اختار نقاد القسم الثقافي بجريدة "الجارديان" البريطانية أربع روايات لجونتر جراس كنقلات نوعية وتاريخية في مسيرته الأدبية وكمداخل يمكن من خلالها فهم جوانب كثيرة غير مرئية من شخصيته والدنو أكثر من أفكاره ورؤاه، وكذلك استيعاب مشاعره وأحاسيسه الخفية والتي لم يظهرها كاملة وإن أظهر بعضها وترك للباحثين كشف بقيتها. رتبت الروايات الأربع من الأقدم إلي الأحدث، وأولها "الطبل الصفيح"، التي نشرت عام 1959 وترجمت للإنجليزية عام 1961، وتعد من الأعمال الرئيسية في الأدب الأوروبي، إذ تجسد الهذيان الذي أصاب العالم في القرن العشرين في مزيج من الدراما السياسية والأسطورة الرمزية، ومعها بدأ يتبلور مصطلح "الواقعية الخيالية" وأصبح جراس رائده الأول ومؤسس مدرسته. والرواية الثانية هي "القط والفأر" التي صدرت عام 1961 وترجمت للإنجليزية بعدها بعامين، ويستكمل فيها رؤيته المبتورة عن المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، والتي لم تنهي الصراعات بقدر ما بدأت معها أخري أكثر خطورة تبدو معها النازية أصغر كثيرا وأقل تأثيرا، وأن الانتصارات العسكرية المزيفة تخفي جرائم قتل وسرقة ونصب يُكشف عنها بمرور الزمن. والثالثه رواية "ا الفأرة " الصادرة عام 1986 وظهرت أول ترجمة للإنجليزية لها عام 1987، وهي أكثر أعماله التي اهتم فيها بالبشر ومشاعرهم، وأوضح أن لجوءه إلي الحيوانات في رواياته كانت وسيلة ذات دلالة ولم يكن المقصود بها اعتبار الإنسان أقل شأنا من الحيوان، ولكن كذلك فقد معني الإنسانية الذي ميزته عن غيره من الكائنات. أما الرابعة فكتاب سيرته الذاتية "أثناء تقشير البصل" التي نشرت عام 2006 وترجمت للإنجليزية وعدة لغات أخري في العام التالي، وحملت اعترافا صادما ولكنه شجاعا عن أنه بدلا من أن ينضم إلي البحرية وهو في سن السابعة عشر تم تجنيده في أحد الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة النازية وشارك معهم في عدة عمليات خطرة قبل أن يتم أسره في أحد المخيمات.