تصدر قريبًا، عن دار الآداب اللبنانية، رواية "حكايات الحسن والحزن" للكاتب المصري أحمد شوقي علي، وهي كتابه الثاني بعد مجموعة قصصية في 2010. تعتمد الرواية في بنائها علي التصور المعتزلي لفكرة الإله السلبي، وذلك عبر عرض لحياة "غريب" الإنسان الذي تحول عفريتًا رغمًا عنه، فيقرر - باستخدام قدراته الفوقية المكتسبة من شخصيته الجديدة- أن يخلق جنية لأحلامه، ولكنه لن يخلقها مباشرة، بل تتخلق عن طريق حياة جديدة ينسجها من خياله. وذكرت دار الآداب في تقريرها عن الرواية "إنها نص (نوفيلا) يستعرض فتوته في القدرة علي اللعب بالسردية ذاتها من مداخل عدة، فقط ليحطمها ويعيد بناءها من جديد بكامل إرادته". وتعد شخصية غريب في الرواية، إحدي شخصيات الكتاب الأول لأحمد شوقي "القطط أيضًا ترسم الصور"، لكن ذلك لا يعني بحسب المؤلف - إن الرواية استكمال ل"قطط"، وإنما "ينطلق غريب فقط من الزخم السردي للكتاب الأول، ولا علاقة بين الكتاب والرواية باستثناء حكاية تحول غريب إلي عفريت، لكنه في الرواية شخص أخر أكثر تحديًا لمصيره، وأكثر سخرية مما آل إليه ذلك المصير، ولكنها سخرية تبعث علي الحزن، وليس "غريب" فقط هو الشخصية الوحيدة التي استعنت بها من كتابي الأول، ولكن هناك "فتحي" أيضًا ولكن رغم أهمية دوره فهو ليس أحد أبطال الرواية". وصدر الكتاب القصصي "القطط أيضًا ترسم الصور" الأول للكاتب في يونيو من العام 2010، وقال عنه الروائي الكبير "إبراهيم عبد المجيد" إنه مغامرة حقيقية.. والحالة في مجملها سياق جديد اختاره الكاتب يختلف فيه عن غيره". ويكشف شوقي إن تركيزه خلال الرواية انصب علي الشكل السردي والبناء، فكان همه هو نقل أسلوب السرد الشفاهي "العادي" إلي الورق، بما يتضمنه من تشتيت وسرد لأحداث وحكايات فرعية كثيرة، إلا أنها مجدولة في النهاية بالسياق الموضوعي للحكاية.