د.مينا بديع عبدالملك ولد سليم حسن بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر - محافظة الدقهلية - في 15 ابريل 1886، وقد توفي والده وهو صغير فقامت والدته برعايته. بعد أن حصل علي شهادة البكالوريا عام 1909 التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحق بهذه المدرسة لتفوقه في علم التاريخ وتخرج فيها في عام 1913. حاول الالتحاق بالمتحف المصري ليكون أمينا مساعدا بالمتحف ولكن مساعيه باءت بالفشل حيث كانت وظائف المتحف المصري حكرا علي الأجانب فقط!! فعمل مدرسا للتاريخ بالمدارس الأميرية. في عام 1921 عين في المتحف المصري بعد ضغط من الحكومة المصرية ممثلة في أحمد شفيق باشا وزير الأشغال، وفيه تتلمذ علي يد العالم الروسي جولنشيف. في عام 1922 سافر إلي أوروبا برفقة أحمد كمال باشا لحضور احتفالات الذكري المئوية لعالم الآثار الفرنسي شامبليون، حيث زار فرنسا وإنجلترا وألمانيا. خلال تلك الزيارة كتب العديد من المقالات الصحفية تحت عنوان (الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية) كشف فيها عن السرقة والنهب الذي يحدث للاثار المصرية مثل رأس نفرتيتي الذي شاهده في برلين. في عام 1925 تمكن أحمد كمال باشا من اقناع وزير المعارف زكي أبوالسعود بإرسال بعض المصريين للخارج لدراسة علم الآثار وكان من بينهم سليم حسن حيث سافر في بعثة الي فرنسا والتحق بقسم الدراسات العليا بجامعة السوربون، وحصل علي دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، كما حصل أيضا علي دبلوم الآثار من كلية اللوفر، وأتم بعثته عام 1927 بحصوله علي دبلوم اللغة المصرية ودبلوم في الديانات المصرية القديمة من جامعة السوربون. عاد الي القاهرة وعين أمينا مساعدا بالمتحف المصري وانتدب بعدها لتدريس علم الآثار بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) ثم عين أستاذا مساعدا بها. اشترك في عام 1928 مع عالم الآثار النمساوي يونكر في أعمال الحفر والتنقيب في منطقة الهرم، سافر بعدها الي النمسا وحصل هناك علي الدكتوراه في عالم الآثار من جامعة فيينا. في عام 1929 بدأ أعمال التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة لتكون المرة الأولي التي تقوم فيها هيئة علمية منظمة أعمال التنقيب بأيد مصرية، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن أعمال التنقيب مقبرة "رع ور" وهي مقبرة كبيرة وجد بها العديد من الآثار. استمر في أعمال التنقيب في منطقة أهرامات الجيزة وسقارة حتي عام 1939 اكتشف خلال تلك الفترة حوالي مائتي مقبرة أهمها مقبرة الملكة (خنت كاوس) من الأسرة الخامسة ومقابر أولاد الملك خفرع، بالاضافة الي مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع. عين سليم حسن بعد ذلك وكيلا عاما لمصلحة الآثار المصرية ليكون بذلك أول مصري يتولي هذا المنصب، وقد أعاد الي المتحف المصري مجموعة من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع ولكن سليم حسن رفض ذلك، مما عرضه لمضايقات شديدة أدت الي تركه منصبه عام 1940. استعانت الحكومة المصرية في عام 1954 بخبرته الكبيرة فعينته رئيسا للبعثة لدراسة مدي تأثير بناء السد العالي علي آثار النوبة. شارك في عملية جرد المتحف المصري عام 1959. في عام 1960 انتخب عضوا بالاجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة. من مؤلفاته بالعربية: موسوعة مصر القديمة (ستة عشر جزءا)، جغرافية مصر القديمة، الأدب المصري القديم أو أدب الفراعنة. توفي سليم حسن، ابن مصر الطيب، المصري جدا في 30 سبتمبر عام 1961.