"في كل حارة وكل شارع في ناس مصرية، ناس منسية، عايشين في نفس المكان من سنين طويلة متغيروش - مصريين في ملامحهم في كلامهم، أهل بلدنا اللي محدش يعرفهم، أهل مصر، مصريين بجد". هكذا قدم المصور الفوتوغرافي أحمد هيمن لصفحته التي أنشأها علي الفيس بوك تحت اسم "مصريين" ليروي بعدسته عشرات الحكايات المكتوبة في وجوه أصحابها التي تنطق بمصرية خالصة. وبينما تلخص الصورة تلك الحياة الطويلة المرسومة علي جبين أصحابها ، بإمكانك أن تستمع إلي تلك المرأة العجوز وهي تقول مبتسمة "بتصور إيه يا بني أنا خلاص عجزت"، أو إلي حارس بمعبد أبو سمبل وهو يقول " بقالي 20 سنة حارس لمعبد أبو سمبل، عدي عليا آلاف البشر من العالم كله .. المعبد دا بيتي ومصدر رزقي ف لازم أخد بالي منه وأحافظ عليه"، وغيرذلك من الحكايات التي حرص هيمن علي كتابتها باللغتين العربية والإنجليزية تعليقا علي الصور والتي استقاها من حوار جري بينه وبين أصحاب الصور . وهيمن من الشباب الواعد الذي تمكنت صوره وحكاياته من جذب قطاع عريض من الشباب منذ فترة طويلة، وأتذكر تلك الحكايات الرائعة التي عاد بها ذات يوم من غزة ورسخت في وجداني منذ أن رأيت معرضه بساقية الصاوي منذ عدة أعوام تحت عنوان "غزة ..مكان في القلب"، وغيرها من الحكايات المصورة التي ينقلها هيمن يوميا بعدسته. ويبدو أن فوتوغرافيا الشارع قد أصبحت تجذب العديد من المصورين في مصر والعالم ، حيث تتسم بالواقعية وتحمل معها عشرات الحكايات التي تؤرخ للإنسان. فقد أنشأ كذلك المصور الشاب مصطفي السيد صفحة باسم "حواديت " علي الفيس بوك ، ويحلم مصطفي بأن يجوب مصر من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ليحكي بصوره قصص أهلها البسطاء. ويقدم مصطفي لصفحته قائلا " مصور مصري..مقتنع أن الصورة حدوته.. لازم يكون فيها قصة..وأنا بلف مصر وخاصه المناطق الفقيرة، بقعد مع ناسها وبصورها وبطبع لهم صورهم..أقل حاجة ممكن تبسطهم.. عندي حلم اني أنشر السعادة ". ويبدو أن كثيرا من الفنانين وكذلك من محبي الفنون قد وجودوا في المساحة الإليكترونية وخاصة علي الفيس بوك بديلا فعالا لساحات العرض بكل تلك التفاصيل المرهقة المتعلقة بالوضع الأمني وطباعة الصور وتنظيم المعرض وغيرها ، فيكفيك أن تنشئ صفحة علي الفيس بوك لتكون هي معرضك الدائم الذي يمكن من خلاله عرض أعمالك واستقبال الزوار والتعليقات والاحتفاظ بأعمالك معروضة طوال الوقت. ٍ