني يمثل نموذجا مميزا في النزاهة والقدرة الإدارية لهذه الانتخابات. وتفيد الانباء الواردة من مركز المتابعة الرئيسى بوزارة الشئون البلدية والقروية بالرياض إلى سير عملية الاقتراع في هدوء كامل، ولم ترد أى أنباء عن وقوع مشاحنات أو مشاجرات، ويختار الناخبون 816 مرشحا من بين 5323 مرشحا يتنافسون على نصف المقاعد البالغ عددها 1632 بينما تعين الحكومة النصف الاخر. وتستغرق عملية فرز وعد الأصوات حوالى 48 ساعة تعلن بعدها النتائج في مختلف المدن والمناطق السعودية. وأعلن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عن مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى بالدورة المقبلة إضافة إلى ترشيحها في المجالس البلدية، وذلك وفقا للضوابط الشرعية. وحصر المجلس الوطني للرقابة على الانتخابات البلدية في السعودية آليات الرقابة على المحامين والمهندسين السعوديين فقط، واستثنى مهندسي الأمانات والبلديات لضمان الحيادية والإنصاف، ونفى رئيس لجنة الانتخابات البلدية عبدالرحمن الدهمش مشاركة أية جهات رقابية خارجية أو منظمات دولية، مؤكدا أن العنصر الوطني يمثل أنموذجا مميزا في النزاهة والقدرة الإدارية لهذه الانتخابات. وارتفع عدد المجالس البلدية في السعودية في الدورة الثانية إلى 285، تضم 1634 مقعدا، في مقابل 179 مجلسا تضم 1212 مقعدا في انتخابات 2005 الماضية. وفي العاصمة الرياض أعلن 192 ترشحهم لعضوية مجلس مدينة الرياض، والذي سيضم 14 عضوا فقط، سيختار سكان الرياض والذين سجلوا أسماءهم كناخبين سبعة منهم، فيما البقية سيتم تعيينهم من قبل وزارة الشئون البلدية والقروية. وتوزع أعداد الناخبين وفقا للدوائر الانتخابية والبالغ عددها في مدينة الرياض على سبع دوائر تضم 74 مركزا انتخابيا، حيث سجلت الدائرة الانتخابية الرابعة والتي تقع في نطاق بلدية العليا وبلدية الشمال 44 مرشحا كأعلى عدد، جاء بعدها الدائرة الثالثة والتابعة لبلدية الروضة شمال شرقي الرياض وبلغ عدد مرشحيها 37، فيما تلتها الدائرة الثانية والتابعة لبلدية النسيم شرقي الرياض وبلغ أعداد مرشحيها 32، لتبدأ أعداد المرشحين في التناقص لتسجل الدائرة السابعة والتي تضم أحياء السلي والعزيزية والشفا والحائر، 22، فيما تساوت الدائرة الأولى والتي تتبع بلدية العريجا وكذلك الدائرة السادسة والتي تضم أحياء الشميسي وعرقة ونمار والمعذر في أعداد المرشحين، حيث بلغ عدد كل منهما 18. ووسيتم اختيار مرشح واحد فقط من كل دائرة انتخابية، ومرت حملات الدعاية هادئة على مدى 11 يوما، وانتهت أمس بدون ضجيح حيث استبدلت فيها وسائل الصخب بوسائل تقنية حديثة ب"حملات"، و"صفحات على البريد الإلكتروني وموقعي "فيس بوك"، و"تويتر"، وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي. وودع السعوديون عصر الولائم والأمسيات الانتخابية، إذ غاب الإنفاق عن الحملات الانتخابية بشكل لافت، وفسر مراقبون ذلك إلى أن شريحة كبيرة من المتنافسين على المقاعد البلدية من الطبقة المتوسطة، على عكس ما حدث في التجربة الأولى التي شهدت إنفاقا كبيرا ومنافسة شديدة بين شخصيات لامعة واسماء كبيرة!!. وكان أكثر ما كان لافتا في الدورة الثانية من الانتخابات، ظهور الشباب كمنافسين رئيسيين، باستخدام التقنية، وشعارات على غرار جاء دور الشباب، وكان من الملاحظ ارتفاع أعمار المرشحين في الانتخابات الماضية. ومن المتوقع أن تتضاعف أعداد الناخبين والمرشحين في الأعوام المقبلة، بفعل دخول العنصر النسائي لأول مرة في الترشح والترشيح والتصويت.