فى أول رد فعل له بعد إعلان جائزة نوبل للأدب، أبدى الشاعر والروائى الكبير "جونتر جراس" حزنه على فوز "هيرتا مولر" بالجائزة، وقال فى حديث أذيع على القناة الأولى الألمانية: وهو يبدو علية خيبة أمل من فوز مواطنته الألمانية "مولر" بجائزة نوبل للآداب هذا العام". وأضاف: "هى بالطبع كاتبة جيدة، ولكنى حين نظرت لأسماء المرشحين كنت أنتظر فوز الإسرائيلى "عاموس عوز" الذى يستحق الفوز بالجائزة عن جدارة، ولكن يبدو أن للجنة أسبابها الخاصة فى اختيار مولر". لم يستطع جراس أن يخفى ضجره من فوز مولر التى أسقطته من فوق عرش الأدب الألمانى الذى بدا وكأنه احتفظ به إلى الأبد حين فاز بنفس الجائزة عام 1999. جونتر جراس شاعر وروائى ورسام، ولد عام 1927 وله أعمال كثيرة، أشهرها رواية "الطبلة الصفيح" التى صدرت عام 1959 وفاز بها بجائزة نوبل بعد أربعين عامًا. وهى رواية تغوص فى صميم التاريخ الألمانى الأسود، وتتساءل عن بشاعات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. ومنذ صدور هذه الرواية والألمان ينظرون لجراس على أنه ضمير الأمة النابض. ولكن مصداقية جراس قد أصيبت فى الصميم حين اكتشف الألمان منذ ثلاثة أعوام أن جونتر جراس نفسه كان عضوا فى الشبيبة النازية، وكان جنديا فى قوات الأمن الخاصة الموالية لهتلر، وهذا ما حاول جراس أن يعترف به ضمنيا فى سيرته الذاتية التى صدرت مؤخرا تحت عنوان "أثناء تقشير البصل". ومن ناحية أخرى رفض الناقد الألمانى الكبير "رايش رانيتسكى" الإدلاء بكلمة واحدة عن "هيرتا مولر" وقال فى حوار معه بصحيفة "برلين مورجن بوست" إنه فى كل عام ينتظر فوز الكاتب الأمريكى اليهودى "فيليب روث" بهذه الجائزة ويصاب كل عام بخيبة الأمل حين يفوز بها آخر. رانيتسكى ينتمى أيضا لأصول يهودية بولندية ويطلق عليه الألمان "بطريرك الأدب" لقسوته فى أحكامه على الأعمال الأدبية التى لا تعجبه.