غني له محمد عبدالوهاب.. وشدت له كوكب الشرق أم كلثوم.. وأبدعت فيروز حينما صدحت بكلماته.. وشجي عبدالحليم حافظ له.. وغيرهم من نجوم الطرب والغناء.. ولا نستطيع أن ننسي حينما غنت نجاح سلام »أنا النيل مقبرة للغزاة». إنه الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل مبدع »النهر الخالد» و»دعاء الشرق».. فمن منا لم يفتن بتلك الأغنيات التي لحنها وغناها عبدالوهاب.. ومن منا لم يتأثر ب »ليالي الغرام» لعبدالحليم.. وكذلك »الربيع» لفيروز »وهات اسقني» لرياض السنباطي كان محمود حسن إسماعيل عميق الإحساس.. يصور الواقع في أجمل صورة فيخرج بسطوره.. وكلماته وأشعاره ليثري الوجدان ويفتن الإحاسيس وقد اشتهر أيضا بأنه شاعر الكوخ.. وعاشق الحقيقة.. أشعاره كانت لوحة فنية تشف عن روح منتشية وعما تصوره ويكتب عنها وسطوره شذي عطر.. رقيقة عذبة.. وحينما قامت ثورة 23 يوليو أشعلت فيه مزيدا من الوطنية وألهبت حماسه وهزت وجدانه.. ومن ثم كان ديوانه المعروف »نار وأحفاد».. و»قاب قوسين» وقد نال جائزة الدولة في الشعر.. وله أيضا »موسيقي من الشرق».. »رياح من المغيب».. »التائهون».. ووصلت دواوينه ل 14 ديواناً كان أولها بعنوان »أغاني الكوخ». ما دفعني للكتابة عن محمود حسن إسماعيل والذي عمل أيضا رئيساً للجنة النصوص بالإذاعة.. وكان مستشاراً بها وأثري حياتنا شعراً وغناء هو أنني لم أر اهتماما كبيرا بالإذاعة والتليفزيون كي يحتفلا بذكراه التي مرت الأسبوع الماضي.. فيبدو أن القائمين علي البرامج الثقافية المسموعة والمرئية.. لا يعرفون أساساً من الذي كتب »النهر الخالد».. و»دعاء الشرق» وهما من أجمل ما غني عبدالوهاب.. ولو كانت ابنته المذيعة سلوان محمود رحمة الله عليها علي قيد الحياة لذكرتهم بذكري والدها.. شاعرنا الكبير..!