قدمنا في الحلقات الأربع السابقة إطلالة تاريخية نعدها بمثابة التمهيد الذي يضع أيدينا علي ما حدث لهذه القبائل فالتعرف علي بعض ملامح حياتها، عاداتها وتقاليدها قديما سوف يدعم الدراسة، خاصة والجماعة الشعبية تبدع دوما وهي تدرك تناغم عناصر ثقافتها، أي أنها تمارس حياتها في إطار منظومة قيم وعادات وتقاليد ومعتقدات تمثل جميعها العقد المتصل الذي يربط حلقات دورة الحياة، من هنا كان لابد من إطلالة تضع أيدينا علي عتبات الدخول لعناصر ثقافتها الشعبية، ومعارج أنواعها المتعددة، والتي تتعدد بتعدد القبائل والفروع، وكذلك بتعدد النشاطات الحياتية التي تلتصق بها، بل الثقافة الشعبية التي هي عين حركتها والمؤرخ لأحداثها، فهي تمثل المتن الذي يخصها قد يكون بمثابة هامش في الثقافة الأم علها تدخلنا إلي البطين الشرقي الجنوبي لمصر الذي تتنوع علي أطرافه عناصر الثقافة بشكل يؤكد علي الخصوصية والثراء. إن التقسيم العلمي المنضبط لمادة الثقافة الشعبية سيضع أيدينا علي عدد من الأجناس التي تضم أنواعا ونوعيات وعناصر ومفردات هذه الثقافة، من هنا يمكننا تقسيم أجناس الثقافة الشعبية مع رصد بعض أنواعها التي توصلنا إليها من خلال الدرس الميداني والمكتبي وذلك علي النحو التالي : أولا : القيم والتصورات والمعتقدات . القيم المجردة : الحق الخير الجمال التصورات : الوجود الموت المعتقدات : المتعلقة بالكائنات الغيبية كالجن والعفاريت التحصن بالإحجبة ضد الحيات والثعابين السيف صلاة الجِمال / بالرطانة : كَامَتسِليل (65) الرقي والتعاويذ ... إلخ) ثانيا : الخبرات والمعارف المتعلقة بتربية الأبناء المتعلقة بالقبائل وتفرعاتها (راجع ملحق أسماء القبائل وفروعها) المتعلقة بتربية الحيوان والطيور(راجع ملحق أسماء الحيوانات والطيور) المتعلقة بمواسم المطر المتعلقة بالتداوي (أعشاب : حلف البر، السدر، السيال، شجر الغزال، الدمسيسة، الحرجل السنط، الطلح، التجبير الكي ... إلخ ) المتعلقة بالتجارة (الإبل الأغنام النباتات الطبية والعطرية الأحجار الأصداف الفحم الجلود التوابل الصمغ العربي اللبان .. إلخ) المتعلقة بالفلك والنجوم المتعلقة بالطرق وبالهضاب والأودية (العلاقي خريط شعيت الحمامات الجمال الحمر القصير)، هناك أدلاء للطرق تستعين بهم معظم الجهات العاملة هناك والجبال . المتعلقة بقص الأثر . المتعلقة بالحرف (صيد السمك صيد الطيور : النعام، الظباء الغزال المصري الأرانب البرية الحمام الجبلي الصقور النسور ) والصناعات (صناعات خشبية جلدية الصوف الودع والمشغولات التجميلية للإنسان والحيوان صناعة البروش (جمع برش وهو اسم القماش والمكان الذي يعيش فيه أبناء القبائل) الحصير .. إلخ . المتعلقة بالآبار (السنطة ديت عمريت الشلاتين أبرق أبو سعف الشاذلي أدلديب ) وموارد المياه (الأمطار - البحر) المتعلقة بالألوان المتعلقة بالقبائل وتفرعاتها (البجا - البشارية العبابدة الأشراف - العمراب الجامعاتاب- الشنتيراب - طلحباب الشويماب الحكيماب الفرجاناب .. إلخ ) ثالثا :العادات والتقاليد. عادات الميلاد السماية الزواج الموت الطعام الأعياد والمناسبات الارتحال سقي الإبل ... إلخ رابعا : الفنون (قولية موسيقية حركية تشكيلية - درامية) الفنون القولية : أغاني العرس ذ أغاني الجبنه ذ جَلِّيْك ذ الدوبيت الدونيب - شعر التحدي - شعر في الإبل - شعر في البنات - عيده حمد - غًنا الونَسَه هركاك الهوسسيف .... إلخ الفنون الموسيقية : العزف علي الباسنكوب أغاني العرس أغاني الجبنه جَلِّيْك الدوبيت الدونيب - شعر التحدي - شعر في الإبل - شعر في البنات - عيده حَُّمد - غًنا الونََسَه الكوشيت الواندوب هركاك الهوسسيف الإنبالويت الكبور ... إلخ الفنون حركية : رقصة الأوكل البيبوب السيره الكًوربياي الدرقه الزرافية الواندوب الهوسسيف الفنون تشكيلية : إناء الجبنة كسوة الجبنة - الأرسيت الأنهاب - بيت البرش تيتل الجريد - الدُعُولِيَّه الشلخ الزي ... إلخ تشتبك مجموعة العادات والتقاليد والمعتقدات بحيث تتداخل لتشكل منظومة متماسكة تحكم قبائل المنطقة، بل تمتد بخيوط عميقة بداية من الميلاد انتهاء بالموت، فدورة الحياة عند قبائل البشارية والعبابدة تكاد تكون واحدة، مع اختلاف اللغة، فالعبابدة يتحدثون العربية كلغة أولي وإلي جانبها الرطانة، بينما البشارية العكس، وترتبط معظم العادات بحياتهم التي تعتمد الرعي حرفة وحياة، فضلا عما يحيط هذه الحياة من تصورات قبلية ممتدة ومتجذرة بين أفراد هذه القبائل، وتتسم مناسباتهم الاجتماعية بداية من " السماية "؛ أي احتفالية تسمية المولود، مرورا بالعمل والزواج، وانتهاء بالموت بمجموعة من العادات والتقاليد والمعتقدات والتصورات التي تشكل منظومة حياة كاملة، ولابد للباحث في متون هذه المنطقة الهامشية أن يستمع لهدير الصمت، حيث تتحدث الآن آثار الأقدام علي الرمال وفي الوديان، هذه فضيلة لابد من اصطحابها، ستكون تحت السماء بشبر وما أنت بممسكها، ستصبح جزءا منك، يمكنك أن تتهجد أو تلهج بالذكر حين تري الجبال الساجية وبيوت البرش التي تغني غناء خشنا علي صوت "الباسنكوب"، ساعتها ربما يخامرك الظن أنك في كون آخر همشته الجغرافيا ونسيه التاريخ رغم حضوره الطاغي، وستسأل نفسك هل نحن أمام ثقافة مختلفة وبشر مختلفين أم أن عزلة استطاعت اقتطاع هذه المنطقة لتحتفظ ببكارة ثقافتها لأزمنة طويلة، هذا الظن سينفيه تأملك العميق حين تكتشف عمق مصرية القبائل هناك وارتباطهم بسراديب الثقافة المصرية في متونها القديمة، فحين يشير سلجمان أحد أهم علماء الأنثروبولوجيا قام بتحليل لقبائل العبابدة والبشارية عبر أدوات الأنثروبولوجيا الفيزيقية إلي التماثل بين هياكلهم وهياكل المصريين القدماء، وحين تسمع بعض مفرداتهم التي تنتمي إلي الفرعونية تتردد علي الألسنة، وحين تعرف أن عددا من أسماء أماكنهم لازالت هي الأسماء التي أطلقها المصريون القدماء ستتأكد أنك في المتن الذي حوله المركز لهامش، لكنه ذلك الهامش الذي اتسع لتشتبك فيه مجموعة العادات والتقاليد والمعتقدات بحيث تتداخل لتشكل منظومة متماسكة تحكم قبائل المنطقة، بل تمتد بخيوط عميقة بداية من الميلاد انتهاء بالموت، فدورة الحياة عند قبائل البشارية والعبابدة تكاد تكون واحدة، مع اختلاف اللغة، فالعبابدة يتحدثون العربية كلغة أولي وإلي جانبها الرطانة، بينما البشارية العكس، وترتبط معظم العادات بحياتهم التي تعتمد الرعي حرفة وحياة، فضلا عما يحيط هذه الحياة من تصورات قبلية ممتدة ومتجذرة بين أفراد هذه القبائل، وتتسم مناسباتهم الاجتماعية بداية من " السماية "، أي احتفالية تسمية المولود، مرورا بالعمل والزواج، وانتهاء بالموت بمجموعة من العادات والتقاليد والمعتقدات والتصورات التي تشكل منظومة حياة كاملة، لقد كانت قبائل البجا تعيش حياة الرعي متنقلة من واد إلي واد، ومن مرعي إلي مرعي، فحيث يكون المطر تتحرك القبيلة ببطونها وتفرعاتها، يتحركون وهم لا يكفون عن الغناء، ورغم حياة الصحراء برمالها وكثبانها وآبارها وما تنتجه الأيكولوجية من ثقافة مائزة إلا أن النيل يظل متجذرا في أرواحهم وغنائهم الذي يظل لصيقا بالرقص في المناسبات الاجتماعية جميعها : لونك برتقان شَتلة جناين النيل أنتي أميره لكل البنات و الجيل فيكي مْكَمَّلات خِلَقِ السماح والرِّيْلْ راسيه أديبه يا الدابله الْْ مشيكي وَحيْل إن هذه الحركة اللامحدودة ذ قديما كانت في المسافة بين اريتريا ومرسي علم في مصر بجوار ساحل البحر الأحمر- خلقت مجموعة من التداخلات الثقافية، رغم أن قبائل المنطقة من أكثر القبائل حفاظا علي العادات والتقاليد . السماية إن ميلاد طفل عند قبائل البجا يعد حدثا كبيرا، فحين يولد تتوقف العائلة عن متابعة السير إذا كانت مرتحلة، أما إذا ولد في المرعي فإن ذلك سيمكن الأسرة ومن يجاورها من أسر من الاحتفال بالمولود بشكل متسع، حيث تتجمع فروع القبيلة في الأودية التي تنبت فيها الأعشاب، كما أن ميلاده في المرعي يعد فألا حسنا، لقد كانت السيدات قديما قادرات علي أن تقوم بعملية الولادة بنفسها بمساعدة من معها من نساء أثناء الترحال، كما توجد بعض السيدات ممن يتمتعن بخبرة في التوليد، وهن اللاتي يقمن بهذه العملية، بينما الآن أصبحت هناك سيدة متخصصة تسمي بلغتهم "السُعرانه" أو "الولاده"، بينما يسمي المولود" نِسْرِكْ "، والمولودة " تنسْرِكْت "، "وبعد الولادة تخرج النساء اللاتي ساعدنها في الوضع، ومعهن المشيمة، والخرق المليئة بالدماء، ويمشين مسافة حتي يصلن إلي شجرة أو نبات من نباتات الصحراء، فيلقين بالمشيمة وقطع القماش علي فروع هذه الشجرة، وهن يغنين إذا كان المولود ذكرا، أما إذا كانت أنثي فيلتزمن الصمت، وهن بهذه الطريقة يعلن عن نوع المولود، ويهجر الزوج خيمة زوجته بعد الوضع مباشرة لمدة أربعين يوما، وفي اليوم الأربعين تذبح ذبيحة/ كرامة، ويحتفل بهذه المناسبة، وتتطهر الزوجة بتعريض نفسها لدخان بعض الأعشاب الصحراوية، لتعود بعد ذلك للعيش مع زوجها " ولم يؤكد لنا ما تم من جمع ميداني هذه المعلومة، خاصة أن الزوج "أبو المولود" يشارك قبيلته احتفالية السماية بداية من اليوم السابع للميلاد، وتعلو الزغاريد بداية من ساعة الولادة إذا كان المولود ذكرا، وقد تذبح بعض الذبائح إذا كان الأب موسرا، كما يوزع التمر علي الأطفال، وفي اليوم السابع تقام احتفالية "السماية"، ويتم فيها تسمية المولود، والأب هو الذي يملك الحق في تسميته، في هذا اليوم يتجمع الأهل والجيران، ليخرج الأب عليهم معلنا تسمية المولود، وتكون البهجة مضاعفة في حالة المولود الذكر، بعد ذلك تذبح ذبيحة "خروف"، وهم يطلقون علي أي ذبيحة "بهيمة"، وتسمي "كرامة"، وقد يذبح للولد أكثر من خروف، بينما يذبح للبنت خروف واحد، وتقوم النساء بعد إعداد الأكل بالغناء كما يرقصن رقصة "الأوكل" / الحمامة، و"السيره" / العُرس، بينما يقوم الرجال بأداء مجموعة من الرقصات مثل "الهوسييت "/ رقصة السيف، و" البيبوب"/ رقصة القفز، وقد يعد لسباق هجن في هذا التوقيت كنوع من إعلان الفرح، وتزداد فرحة الأعمام وأبنائهم إذا كان هذا المولود هو الأول في أسرته، أو إذا جاء بعد إنجاب عدد من البنات، بينما تبتهج الخالات والأخوال إذا جاءت المولودة بنتا بعد إنجاب عدد من الذكور، كما يتوقف عدد الذبائح أحيانا علي عدد الضيوف، فإذا كان الميلاد في أحد المراعي، فسيكون عددهم كبيرا، من هنا ربما تكثر الذبائح "الكرامه"، وذلك بحسب نوع المولود ومكان الولادة، وقد يذبح للمولود الذكر "جملا"، ويقوم البعض بوضع يده في دم الذبيحة حتي تمتلأ بالدم، ثم توضع علي الجمال الأخري، ويسمون ذلك ب"صلاة الجمال"، وينطقونها بالرطانة هكذا " كَامَتسِليل "، والمفردة مكونة من مقطعين هما : كام، أي جمل، تو سليل، أي الصلاة، وهم يقومون بذلك كنوع من التبرك بالدم، ودرءاً للشر، كما يمثل وجوده إعلانا عن قيام هذه القبيلة بعمل "الكرامة "، فضلا عن اعتقادهم في أن ذلك يجلب الخير لهم، وفي مناسبة السماية حيث يكون عدد المباركين كثيرا، فلابد أن تقدم إليهم "الكرامه" علي قدرهم، وعلي قدر مجاملاتهم للأسرة في هذه المناسبة، ويكثر عدد الحضور في حالة وجود أمطار وبالتالي كثرة المراعي التي تجتذب الرعاة من كل فروع القبائل، فيتخذون هذه المناسبة نوعا من الترفيه عن أنفسهم بعد يوم من العمل في المراعي، كما تتواشج فرحتهم بنزول المطر وبخروج المولود للحياة، وتكون مناسبة للغناء علي صوت "الباسنكوب"، والرقص، وشرب " الجبنة "/ مشروب القهوة، كما أن الفرحة تكون في أوجها حينما يولد للأسرة مولود من الذكور بعد فترة غياب طويلة عن الإنجاب، وفي هذه المناسبة يتباري الشعراء غناء بقول وأداء الدوبيت / الهابيت، ومعظمه يكون في امتداح المولود وقبيلته، وهم يطلقون عليها قصائد "شكر في المولود "، وكما توجد قصائد الشكر في مثل هذه المناسبات، فإنها لا تخلو من "النبذ"، وهو نوع من التقريظ المتخفي في بعض الأشخاص، وواضح أنه مشتق من "التنابذ"، ولعله فن قريب من فن "النميم" المنتشر في أقصي جنوب مصر، الذي يتباري فيه الشعراء من خلال نفس الموضوع المطروح، وبنفس القوافي في امتداح وذم النماذج السلبية في المجتمع، مع التلميح إلي أشخاص من الحضور في المناسبة، وقد يؤرخ لميلاد شخص بقصيدة من القصائد التي أنشدت في المناسبة، فيقال "القصيدة التي قيلت حينما ولد فلان"، وتعد بعض الأكلات في هذه المناسبة، منها: الكمونية، "الكِرشَه"، "الفَتَه"، العصيدة، وهناك نظام للأكل في المناسبات المختلفة، وضمنها مناسبة السماية، فالرجال يأكلون أولا، ثم السيدات ومعهن البنات الصغيرات، ثم الأولاد، والجميع يأكل في "صَحْن" واحد كبير، ينتقل من الرجال إلي السيدات وهكذا، وهناك عادة أصيلة بدأت في التراجع قليلا وهي الاتفاق علي خطبة أبناء العمومة يوم السماية، فحين يصبح للولد اسما، يتم الاتفاق بين الأخوة من الرجال علي خطبة المولود لبنت عمه، فيقولون "فلان لفلانة"، وهذه العادة تتم بداية من يوم السماية، وإذا لم يكن لها ابن عم مباشر، فإنه تخطب لابن أقرب رجل للأب "العصب أولا"، ثم ابن الخال إن لم يوجد، ويدرك الأولاد الذكور منذ الصغير ذلك، بل يعرف كل واحد خطيبته " نحن صغيرين .. أبونا يخطب لنا بنت عمنا .. يعني ما نتجوز بره العيلة .. أبونا اللي يختار .. لو بنختار .. وقاطعناه .. يضربنا كده وحاجات كتير ..."، وتلقي عليه وعلي أبيه بعض الأعباء منذ الاتفاق علي الخطوبة، فيقوم بإرسال الهدايا في الأعياد، خاصة العيدين "الصغير والكبير "، كما يقوم البعض بمنح العروس "مصاريف" / عيدية لشراء ما تحتاجه في تجهيزات الزواج، وهو ما سنتحدث عنه عند تناول عادات وتقاليد الزواج عند هذه القبائل . إن مهمة اختيار اسم المولود تكون للأب وحده، وليس للأم أي مساهمة في اختيار اسم المولود، ومن الأسماء المنتشرة في المنطقة: محمد، عيسي، إسماعيل، كرار، طاهر، حسن، حسين، وواضح ارتباط هذه الأسماء بالأنبياء والصحابة وأبنائهم من آل البيت، وبعد أن يتم تسمية المولود ويحتفل به، تقوم الأم بمهام تنظيفه، فمن عاداتهم أن تقوم الأم بعمل عقد من جلد الجمال توضع فيه بعض الروائح والعطور الخشبية الجافة، وتربط هذا العقد في ملابسه، وذلك كنوع من إعطائه رائحة محببة، كما تمنع رائحة برازه، وهم يعتقدون أن هذه الرائحة تسهم في جودة تنفسه، أولا لأنها تمنع الروائح الكريهة، وثانيا لأنها تسهم في تنفسه بشكل جيد، كما تعطي الأم له الزبد الذي ينتج من لبن الماعز، لاعتقادها أن ذلك يسهم في تطهير معدته، وحينما يكبر الطفل ويبلغ سنه الخامسة، يبدأ في تلقي أولي دروس الرعي، فيبدأون في جعله يقوم برعي مجموعة صغيرة من الخراف أمام البيت، ثم حينما يكبر قليلا يقوم باصطحاب هذه الخراف إلي مكان أبعد، ويسمح للأولاد والبنات بالاختلاط حتي سن العاشرة، ليتم الفصل بينهما بعد هذه السن، إذ تبدأ كل بنت في معرفة خطيبها، "وتعتبر سن الرابعة عشرة عندهم هي سن الرجولة، وفيها تلقي علي الشاب مسئوليات جسام في الرعي والسهر علي راحة القبيلة، كما يبدأ في تقلد الخنجر أو السيف اعترافا ببلوغه، كما يحمل ذلك إعلانا بقدرته علي مواجهة أخطار الصحراء ".(يتبع)