عبدالستار سلىم المعلّقات هي قصائد لشعراء من العصر الجاهلي ، اختارتها العرب لجودتها ، ويقال إنها كُتبت وعُلِّقت علي أستار الكعبة .. والشاعر امرؤ القيس صاحب واحدة من هذه المعلقات ، مطلعها يقول : قِفا نَبْك من ذكري حبيبٍ و منزلِ بسِقْط اللوَ ي بين الدخول فحومل ِ يعارضها حسين شفيق المصري بقصيدة - علي نفس الوزن ، ونفس القافية - و فيها يصبّ جام غضبه علي المطاعم التي لا تخضع للشروط الصحية ، وفي هذه القصيدة يقول : يبيعان مَشْويَّ الطحَالِ وتارةً يبيعان مُمْباراً فخُذ ْ منه أو كُل ِ كدَ أ بِك من أم الفلا فل قبْلها و جا رتها أم الخُلو ل يا شيخ علي مطا عم ُ ميكر و با تها تَلِد ُ العَمَي لِعَيْن ِ كثير الأ كل ِ و المُتَقَلّل ِ و الشاعر القدير عامر الأبنوطي عارض لامية الطغرائي بقوله : أناجرُ الضأن ترْ ياقٌ من ا لعِلَلِ و أ صْحُنُ الرُّ زّ فيها مْنتهَي أ ملي فيمَ الإقامة في الأريافِ ، لا شِبَعي فيها ولا نُزْ هتي فيها ولا جَذ َ لي فلا خليل ٌ بد فْع الجو ع ير حمُني ولا كر يم ٌ بلحم الضأ ن يسمح ُ لي أر يد أ كلاً سميناً أ ستعين ُ به علي العبا دات و المطلو ب من عملي فكما نري أن هذا الشعر تمتزج فيه اللفظة العامية بالفصيحة في تناسق يخدم المعني ، وفي إطار ساخر ، معتمداً - في الغالب - علي العمل الأصلي الجاد في الأساس .. و كما يقول الباحث ( فكري عبداللطيف ) : هونمط من الشعر يتجاوز أسلوب السخرية والتساخر ممن حوله ، إلي مستويات من الفكاهة والتفكه التي تثير الإضحاك من متلقيه عبر مفارقات مفاجئة ، وتراكيب غير مألوفة ، موظفاً إيقاعات الشعر بفصحاه وعامّيته .. طلباً للتفكه وانتزاع الضحكات .. وقد قدّم الفنان حسين طنطاوي برنامجه الإذاعي ( مع السمسمية) - مع سيد الملاح ، والمخرج بابا شارو - كومضات رمضانية ، علي طريقة الأدباتية ، كانت تغطي الكثير من الموضوعات النقدية ، و الاجتماعية ، مستخدماً ألفاظاً متداولة علي ألسنة العامة ، فيقول : و دّع ْ رمضان َ إذا ولَّي وافْر ح ْ بالعيد إذا هلاّ والشاعر العصري سيد حجاب ، اتّبع نفس النهج ، فعلي غرار قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي التي بدأها شوقي ، بقوله : سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل علي الجمال له عتابا يقول سيد حجاب - في واحدة من قصائده الحلمنتيشية الجميلة - منتقداً ما وصل إليه حالُنا بعد أن استشري الفساد ، فيقول : سلوا قلبي وقولوا لي جوابا لماذا حالنا أضحي هبابا لقد زاد الفساد وساد فينا فلم ينفع بوليس أو نيابة وشاع الجهل حتي أن بعضاً من العلماء لم يفتح كتابا